يقول رسولنا الكريم ﷺ «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
يظهر لنا كل يوم سمو ما يدعو إليه رسولنا الكريم ﷺ في شتى مناحي الحياة ودروبها، ومن هذه المحاسن، ما يظهر لنا منها كل يوم على يد خاتم المرسلين: الإحسان إلى الأهل من أب وأم وزوجة وأولاد وما يعول، وذلك بجلب النفع لهم ودفع الضر عنهم، والوقوف على كل ما يحتاجونه من رعاية وعناية وود واطمئنان، وهذا هو عين البر وأحسنه وأفضله، كما أن في الحديث الشريف دلالة على حسن الخلق، وتشجيع من سيد الخلق لأمته على رعاية الأسرة وبر الآباء والأبناء.
كما أشار الحديث الشريف من طرف خفي إلى أن هناك بعض الناس تسوء معاملاتهم مع أهليهم وذويهم ظنا منهم أنهم بذلك أصحاب سطوة وشخصية قوية، فيجلس عبوس الوجه في بيته، صاحب الكلمة الأولى والأخيرة موفقا في رأيه هذا أو غير موفق، فإذا خرج من بيته صار ذا وجه بشوش حلو المجالسة يتجاذب أطراف الحديث برفق ولين جانب مع من ليس من أهله من أقرانه وأصحابه وأصدقائه، وهو لا يدري أنه بذلك قد جانبه الصواب، وخانه التوفيق.
وعلى كُلٍّ؛ فالحديث الشريف يحمل بين طياته معان وإرشادات وتوجيهات تضمن نجاح الأسرة وترابطها، وهذا -في حد ذاته- نجاح للمجتمع بوصف الأسرة اللبنة الأولى والأساس لبناء أي مجتمع والحكم عليه بالفشل أو النجاح.