ما هي حمية الاتكنز؟ ومما تتكون؟
قالت الدكتورة “ريما سلمان” أخصائية التغذية العلاجية. حمية الاتكنز هي حمية غذائية ابتكرها الدكتور روبرت اتكنز، ولهذا تسمت على اسمه، والدكتور روبرت متخصص في أمراض القلب، وما دعاه إلى تخطيط هذه الحمية هو سعيه لخفض وزن الجسم قبل إجراء العمليات الجراحية لمتابعيه من مرضى القلب المصابين بالسمنة أيضاً، وذلك بهدف التقليل من المخاطر الصحية للعمليات الجراحية، وخصوصاً أن الإصابة بالسمنة تزيد من فرص المضاعفات الصحية لهذا النوع من العمليات.
أما عن مكونات الحمية فهي عبارة عن معدل مرتفع من البروتينات، بجانب معدل معتدل من الدهون، بالإضافة إلى معدلات قليلة جداً من الألياف ومن العناصر الغذائية التي يُتحصل عليها من الخضروات والفواكهة.
هل تصلح حمية الاتكنز لكل الناس؟
أشارت “د. ريما” إلى أنه قبل بيان صلاحية أو عدم صلاحية الحمية لعامة الناس لنا أن نعرف أن المحتوى العالي من البروتينات يجعل الزائد منه في الجسم يتحول إلى جلوكوز عبر عملية تُعرف طبياً بـ “جلوكوجيليسيز”، وهذا الفائض من البروتينات داخل الجسم سيؤثر حتماً على الكُلى والكبد.
ومن ذلك التأسيس العلمي يتضح لنا أن مكونات الحمية لا تناسب الصحة العامة للجسم البشري على المدى الطويل، أي أن طول الفترة الزمنية لاتباع هذه الحمية سيؤدي إلى مشكلات صحية أكبر على الكُلى والكبد، لكن إتباع حمية الاتكنز لفترة وجيزة لا تتعدى العشرة أيام فلا مانع منه، ويرجع ذلك إلى أن الحمية بالأساس تهدف إلى جعل الجسم يحصل على الطاقة اللازمة له من عملية “الكيتوزيس”.
وتابعت “د. ريما” قائلة: فمن المعلوم أن الجسم يحصل على أغلب طاقته من الكربوهيدرات الذي يتخزن في عضلات الجسم على هيئة جلايكوجين، وبممارسة النشاط البدني تنفذ معدلات الجلايكوجين المخزنة في العضلات فيتجه الجسم للحصول على طاقته من الدهون المخزنة فيه، واعتماد الجسم على الدهون المخزنة كمصدر للطاقة هو ما يُعرف باسم الكيتوزيس، أي أن الدهون المخزنة سيتم حرقها للحصول على الطاقة، وبالتالي ينقص الوزن.
والخلاصة مما سبق جميعاً نرى أن حمية الاتكنز مناسبة جداً للمصابين بمشكلات صحية تستدعي التدخل الجراحي وهم في نفس الوقت مصابين بالسمنة، لذلك توصف لهم هذه الحمية لأسبوعين أو ثلاثة قبل موعد العملية الجراحية لخفض وزن الجسم وذلك لتفادي المضاعفات الصحية للعملية الجراحية.
هل تتسبب حمية الاتكنز في ظهور أعراض صحية جانبية؟
أكدت “د. ريما” على أن عملية الكيتوزيس الناتجة عن حمية الاتكنز لها تبعات صحية أشهرها:
• ظهور رائحة كريهة للفم.
• التعب والوهن العام.
• قلة التركيز.
• الإصابة بالإمساك.
ومن ناحية أخرى تساعد عملية الكيتوزيس في ظهور الأمراض الوراثية، فأصحاب التاريخ العائلي مع أمراض معينة إذا ما استمروا على حمية الاتكز لفترات طويلة يكون ذلك من دواعي نشاط المرض في الجسم وظهور أعراضه، لأن الإعتماد على الأغذية التي تجعل خلايا الجسم في حالة من الحمضية بإستمرار مثل البروتينات تجعل بيئة الخلايا مناسبة جداً لنشاط الأمراض الوراثية مقارنةً بما إذا كان محيط الخلايا في حالة قلوية.
إذا كانت حمية الاتكنز تخص فئات معينة، فما البديل الصحي لها؟
لما توصلت الأبحاث إلى الأضرار الصحية الخطيرة لحمية الاتكنز على المدى القريب والبعيد، وضعت هذه الأبحاث نوع مشابه لها ولكنه أقل ضرراً، وهو حمية “الكيتوجينيك دايت”.
وأردفت “د. ريما” قائلة: وحمية “الكيتوجينيك دايت” تجنبت المكونات الغير صحية لحمية الاتكنز، حيث عملت على أن يكون محتواها معتدل في البروتينات ومرتفع في الدهون والألياف.
فالألياف بطبيعة الحال صاحبة دور أساسي في إنقاص الوزن، ولذلك هي عنصر مهم في كل الحميات الغذائية، أما البروتينات فهي من العناصر التي يجب أن تتوافر في كل وجبة غذائية، بشرط أن لا تتخطى كميتها اليومية المعدلات المقررة طبياً، لذلك آثر الباحثون جعل معدلها في الحمية الجديدة معتدلاً، أما المقصود بالدهون في هذه الحمية فهو الدهون الصحية، حيث أن زيادة المُستَهلك من الدهون الصحية يساعد الجسم على حرق الدهون المخزنة، لذا على متبعي حمية “الكيتوجينيك دايت” زيادة إستهلاكهم من الأفوكادو والسالمون وجوز الهند وبذور الشيا، فكلها أغذية ذات محتوى عالي من الدهون الصحية.
وأشارت “د. ريما” إلى أن الواضح من تخطيط حمية “الكيتوجينيك دايت” هو تجنبها لمساوئ حمية الاتكنز من حيث نقص الفيتامينات والمعادن وأهمها الماغنسيوم والبوتاسيوم والأوميجا 3، وذلك نظراً لكون الفواكهة والخضروات عنصر أساسي في الحمية الجديدة.
ونوّهت “د. ريما” إلى أن من المميزات الأخرى لحمية “الكيتوجينيك دايت”، والتي تعتبر في ذات الوقت من عيوب حمية الاتكنز هو أن حمية الاتكنز تتضمن في مكوناتها كربوهيدرات بنسبة لا تتجاوز 20 جم في الأسبوع الأول، ثم ترتفع الكمية في الأسبوع الثاني لـ 50 جم، أما “الكيتوجينيك دايت” فلا تحتوي على الكربوهيدرات أصلاً، ومع التعديل يمكن إدخال وجبة واحدة من الكربوهيدرات كل 21 يوم، وإتباع هذه الطريقة في تناول الكربوهيدرات تجعل الجسم يعتاد على تجنب تناولها من ناحية، ومن ناحية أخرى عند تناول الكربوهيدرات سيقوم الجسم بحرقه سريعاً، لأنه مازال يعتمد على عملية الكيتوزيس للحصول على طاقته.
واختتمت “د. ريما قائلة: والجدير بالذكر أن نتائج الحميتين من حيث خسارة الوزن متطابقة تقريباً في المدة الزمنية والكيلوجرامات، ولكن ما يميز حمية “الكيتوجينيك دايت” عن حمية الاتكنز أنه لا يصاحبها الآثار والمضاعفات الجانبية الخطيرة المصاحبة لحمية الاتكنز، فطالما أن الهدف المنشود هو خسارة الوزن، فمن الضروري أن يتم الوصول إلى هذا الهدف مع المحافظة على صحة الجسم، ولكن من غير المفيد بتاتاً تحقيق الهدف والفرح بخسارة الوزن، في حين أن الجسم ضاعت صحته ودخل في مشكلات صحية مزمنة.