ما مِن مسلم يتقي الله -الكريم- لا يسعى أن يكون من قوافل المتصدقين. وهنا نُخبره فوائد وأهمية الصدقة. فقد جاءَ فضل وخيرٌ وبركة لها في كنوز من الكتاب والسنة، في الدنيا والآخرة. قالَ النبي محمد ﷺ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا.
أهمية الصدقة
أتريد أن تسارع إلى الجنة؟ أتريد أن تكون من أصحابها؟ يقول الله -عزّ وجل- في آيات قرآنية عن الصدقة في القرآن الكريم “وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ” ~ سورة آل عمران – الآية ١٣٣. أتعرف من المتقون؟ “الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ” ~ سورة آل عمران – الآية ١٣٤.
تجد بعضهم ينفق ولو كان ضعيف الدّخل. وقد سُئِل النبي ﷺ أفضل الصدقة، فقال “أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ البَقَاءَ” يعني في حال الصحة والنشاط، وتملك المال وتريد جمع المزيد منه، ومتأمّل طول العمر وأن تعيش كثيرًا. فهنا الصدق عظيمة. أتدري لماذا؟ لأن الناس في هذه الحالة يقول نفي نفسه: أريد أن أفعل كزا، وأسافر، وأشتري وأترفّه.. و و. ولهذا من الصّعب أن يُنفِق في هذه الحالة.
ويكمل ﷺ في نفس الحديث الشريف الذي يتناول أهمية الصدقة: “وَلَا تُمْهِلَ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ” يعني خلاص عند الغرغرة. يقول تعالى “وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ” ~ سورة المنافقون – الآية ١٠.
فبعض الناس عِند الموت يقول يا ليتني أرجع إلى الحياة فأفعل وأفعل وأفعل. لكن وقتها الفرصة تكون انتهت.
اشرح صدرك بالصدقات
يقول ابن القيم رحمه الله “إن من أعظم أسباب انشراح الصدر أن تحسن إلى الناس”.
تخيل أن تذهب إلى أسرةً فقيرة، فتعطيهم مؤونتها، وتدخل السرور إلى قلوبهم. حينها ستجد من الفرح والضحك الذي ستراه في وجوه الأطفال والسرور في وجوه الوالدين، يجعلك منشرح الصدر أصلا.
شفاء المريض بالصدقة
إذا كنت مريضًا وعجز الأطباء عن شفاؤك. فاحرص على الصدقة. فإن المريض يتداوى بالصدقات.
من أحدٍ القِصص القصيرة والجميلة عن الصدقة. أنَّهُ جاءَ رجلٌ إلى عبد الله بن المبارك. وقد كان في رجله قرحة ما شفيت. حاول مع كُل الأطباء، لكنها لا تزال تنزِف صديدًا وما شفيت. فقال له: احفر بِئرًا فإنك بإذن الله تشفى.
وبالفِعْل، حفر بئرًا لله عز وجل. وما مرت أيام إلا وشفاه الله جل وعلا.
خاتمة
تصدق يا مؤمن، فما نقص مال من صدقة. ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، رجل تصدق بيمينه حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.
اليوم لديك فرصة لتُنفِق وتُعطي وتجني الخير والبركات وكنوز الحسنات. فلا تتأخر وتسوّف وتندم في يومٍ لا ينفع فيه النَّدم.