سائِل يقول: الموضوع أنه فات على موعد دورة زوجتي الشهرية بضع أيام، فاشتريت من الصيدلية “جهاز” كشف الحمل (عبارة عن ورقة فحص بولي يتغير لونها إذا وجد حمل)، وكانت النتيجة إيجابية وفرحنا جدا والحمد لله.
أود أن أسأل بعض الأسئلة:
- هل هذا الفحص البسيط يدل على وجود حمل ولو بشكل مبدئي؟ أم يلزم إجراء فحوصات أخرى للتأكد؟
- منذ ذلك الوقت وزوجتي تشعر بالجوع وتطلب الأكل بنفسها، مع أنها من النوع القليل الأكل. هل يعتبر هذا مؤشرا على وجود حمل (مع أنه وإن كان صحيحا، فإن الجنين لا يتعدى حجمه بضع مليمترات)، أم أنها حالة نفسية مصاحبة؟
- المعروف أن التمر فاكهة مفيدة جدًّا، ولكني سمعت أنه لا ينصح للمرأة الحامل بتناوله في الأشهر الأولى. هل هذا صحيح؟
- إذا تأكد الحمل، ما هي الفترة الزمنية التي يجب خلالها الامتناع عن الجماع كي لا أؤذي زوجتي أو الجنين؟ مع العلم أننا متزوجون منذ ثلاثة أشهر.
ولكم جزيل الشكر.
الإجـابة
نود في البداية أن نبارك لك زواجك. بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
أما بعد، فإن هذا الفحص البسيط يدل على وجود حمل بإذن الله. فقط تأكد من دقة اتباع تعليمات الاختبار إن شاء الله. فهذه النوعية من الاختبارات تكشف عن مادة “Human chorionic gonadotropin (hCG)” والتي تظهر في الدم بمجرد وجود حمل ثم تظهر بعد فترة في البول أيضًا.
وفي حالة زوجتك فإن النتيجة الإيجابية للاختبار تعني أن المادة المؤكدة للحمل موجودة وبتركيز عالٍ بما يكفي لتظهر في البول.
وتشتهر هذه النوعية من الاختبارات بأنها عندما تعطي نتيجة إيجابية، تكون قاطعة بوجود حمل؛ لأن المادة التي يكشف الاختبار عنها تكون موجودة.
ولكن عندما تأتي النتيجة سلبية فهذا لا يؤكد حدوث الحمل من عدمه، إذ ربما تكون المادة موجودة ولم يكشفها الاختبار لسبب أو لآخر. وهنا نتأكد عن طريق تحليل الدم (beta sub unit).
لهذا، يمكنك أن تكتفي بهذا الاختبار، ولكن إن كنت تريد أن تتأكد بشكل سريع وقاطع بإجراء تحليل للدم كما أسلفنا ” Pregnancy Test” في أقرب مستشفى أو معمل للتحاليل.
أما سؤالك الثاني بخصوص الإحساس بالجوع، فهذا الأمر يختلف من سيدة لأخرى. فبعض السيدات تكون هذه الفترة لديهن فترة لا يقبلن فيها الطعام وهى الفترة المعروفة باسم فترة الوحم. والبعض الآخر منهن يكون الحمل عاملا لفتح الشهية لديهن منذ بدايته، فهي طبيعة جسم تختلف من واحدة لأخرى.
وقد يشجع على زيادة الشهية الحالة المعنوية المرتفعة لحدوث الحمل أيضا. فقط ننصح بالغذاء المتوازن والصحي
أما ما سمعته عن التمر فهو صحيح حيث يحتوي على مادة تنبِّه تقلصات الرحم وتزيد انقباضه وخاصة أثناء الولادة، وهذه المادة تشبه مادة الأوكسيتوسين OXYTOCIN التي يفرزها الفصّ الخلفي للغدة النخامية، وتساعد على إحداث انقباض في الرحم.
وهذا يفسر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. فعندما جاءت آلام المخاض للسيدة مريم. أوت إلى جذع نخلة فناداها منادٍ يأمرها أن تهز جذع هذه النخلة لتأكل من الرطب المتساقط.. (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِـي وَقَرِّي عَيْنًا). [مريم 25 – 26].
هذه الانقباضات في الرحم مطلوبة بعد الولادة لوقف نزيف ما بعد الولادة وإعادة الرحم إلى حجمه الأصلي، أما أثناء الحمل، فهذه الانقباضات قد تكون قاتلة للجنين. ولكن هذا لا يعني أن تمتنع الحامل تماما عن تناول التمر فهو يحتوي على عناصر غذائية هامة ولكن ننصح بتناوله بكميات قليلة.
وبالنسبة لسؤالك الأخير، نود أن ننوه أنه -وعلى عكس الاعتقاد السائد- لا ضرر من الجماع أثناء الحمل إلا في حالات معينة ستجدها مذكورة في الاستشارة التالية: الجماع في الأسبوع الثامن للحامل.. هل من ضوابط؟
جزاك الله خيرا على إحساسك المرهف بزوجتك الغالية حفظها الله لك ورزقكما الذرية الصالحة المصلحة إن شاء الله.
كما أن هناك بعض المقترحات.. قد تنال استحسانك: