“لا تكمن أهمية الحجامة في كونها مجرد علاج قديم، بل إنها تكتسب أهمية تدفع البعض إلى تجريبها واللجوء إليها كونها سنة عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وتعمل الحجامة على تخليص المرء من كريات الدم الحمراء الهرمة، ما يعزز مناعة الشخص ضد الأمراض، وكذلك تزيل الكثير من الآلام وفق مختصين في العلاج بالحجامة، التي لها نوعان علاجية ووقائية”.
عرفت المجتمعات البشرية القديمة الحجامة كإحدى الطرق العلاجية لبعض الأمراض ثم نقلها عنهم عرب الجاهلية إلى بلادهم، واستمر إستخدامها في صدر الإسلام، ثم أفاض الأطباء العرب الأوائل في ذكر فوائدها في مؤلفاتهم.
لا يختلف إثنان على الفوائد الطبية للحجامة، إلا أنه بدأت تظهر مغالطات كبيرة في طريقة عمل الحجامة وإستغلال الجانب الديني لها، وإزدادت فتاوى الحجامة في الفترة الأخيرة بشكل ملفت للنظر.
أطباء أكدوا على أن الحجامة عبارة عن عملية جراحية مصغرة، وليست عملية بسيطة كما يشاع وليست عملية عشوائية، ومن الضروري إجراءها في أجواء صحية بنسبة 100% لمنع حدوث العدوى أو المشكلات الصحية التي تنتج عن الحجامة مُحدثة مضاعفات.
تقارير أكدت وجود إنتقال العدوى نتيجة عدم التعقيم وعدم إستخدام مشارط معقمة، وقد يحدث تمزق للأنسجة نتيجة للإستخدام غير الصحيح أو التشريط العميق الذي يترك أثرًا بالجسم، أما الحجامة الصحيحة فلا تترك أية ندب على الجلد، ويتحدد ذلك بناء على شكل وطريقة وعمق التشريط، لأنه يجب خدش الشعيرات الدموية وليس الشرايين أو الأوردة لتحفيز الجهاز العصبي.
ما هي الحجامة؟
قال “د. هيمن نحالة” أخصائي الطب التكميلي والعلاج بالحجامة. الحجامة هي سنة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وهي واحدة من أهم أقسام الطب التكميلي لإستخراج الأخلاط الدموية والسموم والشوارد الحرة من الجسم وليس الدم الفاسد كما يُشاع بين الناس.
وتتعدد أنواع الحجامة فمنها الحجامة الجافة، والحجامة المتزحلقة، والحجامة الدموية، وحجامة الإبر الصينية، وحجامة البامبو، وحجامة المغناطيس، وحجامة الماء.
وحقيقةً مُيزنا نحن كمسلمين بالحجامة الدموية وهي الأهم بين أنواع الحجامة حيث أنها تعمل على إعادة تأهيل وبناء الجسم من جديد.
وتعريف المنظمات الدولية للحجامة هو أنها عبارة عن عملية جراحية مصغرة يجب أن تتوافر فيها كل الشروط الصحية بدايةً من المعالج إلى المكان إلى طريقة التعقيم، ومن ثَم الحفاظ على حياة المريض المُعالج بها.
هل الحجامة شفاء من الآلام؟
في حالة الآلام العامة بالجسم وخاصةً عند كبار السن تعتبر الحجامة من عوامل الإستطباب، لأنها عامل مساعد على إستخراج السموم من الجسم، وبالتالي هي نوع من أنواع العلاجات لبعض الأمراض.
فلا نقول أن الحجامة علاج للأمراض المزمنة كالضغط والسكري والسرطان، لكنها علاج ناجع للتشنجات العضلية في الأقدام والفخذ بالتحديد، وعلاج للصداع النصفي، وعلاج لآلام الظهر في مراحل معينة، وعلاج لعرق النسا وإلتهاب العصب الوركي.
كما أن لها دور كبير في تأخر الإنجاب، وتحسن وظائف القولون لمن يعانون من الإمساك والغازات والقولون العصبي.
مما سبق نستنتج أن الحجامة لها دور علاجي شريطة إستخدامها بطريقة صحيحة واختيار المواضع الجسدية الأصح والتشريط الصحيح.
ما هي الآلية الطبية الصحيحة لعمل الحجامة؟
أول وأهم خطوات آلية عمل الحجامة هي التعرف على حالة المريض الصحية كاملةً، ثم التفريق بين الهدف من الحجامة هل هو هدف وقائي أم هدف علاجي، فالحجامة الوقائية يمكن إجراءها كل ستة أشهر لطرد السموم من الجسم، أما الحجامة العلاجية لابد لها من معرف الأعراض والمدة الزمنية لهذه الأعراض، وذلك للمساعدة في تحديد النقاط الجسدية التي سيتم عمل الحجامة عليها.
