إن النِّظام الصحّي المتوازِن مُرتبِط بشكل كبير بنوعيّة الغذاء، وفي حِين يتّبع البعض أنظِمة صحيّة خالية من اللّحوم بكُل أشكالِها، البعض الآخر يتناول فقط اللحوم البيْضاء، في ظل وجود تحذيرات تحذر من مخاطر وتأثير اللحوم الحمراء على الصحة، حيث أن اللحوم الحمراء قد ترتبط بمخاطر الإصابة بالفشل الكلوي والسكتات الدماغيّة.
وطبقاً لأحد المواقع الطبية فإن اللحوم الحمراء تؤدي إلى الانتفاخ وسوء الامتصاص، الإمسَاك، رائِحة الفم الكريهة لتفاعل مكوّنات اللحوم مع مكونات الجسم والفم، والشّعور بالتعب والنعاس خاصةً عند تناول كميات كبيرة منها، فضلاً عن أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء بكثرة هم أكثر عُرضةً للإصابة بالتهاب القولون.
الفرق بين اللحوم الحمراء والبيضاء
ذكرت الدكتورة سهى الهيتاري “أخصائية طب الأسرة” أن اللحوم الحمراء هي أمثال لحم البقر والعجل والخراف، بينما اللحوم البيضاء هي كأمثال الأسماك والدجاج.
من ناحية المكونات، فإن اللحوم والحمراء والبيضاء مكونة من البروتين، ولكن ما يميز اللحوم الحمراء هي أنها تحتوي على:
أما عن اللحوم البيضاء فهي تحتوي على نفس البروتينات والفيتامينات ولكنها أقل في نسبة الدهون المشبعة التي تكثر فيها السعرات الحرارية والدهون المشبعة.
تأثير اللحوم الحمراء على صحة الجسم
فيما يخص تأثير اللحوم على صحة الجسم فإننا ننصح دائماً أن يأخذ الشخص الكميات اللازمة له من اللحوم الحمراء خاصةً للأطفال حتى يمكنهم تكوين البروتينات والفيتامينات اللازمة للجسم، وكذلك يُنصح بتناولها للنساء الحوامل نتيجة تواجد عنصر الحديد في تلك اللحوم بكميات كبيرة.
في حال كان بعض الأشخاص يعانون من ارتفاع في الكولسترول أو ضغط الدم، فإننا ننصح بأخذ اللحوم الحمراء بكميات أقل أو الابتعاد عنها بشكل نهائي واستبدالها باللحوم البيضاء.
مضيفةً: هناك تأثير إيجابي للحوم الحمراء على الجسم خاصةً وأنها تتكون من نوع من الحديد سهل الامتصاص والغير متواجد في اللحوم البيضاء بشكل أساسي، لذلك يُنصح في حالات فقر الدم الحاد بأخذ كميات معتدلة من اللحوم الحمراء لتعويض هذا الفقر الموجود في الدم خاصةً، كما يُنصح بأكل المكان الأكثر احتواءً على الحديد وهو الكبدة.
الكميات المسموح تناولها من اللحوم الحمراء
إن الكمية المعتدلة من اللحوم الحمراء لا يجب أن تتعدى ٩٠ جرام في اليوم الواحد بمعدل ٤٥٥ جرام في الأسبوع، كما يُنصح بتناول اللحوم الحمراء الطبيعية وليست المصنعة كالهوت دوج والنقانق واللحوم المدخنة التي يجب الابتعاد عنها لأنها تتسبب في ضرر الإنسان أكثر من كونها لحوماً صحية حيث أنها تتسبب في مرض السرطان نتيجة وجود سموم وكمية كبيرة من الأملاح بها.
علاوةً على ذلك، تعتبر الطريقة المثلى لتناول اللحوم الحمراء هي الشواء لأن عملية الشواء تحافظ على كمية السوائل الموجودة في اللحوم، فإذا قمنا بطهي اللحم الأحمر لدرجة الاحتراق، فإن ذلك سيؤدي إلى فقدان المعادن والفيتامينات والمعادن الموجودة به خاصةً وأن الفيتامينات الموجودة في اللحوم هي في الأصل فيتامينات قابلة للذوبان في الماء أمثال فيتامين B12 و B1 و B2، كما يمكننا طهي اللحم الأحمر عن طريق السَّلق.
هل تناول اللحوم النيئة ضار بصحة الجسم؟
إن تناول اللحوم النيئة يمكن تناولها ولكن مع مراعاة أنه لا يجب أن يكون بها كميات من الدّم، ولكن يمكننا تناول اللحوم نصف سِواء إن صح التعبير دون أكلها نيئة بشكل كامل لأنها حينئذ تحتوي على كمية كبيرة من البكتيريا الضّارة على الجسم حيث تحتوي حينئذ على نوع خطير من البكتيريا وهي بكتيريا السالمونيلا.
في حالة النساء الحوامل وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، فإننا ننصح بعدم تناول اللحم النيء تماماً لأن هذه الفئات مناعتها ضعيفة ومن ثم ستؤثر البكتيريا الضارة على صحتهم.
وختاماً، من الصعب استبدال اللحوم الحمراء بأي أطعمة أو أغذية أخرى تحتوي على نفس فائدتها الصحية حتى وإن كانت الخضروات، لأن اللحوم الحمراء تحتوي على نوع من الحديد سهل الامتصاص، كما أنها تحتوي على فيتامين B12 وهما نوعان من الصعب أن نجدهما في أي أغذية أخرى غير اللحوم الحمراء، ومن ثم لا ننصح بالابتعاد عن اللحوم الحمراء بشكل كامل، وإنما يمكن تناولها بشكل يومي ولكن بالكميات المخصصة سالفة الذكر، كما يُفضل الابتعاد عن تناول اللحوم التي تحتوي على نسبة شحوم عالية وإنما يمكن تناول اللحم من أطراف الحيوانات لأن هذه المنطقة تحتوي على نسبة أقل من الشّحوم.