فقط في هذه المدينة ستكتشف قيمة المثل الشعبي «أصبحنا حيث أمسينا» ستفهم كيف يكون الثبات على المبدأ، وستكتشف أن «خميس مشيط» هي نفس المدينة التي زرتها عام 1416هـ وهي ذات التفاصيل التي شاهدتها عام 1422هـ وهي كل السلبيات التي عانيتها عام 1430هـ! فيها تمر الأجيال بذات الأزقة الممزقة وتسقط بسيارتها في نفس الحفر العميقة وتمارس الرياضة في المساحات الضيقة القليلة التي لعب فيها الآباء، أما أماكن الترفيه والمتنزهات فالخيارات لا تتعدى الحدائق المهترئة والمخططات القريبة والمجمع التجاري الوحيد!
في «خميس مشيط».. لن تتغير عليك الشوارع ولن تفاجأ مهما طالت الغيبة بأرصفة جديدة أو حدائق حديثة، ستصحو من النوم على صور الزحمة عند كل إشارة ضوئية بسبب أن لا طرق بديلة ولا خيارات أخرى أمام قائدي المركبات سوى التجمد الإجباري عندها!
في «خميس مشيط » يحضر «جينيس» بكامل أرقامه القياسية، ثم تتحطم أمام «نفقها» الذي استعصى على كل الخطط البديلة وتحدى كل مقاولي الخبرة، والتهم في بطنه أكثر من عائلة بسيارتها واستنفر «حقوق الإنسان» التي راعها مدة المشروع وعشوائية التنفيذ وكمية كوارثه المتلاحقة!
في «خميس مشيط» لا يجد أكثر من 100 ألف نسمة قادمين من جهة الشرق للدخول للمدينة سوى طريق وحيد ينتهي بإشارة ضوئية، ولا يملك الـ 100 ألف أي طريق بديل فيما لو تعطل السير في ذلك المسار، ولن يتبقى للـ 100 ألف هؤلاء سوى الصبر والانتظار والدعاء والاستغفار والتعارف فيما بينهم حتى يقضي الله في أمرهم.
في داخل أحياء «خميس مشيط» تصبح المناظر التالية مألوفة لساكنها بالتقادم، لن يستغربوا منظر غطاء فتحة الصرف الصحي الذي يتوسط الشارع ثم يرتفع عنه بأكثر من نصف متر، ولن يفاجؤوا بعمود الإنارة الذي يشاركهم ثلث الطريق!
بقلم: ماجد بن رائف
أما هنا؛ فترأ: نفسيات سكان العاصمة السعودية
وكذلك؛ يُمكنك الاطلاع على: السياحة الداخلية السعودية.. تفهَّم