قالوا قديمًا أن للسفر سبعة فوائد، لكن الحقيقة الواقعة أنها ليست كذلك، فهي عشرة كاملة وبالدليل.
المسافر يكتسب ويتشارك ويتعلم العديد من الأشياء والأمور عبر إكتشاف المدن والبلدان والحضارات مثل الأصدقاء الجدد والتجارب والقصص الشخصية والثقافة المجتمعية والخلفيات التاريخية، علاوةً على ما أثبتته الدراسات الحديثة من أن السفر يُحسن الصحة العامة ويرفع مناعة الجسم ويعزز الإبداع.
إلا أن كل ما سبق في كِفة، وما سنستعرضه اليوم من فوائد في كِفة أخرى، فالسفر له عشرة فوائد كاملة مباشرة في رُقيّ النفس البشرية.
الإجتماعية
السفر إلى بلد لها لغة غير لغتك الأم يُعلمك فن كيفية التواصل مع المختلفين تحدثًا وفكرًا، فتجد نفسك بعد الرحلة ماهر بحق في الوصول إلى عمق رغبات الآخرين وطلباتهم حتى وإن عبروا عنها بطريقة أخرى غير الكلام، أو بالأحرى يُمكّن السفر من إجتياز حاجز اللغة.
الإجهاد
السفر فرصة لإعادة شحن الطاقة الكامنة في الإنسان والحد من مستويات التوتر، ففيه حيث توضع المسئوليات جانبًا والتركيز على سعادة النفس بعيدًا عن الإجهاد والملل.
السعادة
السفر يجبر على قطع الإتصال مؤقتًا مع الروتين اليومي، وبالتالي هو فرصة للسعادة بما حول وبمن حول، وفيه أيضًا تتغير تقديرات الناس والأمور من حولنا، فمن وما كنا نظنه سخيفًا كئيبًا قد تتبدل وجهتنا النظرية فيه ليصبح المتعة الوحيدة في حياتنا.
المدارك
التواصل مع أُناس من ثقافات مختلفة يحمل صاحبه إلى آفاق أرحب وأوسع، ويسهم في رؤية القضايا اليومية من زوايا أخرى.
الثقة
السفر إلى مكان جديد لا قريب فيه ولا خليل يساعد على كسب الثقة وتطوير قدرات التعامل وتحقيق الأهداف رغم العقبات والصعاب.
الواقع
السفر يُعلم الواقع عبر تجربته المباشرة لا بالكلام المنمق على صفحات الكتب، لأن الإقتراب من أنماط وطباع المعيشة والفكر المختلفة ما هو إلا دراسة واقعية للحياة.
الذكريات
يومًا ما يشتاق ويحن الإنسان إلى لحظات عمرية بائدة وهو ما عُرف باسم “النوستولوجيا”، ووقتها تطلب النفس رؤية من نحب ونشتاق ورؤية ما نحب ونتلهف، وقد يتعذر تسجيل هذا وأولئك في الحياة اليومية النمطية، لكن مع السفر تُسجل هذه اللحظات تلقائيًا وبطلب من الجميع، كأن النفس تدفع الإنسان دفعًا دون أن يشعر لتعبئة ألبوم صوره لتستفيد هي به بعد ما شاء الله من السنوات.
الإستمتاع
لا أعراف في السفر ولا لوائح ولا إرتباط بعمر أو مهنة، فالكل يسعى والكل يحصل على الإستجمام والإستمتاع حيث الخروج عن المعتاد والمألوف، إنه إستمتاع بالحياة وليس بالسفر نفسه.
الصبر
الرحلات الطويلة والإنتظار في طابور لرؤية مَعْلَم سياحي أو دخول متحف أو أوبرا أو حتى إنتظار وجبة محلية في مطعم شهير كل هذا يُعلم الصبر والتلذذ به والصمود خلفه للوصول إلى الهدف، فما غير السفر مُعلم للتحكم في الغضب والسيطرة على الإنفعالات.