يقول حيدر صباح، وهو مدرب بناء الأجسام، أن من بداية حياته كان والده لاعب كرة قدم في فرق معروفة، فكان يحب كرة القدم وبعدها رأى نفسه خشن ولا يستطيع، ووزنه ثقيل، فعمل على تقليل وزنه، وفي سنة ١٩٩٩ دخل الجامعة وكان منظره نحيف جداً فنصحه بعض الأصدقاء بالدخول في لعبة الحديد لزيادة وزنه، وتطور مشواره في هذا المجال وحصل على البطولات، وتعلق ببعض المدربين.
في ٢٠١٠ قرر التحويل على مسيرة التدريب، وهو خريج بكالوريوس علوم أغذية وتربية رياضية، ويمتلك أكثر من ٢٦ شهادة تحكيم وتغذية بشتى الرياضات من مختلف أنحاء العالم، فكانت هذه بداية تعلقه بالرياضة من باب تحسين النفس ثم البطولات ثم التدريب.
ويقول، أي شخص يمكن أن يمارس رياضة بناء الأجسام، ولكن هناك أجسام بعد ممارسة الرياضة بشهرين تجد أن جسدها مستحيل أن يتغير لأن الله خلقه لغير هذه اللعبة، وهو لديه بعض اللاعبين يرى أن من الأفضل لهم لعب كرة القدم، أو السلة، أو التنس، أو ألعاب قوى أخرى لأنه ليس لديه الهرمونات الكافية للبناء العضلي أو الصعود، لعبة بناء الأجسام مناسبة لنسبة ٩٠٪ من الأشخاص.
رياضة كمال الأجسام
لعبة بناء الأجسام عليها نسبة عالية من الإقبال في العراق ولكن ليس عليها الضوء القوي، فلدينا أبطال عالم وأبطال آسيا، أبطال قارات غير متواجدين في أنحاء العالم، وجميع دول العالم تعتبر الأجسام العراقية هي الأفضل في البطولة وتحصد الجوائز.
ولكن تسليط الإعلام القليل على رياضة بناء الأجسام واعطاء المساحة الأكبر لكرة القدم، وجميع الألعاب الفردية عموماً، والاهتمام من الاتحادات ووزارة الشباب والرياضة، ليس عليها اهتمام عالي. فاللاعب ينفق حوالي ١٠٠٠٠ دولار بنفسه ويحصل على شهادة وميدالية فقط.
نصائح للأشخاص المقبلين على رياضة كمال الأجسام
وهناك بعض اللاعبين يتجهون إلى تعاطي مواد محظورة لمساعدتهم في كمال الأجسام، وكل شيء هو عبارة عن سلاح ذو حدين، فمثلاً النار تحرق ويمكن الاستفادة منها أيضاً، والسكين يمكن الاستفادة منه في المنزل ويمكن الأذى منها، وكذلك هذه المواد إذا تم أخذها بطريقة صحيحة وسليمة، يمكن تحصيل أقل ضرر ممكن، ولكن لا بد من وجود الضرر حتى لو كان قليل.
وهناك من يلعب بطريقة عشوائية وهذا بسبب عدم الرقابة، وبسبب عدم الوعي الثقافي، وأصبح كل هدف اللاعب هو الحصول على جسم أفضل، وقاموا بالاتجاه لهذه الأمور والتي إذا أُخذت بطريقة عشوائية تؤدي إلى التهلكة، ويصبح الموت هو الأفضل له، لأن الموت يكون أفضل من الأذية، ويمكن أن يسبب له مرض طويل المدى قد يدمره، ولكن يتم أُخذها بطريقة صحيحة وتحت إشراف طبي وليس مدرب، ولا يتم اختيار المدرب على حسب شكله أو جسده، ولكن بخبرته في التدريب.
وهناك ضرر في المواد التي يستخدمها اللاعبون بصورة عامة، حيث تؤثر على أمراض الكبد التي لا يمكن علاجها في بعض الأحيان، أمراض الكلى وسقوط الشعر نهائياً، والضعف، اختلال في ضغط الدم، وتضخم بالقلب والأوعية الدموية، ومن الممكن الاصابة بالسكر، وتعاطي المواد المحظورة قد يؤدي أحياناً إلى الموت أو حدوث شلل.
العمر المناسب لرياضة بناء الأجسام
يمكن ممارسة هذه الرياضة بداية من عمر ٨ سنوات، وهي تختلف عن رفع الأثقال التي تتميز بالخطورة أكثر، فرفع الثقل على الكتف من الممكن أن يتسبب في بعض الاصابات أو الكسور، أما بناء الأجسام تعتمد على الوزن بحركة معينة مفصلية.
هناك دراسات حديثة يطبقها بعض المدربين في جميع أنحاء العالم وهي تدريب الأولاد الصغار، لأنه ينمي العضلة ولا يوجد مجال للخوف عليه، ولكن يجب تجنب الأوزان الثقيلة والتي لا تقبل أقل من ١٤ سنة، ويتم مراعاة عدم تناسق الجسد مع العمر ويكون تحت رقابة صحيحة ولكن المجال مفتوح لأي عمر آخر، ورياضة بناء الأجسام هي مفيدة جداً وتجعل الشخص يبدو أصغر من عمره الحقيقي.
نصائح للمتدربين في رياضة كمال الأجسام
أول شيء يجب اختياره في أي رياضة هو اختيار المدرب الصحيح، ولا يجب اختيار المدرب بشكله أو بعضلاته، ويجب النظر إذا كان يعطي الغذاء خلف أطباء، ويجب السؤال والتعمق في المدرب إذا كان لديه بطولات أو انجازات، ولديه عمل، ولديه مثابرة، ولديه نتائج على أرض الواقع.
وأخيراً، بالنسبة للمنشطات والمكملات الغذائية، لا يُنصح أي شخص بتناولها نهائياً، وعلى الرغم من تعاطي لاعبين الحديد، ولكن يتعاطوها تحت اشراف الطبيب، ويتم عمل بعض التحاليل الخاصة وهي ضرورية لمعرفة فصيلة الدم ويجب اهتمام المدرب بهذه الأمور والسؤال عن الحالة النفسية والاجتماعية ولا يُنصح بأي مدرب ليس على علم ودراية كافية.