وكل هذا فيما قبل جلسة الحجامة.
أما أثناء جلسة الحجامة لابد من الإجراءات الآتية:
• اختيار المواقع الجسدية الصحيحة بعد التعقيم الجيد.
• إستعمال الأدوات لمرة واحدة.
• توفر المشارط الصحية المعقمة والتي تستخدم لمرة واحدة.
التشريط السطحي، فالحجامة الصحيحة ليست بكمية الدم الخارجة من الجسم، حيث أن تشريط الجسم بطريقة صحيحة يبعث إشارة عصبية للمخ، ليقوم المخ بتحليل هذه الإشارة عبر الجهاز السمبثاوي والباراسمبثاوي فيحدث داخل الجسم فعل ورد فعل.
وهذه الشرطة الصحيحة لسطح الجلد هي التي تكشف المعالج الجيد من العديم الخبرة، وهي الآلية الطبية الصحيحة للحجامة حيث أنها من المفروض ألا تترك أثرًا على الجسم.
إذا كانت الحجامة لا تُخرج الدم الفاسد من الجسم، فماذا تُخرج؟
خلق الله قدرة في الجسم البشري على إخراج السموم عن طريق التبول والتبرز والتعرق والإفرازات وإندثار كريات الدم الحمراء كل 120 يوم والكبد والطحال لهما دور في إخراج هذه السموم من الجسم، ثم يبقى جزء داخل الجسم يُعرف باسم الشوارد الحرة وهي الأكسجين أحادي الذرات، والذي إذا زاد في الجسم زادت الأعراض المرضية والخمول.
وعند عمل الحجامة وجد أن الشرطة التي تحدث على سطح الجلد تؤدي إلى تحفيز وتحويل الأكسجين أحادي الذرات إلى أكسجين ثنائي الذرات، وبالتالي خروج كمية من الشوارد الحرة والكريات الهرمة من الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.
والحجامة الصحيحة تكاد تكون معدومة خروج البلازما وهذا ما يميزها عن التبرع بالدم. ومما سبق كله يتضح أنه لا مكان لمصطلح الدم الفاسد.
متى يتم تشريط سطح الظهر طوليًا ومتى يتم عرضيًا؟ وما الإختلاف بينهما؟
أغلب المناطق الجسدية التي تُعمل عليها الحجامة يكون التشريط طولي، بإستثناء بعض المدارس الطبية التي تقول أن الأكتاف والمبايض عند النساء يكون التشريط عرضي، والسبب في أن التشريط طولي ما يلي:
• التشريط الطولي يكون في إتجاه الجاذبية وبالتالي تلتئم الجروح أسهل وأسرع.
• أسهل في خروج الدم بسبب عامل الجاذبية أيضًا.
كيف يمكن التعرف على مركز الحجامة المرخص من المركز الغير مرخص؟
قامت وزارة الصحة بترخيص الممارسين للحجامة للعمل في المراكز والمستشفيات الصحية، وعلى طالب العلاج بالحجامة ومن حقه الإطلاع على شهادة الترخيص الممنوحة للمعالج والمركز من وزارة الصحة الإماراتية.
ما هي الضوابط لمراقبة مزاولي الحجامة؟
لا يُرخص لأي شخص لمزاولة الحجامة إلا بعد الخضوع للإختبار التحريري والإختبار الشفوي ويشرف على وضع هذه الإختبارات الأطباء المتخصصين في هذا المجال.
بالإضافة إلي أن الوزارة تمنع ممارسة الحجامة خارج نطاق المؤسسات الصحية أي العيادات والمراكز الصحية المرخصة.
دولة الإمارات العربية هي أول دولة في العالم قامت بدعم السنة النبوية الشريفة بإيجاد ترخيص للحجامة، وهي أول دولة قامت بالسماح ببمارسة الحجامة في المراكز الصحية، كما أنها أول دولة تمنع ممارسة الحجامة في المنازل ومحلات بيع الأعشاب والعسل، بذلك تحافظ الدولة من خلال الهيئات الطبية والصحية على صحة المجتمع الإماراتي.
ويوجد على أراضي دولة الإمارات 42 شخص مرخص لهم بمزاولة مهنة الحجامة من الأطباء وغير الأطباء ومن المواطنين والمقيمين.