القهوة تعتبر المصدر الهام والرئيسي لمضادات الأكسدة التي تلعب دوراً هاماً في مشاكل السكر والقلب والكبد فهي مليئة بالفوائد الغذائية. يمكن للفرد أن يستهلك الكافيين بنسبة تتراوح ما بين ٥٠-٤٠٠ مجم في اليوم الواحد وقد كان ينصح سابقا بكميات تتراوح ما بين ٢٠٠-٣٠٠ ولكن الدراسات الجديدة تنصح بأعلى من ذلك. وجدير بالذكر أن ٤٠٠ مجم تعادل ٥ فناجين من القهوة اسبريسو المركزة أو ٤-٧ فناجين من القهوة الأمريكية أو ٥ علب من مشروبات الطاقة.
تقول “رند الديسي” أخصائية التغذية، أن الشّاي يحتوي على أقل نسب من الكافيين ثم يزداد الكافيين في القهوة اسبريسو ثم المشروبات الغازية ثم الشاى الأحمر ويليه مشروبات الطاقة ثم القهوة سريعة الذوبان ولكن أعلى نسب للكافيين توجد في القهوة الأمريكية المفلترة وأقل منها القهوة التركية التي نتناولها بكثرة، ومن هنا يتضح أن نسب الكافيين تتراوح ما بين ٣ مجم في القهوة منزوعة الكافيين إلى ٩٥ مجم في القهوة الأمريكية المفلترة وبالتالي لا يمكن أن ننصح بعدد محدد من الأكواب لأن نسب الكافيين تختلف من نوع قهوة إلى آخر وتعتمد ايضاً على استيعاب الشخص للكافيين. لذا ننصح بعدم تجاوز الأربع فناجين سواء من الشاي أو القهوة التركية أو القهوة المفلترة.
أضرار الإفراط في شرب القهوة
أضافت الديسي أن أعراض زيادة الكافيين كثيرة من بينها الشعور بقلة الراحة والقلق وأحيانا الدّوخة وأوجاع بالمعدة وصعوبة بالتركيز وزيادة نبضات القلب وتعتبر هذه الأعراض أو أحدها بمثابة مؤشر من الجسم ينبهنا لزيادة استهلاكنا من الكافيين وفي هذه الحالة يجب تقليل تناول القهوة رغم فوائدها.
ويجب أن ننتبه إلى أن استجابة كل شخص للكافيين تختلف حسب جيناته التي تؤثر على الإنزيمات التي تعمل على تكسير الكافيين بالكبد وأيضا تعتمد على مستقبلات الكافيين الموجودة بالدماغ. فكلما زادت حساسية المستقبلات بالدماغ وكلما كانت الجينات أكثر حساسية، تزداد حساسية الشخص للكافيين وتظهر عليه الأعراض بشكل أوضح مع استهلاك أقل كمية من الكافيين والعكس صحيح، كلما كانت مُستقبلات الكافيين بالدّماغ أقل حساسية وكلما توافرت الجينات التي تنتج الإنزيمات التي تعمل على التخلص من الكافيين بالكبد ستكون قدرة تحمل الشخص للكافيين أعلى.
الفوائد الغذائية لشرب القهوة
تؤثر القهوة على الصحة بشكل رئيسي، في دراسة على ٤٠٠ ألف شخص أثبتت أن القهوة تزيد من عمر الشخص وتحمي من مشاكل صحية متعددة مثل السكري من النوع الثاني وتليف الكبد وكذلك سرطان الكبد والزهايمر والشلل الرعاش بالإضافة إلى الإكتئاب. وجدير بالذكر أن القهوة منزوعة الكافيين ليس لها فائدة بالنسبة لمرضى الشلل الرعاش المعروف بمرض باركينسون. توصي تلك الدراسة بأهمية تناول ٤ إلى ٥ أكواب من القهوة يومياً للحصول على الفائِدة المرجوّة.
لزم التنويه إلى أن الدراسات التي يتم إجراؤها يكون بها أحيانا أسباب غير موصولة بالدراسة تؤثر على النتائج بشكل رئيسي والتي تسمى Confounding factors بالإضافة إلى أنه لا يوجد توصية لكل شخص بكمية القهوة حيث أن قدرة الأشخاص على تحمل القهوة تتفاوت تماما.
بدائل للكافيين لها نفس الفوائد بدون أضرار
القهوة بها أعلى نسب مضادات أكسدة كذلك الشاي والكاكاو. من البدائل التى تُعطي نفس الفوائد بدون القلق والتوتر هى القهوة منزوعة الكافيين والتي ينصح بها للمرأة الحامل حيث لا يفضل أن تتناول الكافيين نهائياً إذا أمكن وإن كان ذلك غير ممكن فعليها ألا تتناول أكثر من ١٠٠ – ٢٠٠ مجم من الكافيين يوميًا بما يعادل كوب إلى كوبين من القهوة.
بشكل عام فإن القهوة منزوعة الكافيين تصلح للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة و حساسية كبيرة ضد الكافيين وكذلك المرأة الحامل، حيث أن الكافيين يتخطى الحاجز الموجود بين جسم الأم والجنين فهو يعبر من المشيمة وحاجز الدم ليصل للجنين وللأسف فإن كبد الجنين لا يملك الإنزيمات الكافية للتعامل مع الكافيين الذي يصل إليه. جدير بالذكر أن زيادة استهلاك الكافيين خلال فترة الحمل يمكن أن يزيد من خطر فقدان الجنين أو الولادة المبكرة أو نقص وزن الطفل عند الولادة low birth weight.
وكنصيحة عامة للمرأة الحامل، إما الامتناع الكامل عن الكافيين أو تناول القهوة منزوعة الكافيين أو الإلتزام بعدم تجاوز النسبة المسموح بها من ١٠٠-٢٠٠ مجم من الكافيين يومياً بما يعادل كوب إلى كوبين خلال النهار.