كثيراً ما نلاحظ الأعراض التي تطرأ على جسم الإنسان عند نقص الغذاء اللازم، حيث يتسبب استمرار المعاناة من نقص التغذية في حدوث إرهاق وبطء في التطور السلوكي وكذلك الفكري للإنسان، وقد تتأثر استجابة الشخص في العديد من الحالات بعدم قدرته على بذل الطاقة اللازمة للقيامة بالأعمال المطلوبة.
أهمية المعادن بالنسبة لجسم الإنسان
تقول الدكتور شيماء قايد “أخصائية التغذية” أن المعادن لها أهمية كبرى في جسم الإنسان، وهي تنقسم إلى قسمين هما:
- معادن أساسية، أي يلزم أخذ منها كمية بشكل يومي تصل إلى 100 ملجم تقريباً.
- معادن ثانوية، وهي معادن يتم أخذها بكميات أقل من 100 ملجم في اليوم لأنها تشترك مع معادن أخرى لوظائف معينة في الجسم، فيكون احتياجنا لها أقل مقارنةً بالمعادن الأساسية، وإذا زادت عن الحد المطلوب يمكن أن تتسبب في تسمم الجسم.
أما عن المعادن الأساسية والضرورية لجسم الإنسان فمن بينها:
- الكالسيوم.
- البوتاسيوم.
- الصوديوم.
- المغنيسيوم.
- الكبريت.
- الكلور.
وكل معدن من تلك المعادن له وظيفته، كما أنها تشترك مع معادن أخرى لإحداث وظائف أخرى مختلفة في الجسم.
أما المعادن الثانوية فمن بينها:
أما عن أهمية هذه المعادن فيمكننا القول أن لكل معدن وظيفته الخاصة به في جسم الإنسان، وفي نفس الوقت تتشارك هذه المعادن مع بعضها البعض لتؤدي وظائف أخرى في الجسم.
بشكل خاص، هناك معدن الكالسيوم، وهو معروف عنه أهميته لتقوية العظام والأسنان، ويشاركه معدن الفوسفور في هذه الوظيفة، كما أن الفوسفور يشارك في عملية بناء وهدم البروتينات في الجسم والتي نتناولها عن طريق الأغذية البروتينية والكربوهيدرات والدهون.
على الجانب الآخر، هناك معدن الصوديوم والبوتاسيوم، وهما من المعادن الصديقة لأنهما يعملان على الحفاظ على نسبة السوائل الموجودة في الجسم، وفي حالة ارتفاع الصوديوم والبوتاسيوم عن معدلاتهما الطبيعية يمكن أن يتسببا في ارتفاع ضغط الدم.
أما المغنيسوم فمن المعروف عنه أنه يدخل أيضاً في عمل إراحة وترخية للعضلات على عكس الكالسيوم الذي يعمل على شد العضلات، بينما الكبريت يعتبر من المعادن الضرورية بجانب الفوسفور لعمليات الهدم والبناء في الجسم، لكنه في نفس الوقت هو معدن معروف ببناء خلايا الجسم كالشعر والأظافر والجلد، ثم الكلور الذي يُعد من المعادن الهامة لعملية الهضم لأنه يدخل في تحسين العصارة الهضمية في المعدة.
هل يمكن أخذ هذه المعادن من الأغذية أم دوماً من المكملات الغذائية؟
إن الإنسان الطبيعي الذي يعتمد على اتباع نظام غذائي متوازن وصحي لا يحتاج لأي مكملات غذائية لأخذ كل هذه المعادن سالفة الذكر، وذلك لأنها متوفرة في كل المجموعات الغذائية، ومن ثم يجب علينا التنويع في الأغذية التي نقوم بتناولها للحصول على الفائدة الكبرى لهذه المعادن.
الجدير بالذكر أيضاً أن علماء التغذية قاموا بتقسيم الأغذية على مجموعات مختلفة، كل مجموعة منها مختصة بوجود معادن معينة بنسب عالية.
على سبيل المثال، هناك مجموعة الحليب المعروفة بتوفر الكالسيوم والفوسفور، وكذلك مجموعة اللحوم والبروتينات المعروفة بالزنك والماغنيسيوم، ومجموعة النشويات، الفواكه والخضار التي تحتوي كل منها على كل من المعادن سالفة الذكر.
أخذ المعادن الأساسية دون استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية
من الضروري التوعية بأن زيادة أي معدن عن الكمية اللازمة للجسم يمكن أن تتسبب في آثار جانبية لشتى للجسم خاصةً إذا قمنا بأخذ تلك المعادن عن طريق المكملات الغذائية، وهذا يدعونا إلى ضرورة أخذها تحت إشراف طبي وبعد إجراء التحاليل الطبية المطلوبة التي تشير إلى نسبة هذه المعادن في الجسم، وفي حال عدم الاحتياج لها، فلا يُنصح بأخذها في صورة مكملات غذائية.
إلى جانب ذلك، عند أخذ المعادن عن طريق الأغذية المختلفة، فإن امتصاصها يكون أفضل مقارنةً بالمكملات الغذائية التي لا نفضل اللجوء إليها إلا بعد استشارة الطبيب المختص وإجراء التحاليل الطبية اللازمة.
هناك بدائل أخرى للكالسيوم والتي يمكن الحصول عليها من بعض المصادر غير الحليب، وهذه المصادر يُنصح بها للأطفال الصغار الذين يعانون من حساسية اللاكتوز على وجه الخصوص، ومن بين هذه المصادر:
- الحليب الخالي من اللاكتوز.
- حليب الصويا.
- حليب اللوز.
- السلمون.
- اللوز.
- الفول السوداني.
- السبانخ.
- السمسم.
وهذه المصادر على الرغم من أنها لا تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم إلا أنه من الممكن أن يتناولها الشخص في حالة تحسسه من الحليب أو منتجات الألبان.
وختاماً، يمكننا الاستدلال على وجود خلل في وظائف الجسم نتيجة نقص في المعادن الأساسية من خلال الشعور بعدم وجود صحة في الجلد أو في العظام أو في الشعر والأظافر، وحينما نلاحظ كذلك نمو غير طبيعي في الأطفال الذي يشير إلى احتمالية نقص معدن الكالسيوم، أو أن الطفل يعاني من ضعف العظام، أو في حالة ارتفاع ضغط الدم الذي يشير إلى وجود خلل في معدني الصوديوم والبوتاسيوم.