إذا كُنت قلقًا -مِثلي- مع تفاقم أزمة المناخ بشكل متزايد، فأنا أُبشُّرَك بأن يوم الأرض يكتسب أهمية أكبر عن العام الذي سبقه. هذا اليوم الذي تأسس عام 1970 في الولايات المتحدة، ويجمع -هذا الحدث السنوي- ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم لدعم البيئة، مع تسليط الضوء على الإجراءات العاجلة التي نحتاج إلى اتخاذها لإنقاذ كوكبنا.
يوم الأرض 2024 يأتي في وقت أُصْدِرَ فيه تقرير جديد -مُقلِق- يفيد بأن التركيزات العالمية لثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتريك -وهي غازات الاحتباس الحراري الثلاثة الرئيسية- وصلت إلى مستوى قياسي مرتفع مرة أخرى في عام 2023. وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة منفصلة أن القارة القطبية الجنوبية شهدت ارتفاعًا مذهلاً قدره 38.5 درجة مئوية فوق متوسط درجة الحرارة الموسمية في عام 2022، مما أدى إلى مخاوف كبيرة بشأن المعدل المقلق الذي يؤثر فيه الاحتباس الحراري على كوكبنا.
لهذا السبب، من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يُنظر إلى يوم الأرض على أنه صرخة حشد من أجل اتخاذ إجراءات حقيقية بشأن أزمة المناخ؛ وليس مجرد مؤتمرات ولقاءات صحفية ومسودَّات على صفحات الجرائد والمجلات.
هل تريد التأكد من أنك تلعب دورك مع من يهتمون بهذه القضيَّة؟ إليك كل ما تحتاج معرفته:
ما هو يوم الأرض؟
يوم الأرض هو مناسبة سنوية يحتفل بها ملايين الأشخاص حول العالم، تهدف إلى تسليط الضوء على المشاكل البيئية الخطيرة التي نواجهها؛ مثل:
- تغير المناخ.
- تلوث الماء.
- تلوث الهواء.
- إزالة الغابات.
- فقدان التنوع البيولوجي.
- الاستهلاك المُستدام.
⇐ بالمُناسبة؛ اقرأ هنا مقالنا الذي يُجيب على سؤال: ما هي مصادر تلوث الهواء؟
متى يصادف يوم الأرض 2024؟
يُحتفل بيوم الأرض في الثاني والعشرين من أبريل من كل عام، إلا أن شهر أبريل بأكمله (يُسمى أحيانًا شهر الأرض) – وخاصة الأسبوع الذي يسبق يوم الأرض (يُسمى أحيانًا أسبوع الأرض) – يعتبر فترة تتصدر فيها القضايا البيئية المشهد العالمي.
⇐ هذا أيضًا: مقال عن التلوث وأنواعه
لماذا يُصادف يوم الأرض الثاني والعشرين من أبريل؟
كان يوم الأرض من بنات أفكار السناتور الأمريكي والمدافع عن البيئة غايلورد نيلسون «Gaylord Nelson»، وذلك بعد تسرب نفطي حدث عام 1969 في سانتا باربرا، بولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقد جاء بفكرة تنظيم اعتصامات طلابية تسلط الضوء على أهمية الهواء النظيف والمياه النظيفة، وتم اختيار تاريخ الثاني والعشرين من أبريل لأنه يقع في فترة مناسبة بين إجازة الربيع والاختبارات النهائية.
هنا قرر المنظمون تسمية التاريخ بيوم الأرض، حيث أدت الفعالية الأولى في عام 1970 إلى خروج ما يقارب 20 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى الشوارع؛ أي ما يعادل حوالي 10٪ من سكان البلاد في ذلك الوقت. لا شك أن الحدث كان له تأثير كبير، حيث قام الرئيس ريتشارد نيكسون (Richard Nixon) بإنشاء وكالة حماية البيئة (EPA) بعد شهور قليلة فقط في ديسمبر 1970، بالإضافة إلى توقيع قانون الهواء النظيف (CAA).
بعدها تحوَّل يوم الأرض إلى حملة عالمية في عام 1990، وذلك عندما طلب نشطاء البيئة من دينيس هايز (Denis Hayes)، أحد المنظمين الأصليين ليوم الأرض، المساعدة في إنشاء مناسبة أخرى لتسليط الضوء على التحديات البيئية التي تواجه كوكبنا.
دعني أسألك بمناسبة هذا اليوم..
أعتقد أنك طالما تقرأ مقالي هذا، والذي كتبته لك باللغة العربية -لأنه في موقع المزيد، النَّاطق باللغة العربية بالطَّبع- فأنت غالبًا من الوطن العربي؛ وبُناءً عليه أُوجِّه لك بعض الأسئلة:
- هل لك دور شخصي في حماية البيئة؟ وإن كان، فما هو؟
- هل تعتقد أن هناك تحديات محددة تواجه البيئة في بلداننا العربية؟
- ما رأيك فيما تحاول البلاد العربية للحاق بركب من استخدموا الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح؟
- هل تحاول، أو تشجع على الانخراط في الأنشطة البيئية؟ كزراعة الأشجار على سبيل المثال.
- كونك في بلد عربي، هل تعرِف شيئًا عن استخدام المنتجات القابلة لإعادة التدوير؟
- ما هي وجه نظرك حول الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الحياة البرية؟
- هل تجد جهودًا حكومية -جادَّة- في بلدك للتصدي لتغير المناخ؟
- ما هي الخطوات التي تعتقد أنه يجب أن تتخذها المجتمعات العربية للحفاظ على البيئة بشكل أفضل؟
كُل هذه الأسئلة أطرحها عليك إذا كنت مهتمًا -فعلا- أو تحاول أن تبدأ الاهتمام بالبيئة والمناخ ومتابعة المشكلات الشنيعة التي يواجهها هذا الكوكب المسكين.