ما هو النظام الغذائي الكيتوني؟ ولماذا وُجد؟
قالت الدكتورة “آمنة حديب” اختصاصية التغذية. النظام الكيتوني هو نظام غذائي يعتمد على زيادة محتوى الوجبات الغذائية من الدهون وخفض محتواها من الكربوهيدرات، وتمت تسميته بهذا الاسم “كيتو دايت” لأن الجسم يستخدم السكر الذي يحصل عليه من النشويات كمصدر للطاقة، وبالتالي عند التوقف عن تناول النشويات فإن الجسم لا يدخله ذلك السكر من النشويات، وعليه سيقوم بالتحول إلى إصدار الطاقة التي يحتاجها من الدهون المخزنة بالجسم، وعندما يقوم الجسم بتفكيك الدهون المخزنة للحصول على الطاقة اللازمة تخرج ما يُعرف بأجسام الكيتون، ومع زيادة هذه الأجسام بالدم يدخل الجسم في حالة تُسمى الكيتوزيس، ومن هنا جاءت التسمية، وفي العادة يحتاج الجسم الطبيعي إلى فترة زمنية تتراوح بين يومين إلى أربعة أيام في اتباع النظام الغذائي المرتفع بالدهون والمنخفض بالنشويات حتى تحدث عملية الكيتوزيس.
وأضافت “د. حديب” وتم تصميم هذا البرنامج الغذائي في البداية لمرضى الصرع والكهرباء الزائدة بالمخ، لأن من مميزاته حماية الخلايا العصبية بالدماغ، لذلك فإن له تأثير علاجي مُكمل للتأثير العلاجي للأدوية، ثم تم استخدامه بعدها مع مرضى السرطان، وذلك لأن الخلايا السرطانية بطبيعتها تتغذى على السكريات المباشرة والسكريات التي يستخرجها الجسم من النشويات، لذلك كان الإمتناع عن تناول السكريات والنشويات ذو أثر فعال على موت الخلايا السرطانية وعدم انتشارها أو تطورها، وما أُجريّ من دراسات على مرضى الصرع ومرضى السرطان أكد على أن المرضى الملتزمين بالأدوية والكيميائية وهذه الحمية الغذائية تزيد فيهم معدلات الشفاء مقارنةً بالمرضى الملتزمين بالأدوية فقط، ورويداً رويداً دخل الكيتو دايت عالم التخسيس وخسارة الوزن لنتائجه المذهلة والسريعة.
ما هي الأطعمة والمشروبات المطلوب التركيز على تناولها في نظام الكيتو دايت؟
كما سبق وأن أشرنا فإنه في نظام الكيتو دايت يتم التركيز على تناول الأغذية الغنية بالدهون والبروتين وتجنب الأغذية الغنية بالكربوهيدرات إلى أقصى حد، وجدير القول أن الأبحاث التي أُجريت على الكيتو دايت لم تفرق بين الدهون الصحية والغير صحية، لذلك لا يُمنع الإنسان من تناول الدهون المشبعة كتلك الموجودة في المقليات وغيرها، وإن كان من الأولى الإعتماد على الدهون الصحية.
وبشكل عام من المسموح تناوله في الكيتو دايت جميع أنواع الأسماك واللحوم والدجاج، والبيض، وأيضاً جميع أنواع البذور كالكتان والشيا والمكسرات كاللوز والجوز.
وتابعت “د. آمنة” أما من حيث المشروبات، فمن الضروري التنبيه على أن الكيتو دايت يزيد من إدرار البول، وهو ما يجعل الجسم يخسر الكثير من سوائله، وهو ما يتبعه حتماً خسارة الكثير من الأملاح المعدنية الهامة الموجودة فيه، وهو ما يصاحبه أعراض مرضية مثل الغثيان وقلة التركيز وليعان النفس، كما أن خسارة المعادن قد تتسبب في الأعراض المرضية التي تتزامن مع نقص كل نوع منها من الجسم، لذلك نجد أنه من المفضل تجنب تناول المشروبات – ما عدا الماء – خلال فترة الإلتزام بالكيتو دايت قدر الإمكان، وخصوصاً تلك المشروبات التي تزيد من إدرار البول وأشهرها المشروبات الغنية بالكافيين، كما من المفضل شرب المحاليل وتناول المكملات الغذائية التي تعوض المعادن التي يخسرها الجسم.
ما مدى صحية الكيتو دايت على المدى البعيد؟ وكم الوقت المحدد للإلتزام به؟
حقيقةً لا تتواجد دراسات بحثية معتبرة تثبت تأثير هذا النظام الغذائي على صحة الجسم على المدى الزمني البعيد، كما أن طبيعة الأغذية في الكيتو دايت تجعله نظام غذائي لا يمكن الاستقرار عليه لفترات زمنية طويلة، لأنه يحرم من تناول العديد من المواد الغذائية الأساسية، فهو نظام غذائي يمنع من تناول الخضروات والفواكهة والحبوب والبقوليات والألبان ومنتجاتها – ما عدا حليب اللوز وحليب جوز الهند – والمعجنات والنشويات بعمومها، وكل ما يسمح به بجانب الدهون والبروتينات هو الخضروات الورقية النيئة، حتى إن فقره في النشويات لا يستطيع الجسم تحمله لفترات زمنية طويلة، لذا يمكننا القول أنه نظام غذائي يتم اتباعه لفترة زمنية بسيطة لا تتجاوز الشهر على أقصى تقدير لظروف خاصة وعاجلة في إنقاص الوزن.
هل يجوز لأصحاب الأمراض المزمنة اتباع الكيتو دايت؟
أكدت “د. آمنة” على أن مرضى ضغط الدم المرتفع يُمنع عليهم الكيتو دايت نهائياً، بينما مرضى السكري فقد أثبتت بعض الدراسات إمكانية اتباعهم لهذا النظام الغذائي، وكان شاهدها في هذا أن قلة تناول النشويات يساعد في خفض التمثيل الغذائي للسكر في الجسم، وهو ما يساعد في تحسين إفراز الإنسولين وتحسين معدلات السكر بالدم، إلا أن دراسات أخرى منعت النظام الغذائي على المريض بشكل كامل لخطورته على إنخفاض السكر، ودراسات أخرى أوجبت المتابعة الطبية الدقيقة للمريض منذ البداية وطوال فترة الإلتزام بحمية الكيتو وبعدها.
ما المطلوب فعله بعد التوقف عن الكيتو دايت للمحافظة على نتائجه؟
بعد الإلتزام لفترة زمنية معينة بنظام الكيتو دايت، وبعد تحقيق نتائج في خسارة الوزن منه لا ينبغي التسارع إلى تناول النشويات دفعة واحدة، ولكن ما يتم فعله هو البدء في تناول النشويات بشكل تدريجي، وذلك لمساعدة الجسم على التأقلم التدريجي في إنتاج طاقته من السكر وليس من الدهون المخزنة، لكن الشروع في تناول النشويات والسكريات دون تدرج فإن ذلك قد يزيد من الشراهة والشهية لتناول الحلويات والنشويات، ومن ثَم عودة وزن الجسم إلى الإرتفاع كأن شيئاً لم يكن.