إخي المسلم؛ من المُسَلَّم به أن الصلاة والتسليم على النبي ﷺ لَمِن خير وأفضل الدعاء، لأمر ﷻ به، اقتداءً بما صَنع هو وملائكته، إجلالا وإكبارا لشأن نبينا وحبيبنا المصطفى المختار، سيدنا محمد ﷺ. فقال ﷻ في سورة الأحزاب ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
هذه الآية الكريمة شرَّف الله بها رسوله ﷺ، وبيَّن منزلته مِنه وقربه إليه ورحمته به وتجليّاته عليه.
- وصلاة الله على رسوله: رحمته ورضوانه.
- ومن الملائكة: الدعاء والاستغفار. واستغفار الملائكة لرقيّه ﷺ، ورِفعة درجاته، وسموّ مقاماته عِند الله ﷻ.
- ومن المؤمنين: الدعاء والتعظيم لشأنه.
كيفيَّة الصلاة على النبي ﷺ
والصلاة عليه -صلوات الله وسلامه عليه-، لها كيفيَّةٌ خاصَّة، بيّنها النبي ﷺ.
ففي صحيح الإمام البخاري -رضي الله عنه-، أن الصحابة -رضي الله عنهم- سألوا رسول الله ﷺ؛ فقالوا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت؛ فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم؟ قال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد». وفي رواية الإمام مسلم «والسلام كما قد علِمتم».
وهنا تجدون: صور اللهم صل على محمد – فضل الصلاة على النبي ﷺ مع أجمل خلفيات وتصاميم
هل الرسول يرد على من صلى عليه؟
نعم.
وإذا سلَّم المسلم على النبي ﷺ من أي مكان، رَدّ النبي ﷺ السَّلام عليه. فقد روى أبو داود، بإسناد صحيح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال الرسول ﷺ «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام».
وكما يبلغه السلام ﷺ أيضا تبلغه الصلاة عليه، أي تصله ويسمعها بنفسه. فقد روى أبو داود بإسنادٍ صحيح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ «لا تجعلوا قبري عيدا» أي لا يكون مجالا للّهو والعبث، والخروج عن حدود المشروع من أدب الزيارة في حق رسول الله ﷺ، «وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم».
خاصَّة في يوم الجمعة
كما روى أبو داود بإسنادٍ صحيح، عن أوس بن أوس -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله ﷺ «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ». قالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ -يقولون: بليت- قال «إن الله حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء». أي أن النبي ﷺ حيّ في حياته البرزخية، وكذلك الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.
وفي فضل الصلاة والتسليم على رسول الله ﷺ في يوم الجمعة، يروي الإمام البيهقي -رضي الله عنه-، عن أبي أُمامة -رضي الله عنه-، قال: قال النبي ﷺ «أكثروا علي من الصلاة في يوم الجمعة؛ فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم علي صلاة؛ كان أقربهم مني منزلة».
فضل الصلاة على النبي بعد الأذان
وخير الدعاء ما كان للحبيب المصطفى ﷺ بعد كل أذان. فقد روى الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال النبي ﷺ «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة».
فلا تضيّع على نفسك هذا الأجر والثواب العظيم.
كما تقرأ هنا عن: فضل الصلاة على النبي في قضاء الحوائج وذهاب الهُمُوم والأحزَان
الصلاة على النبي في التشهد وبعد الصلاة
والسلام على النبي ﷺ في التشهد من سُنن الصلاة، كما في صحيح الإمام البخاري -رضي الله عنه-، عن شقيق ابن سلمة، قال: قال عبد الله: كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم، قلنا: السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم، فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبدٍ لله صالِح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله».
وكذلك يستحب، بل ويُسَن الصلاة على النبي ﷺ عقب التشهد في الصلاة.