غالبًا ما يشكو الآباء والأمهات من انخفاض الشهية لدى أطفالهم، ويعاني الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات من فقدان الشهية. ولكن في بعض الحالات، قد يكون ذلك مدعاة للقلق.
وسنتعرف في مقالنها على الأسباب المحتملة لفقدان الشهية لدى الأطفال، وطرق علاجها، وبعض النصائح للأمهات لإتباع نظام غذائي سليم خاص بالطفل.
أبرز أسباب فقدان الشهية عند الأطفال
تقول “د. وجد العثمان” اختصاصية التغذية: تعتبر حالات فقدان الشهية المرضية حالات وقتية، أي إذا تعرض الطفل لأي عارض مرضي، يؤثر هذا العرض المرضي على شهية الطفل، وكذلك تتدخل العادات الغذائية في فقدان شهية الطفل أيضاً، وتختلف الشهية من طفل لآخر، على الأم مراقبة الطفل أثناء تناول الطعام.
يتسبب فقدان الشهية في تعرض الأطفال لنقص شديد في الوزن والضعف العام وإصابتهم بالأمراض وكذلك يؤثر فقدان الشهية عند الأطفال على نومهم وحركتهم داخل المنزل، ويؤثر أيضاً على تطور النمو العقلي والتحصيل الدراسي، ففي هذه الحالة تبدأ الأم بإستشارة الطبيب.
وكمية الغذاء التي يحتاجها الطفل في هذه المرحلة العمرية تكون أقل من إحتياجه في مرحلة المراهقة مثلاً.
ومن الأسباب الأخرى لفقدان الشهية عند الأطفال هي العادات غير الصحيحة التي تتبعها الأم في غذاء الطفل، مثل شرب السوائل خاصة العصائر ومنتجات الحليب المنكهة، فكل هذه العادات تحد من شهية الطفل، فمعدة الطفل صغيرة لا تتحمل سوا من ٤ إلى ٦ أكواب يومياً من السوائل سواء كانت ماء أو حليب أو عصير.
كما يدخل معدل ساعات النوم عند الأطفال في فقدان شهيتهم، فالنوم الغير متوازن للطفل مثل السهر لفترات طويلة ليلا والاستيقاظ بعد الظهر يحد من شهيته، لأن هرمونات الشبع والجوع عند الطفل تصبح غير متوازنة، وهذا ما يؤدي بدوره إلى فقدان الشهية.
ويمكن تلخيص أسباب فقدان الشهية في الآتي:
- الإصابة بالإمساك أو الأنيميا.
- تناول بعض الأدوية وخاصة المضادات الحيوية.
- شرب كميات كثيرة من السوائل.
- المرض والشعور بالألم وارتفاع درجة حرارة الجسم.
- قلة الرياضة والنشاط الحركي وعدم انتظام النوم.
- تناول الوجبات العشوائية.
وكل هذه الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الشهية عند الأطفال تختلف من طفل لآخر وحسب عمر الطفل أيضاً، فالطفل بعد عامه الأول مثلاً تكون نسبة نموه أقل وكذلك شهيته واحتياجه للغذاء يكون أقل.
فشهية الطفل من العام الأول حتى عمر ٣ سنوات وهي ما يطلق عليها الطفولة المبكرة، تعتمد إعتماداً كلياً على الأم، وما تقدمه للطفل، فمن عمر ٦ أشهر نُعطي للطفل الطعام المكمل للحليب، وليس الطعام كوجبة أساسية.
وبعض الأمهات يستمرون على إعطاء الحليب للطفل بعد عمر السنة بكميات كبيرة دون إدخال الطعام إلى نظام الطفل الغذائي، فالحليب لا يغني عن التغذية العادية التي تجعل الطفل يدخل في عالم الغذاء الطبيعي الذي يتناوله الطفل في عمر السنة والسنتين ونصف وهو الطعام العادي الذي إعتادات عليه الأسرة.
تعتقد بعض الأمهات أن الطفل كلما شرب حليباً أكثر صارت صحته أفضل، وهذا خطأ، فإذا اعتمدنا إعتماداً كلياً على الحليب في عمر السنتين مثلاً، يصبح الطفل غير راغباً في تناول الطعام، لذلك يجب اتباع العادات الغذائية السليمة.
تختلف مراحل النمو من طفل لآخر، فعند تعويد الطفل على وجبات غذائية منتظمة، تنتظم مراحل نموه في الطول والوزن، وكذلك سرعة نموه أيضاً.
فكلما زادت سرعة نمو الطفل، كلما زادت كمية الطعام المقدمة له.
واقرأ: كيفية التحكم في الشهية
نصائح لمعالجة فقدان الشهية عند الأطفال
تابعت “د. العثمان” يجب على الأم وجميع أفراد الأسرة الكبار اتباع أسلوب الترغيب مع الطفل، فكلما رأى الطفل الأم أو الأب مثلاً يتناولون الطعام الصحي، كلما كان ذلك حافزاً للطفل في تناول الطعام الصحي.
يجب على الأم مشاركة الطفل في تناول الطعام، فبعض الأطفال يخافون من وجبة تناول الطعام بسبب إتباع اسلوب التهديد مع الطفل، لذلك يجب على الأم تحضير الطعام الذي يحبه الطفل، كما يجب المشاركة بين الأم والطفل بسؤال الطفل ماذا يريد أن يأكل اليوم مثلاً، وأيضاً تحضير بعض الوصفات مع الأسرة، وعدم مراقبة الطفل أثناء تناول الطعام.
يجب وضع كميات طعام قليلة للأطفال أثناء تناول الطعام، لأن الأطفال تكون شهيتهم أقل، لذلك على الأم عدم إجبار الطفل على تناول كمية الطعام كاملة، ويجب عدم إعطاء الطفل أي طعام قبل تناول وجبة الطعام الأساسية بنصف ساعة على الأقل، سواء كانت العصائر أو الوجبات الخفيفة “سناكس”.
وإذا لم يتناول الطفل طعام الوجبة الرئيسية كالغداء مثلاً، لا يفضل إعطاءه بديل لهذه الوجبة مثل الشكولاته أو العصير.
ويمكن تلخيص هذه النصائح فيما يلي:
- تعويد الطفل على روتين غذائي وتنظيم الوجبات الغذائية.
- معالجة أي عارض صحي أو أمراض تسبب فقدان الشهية.
- عدم إعطاء الطفل أي سوائل قبل نصف ساعة من موعد الوجبة.
واقرأ هنا أيضًا: أسماء أدوية فاتحة للشهية في الصيدليات