كانَ مِن دعاء الرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وتعوّذاته: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
شخص غني، لكن باليوم التالي دُمِّرت ثروته، وأصبح فقيرًا يتسول، جاءت حكومة من الحكومات وضعت يدها على ثروته ومنعته من التصرف، أو جاء لِصٌّ سرق ماله؛ فكان من رسول الله “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك”.
وتحول عافيتك
فأنت الآن في عافية، نعوذ بالله من أن تتحول ويأتي مكانها المرض. ولعلكم الآن تُدركون كم هي غالية نعمة الصحة والعافية؛ فمع الأوبئة والأمراض المنتشرة التي يتحاشاها الجميع يتضح لنا كَم هي نِعمة ثمينة.
وفي حديث آخر للمصطفى صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ”.
وفجاءة نقمتك
أنت الحمد لله مُعافى ومع أولادك تضحكون وتأكلون وتشربون، فجأة يأتيك خير، ما الذي حدث؟ ابنك وقع به حادث سيارة؛ دُمِّرت السيارة وكُسِّرَت أرجله؛ هنا قد تحولت نِعَم الله عنك.
فهنا يتجلَّى دعاء النبي ﷺ وتعوّذه من هذه الأمور.
وجميع سخطك
كُل صور السخط أتعوذ بك منها يا رب العالمين.
انظر إلى ما يحتوي عليه هذا الحديث الشريف من أدعية بدوام نِعَم الله علينا، والتعوّذ من زوالها؛ وأن نسأل الله تعالى أن يُديم فضله ونِعمه وبركاته علينا.
حول الحديث
- متى يقال اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك؟ في كُل أوقات حياتك بكل تأكيد، فلتسأل الله تعالى أن يُديم عليك نعمة الصحة والعافية ودوام نعمة المال وسعة الرزق، وكذلك التعوّذ من كل سخط الله عليك؛ هذا الحديث كنز كبير فاجعله مُلازِمًا لك.
- فضل وفوائد هذا الدعاء: لعلك الآن وبعد شرح الحديث وبيان كُل جزءٍ منه أدركت كَمّ الخير والفائدة التي تعود عليك دُنيا وآخِرة من وراء ترديد هذا الدعاء والتعوّذ الوارد بالحديث الشريف.
- صحة الحديث: هذا الحديث رواه الصّحابي عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- وهو وارِدٌ في كتاب صحيح مسلم.
- تخريج الحديث: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.