كل شيء في تعاليم ديننا الحنيف مهم، بل ومهم جدًا. لكننا انتقينا مجموعة من الفتاوى الهامة التي قد يطرحها أي مسلم. أي أن جوابها سيفيده في حياته، عبادته، وتقرّبه من ربه ﷻ.
وفي هذه المجموعة نسرد لكم أسئلة وردت للشيخ محمد سيد طنطاوي -عليه رحمة الله- وقد تفضَّل الإمام بالجواب عنها؛ وسوف نقوم بعرضها بشكل مُنسَّق ومُفصَّل أدناه.
هل للجن تأثير على الإنسان؟
السؤال: هل يستطيع الجن أن يضر الإنسان؟ وكيف يمكن أن نتقي شره؟
الجواب: لا نستطيع أن ننفي تأثير الجن على الإنسان بدليل قول الله ﷻ في سورة البقرة (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ). إذن لا نستطيع أن ننفي تأثير الجن غير الصالح على الإنسان، وعالم الجن- كما هو معروف- كعالم الإنس فيه الصالح وفيه الطالح (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ) — من الآية 21 من سورة الجن. فلا نستبعد أن يضر هذا الجن المارد أو الشيطان بني الإنسان. والوسيلة الفعالة لمنعه هي الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وقراءة القرآن خاصة سورة البقرة وخواتيمها والمعوذتين.
ما حكم الدعاء عقب صلاة الجماعة؟
السؤال: ما حكم الدعاء عقب صلاة الجماعة ورفع اليدين؟
الجواب: هذا شيء مستحب. وقد ورد في الحديث الشريف أن الرسول ﷺ كان إذا دعا الله ﷻ رفع يديه حتى يري بياض إبطيه. فلا شيء في ذلك، بل إنه من السنة.
كيف يكون التيمم؟
السؤال: كيف يمكنني أن أتيمم؟ وما هي فرائض التيمم؟
الجواب: يقول الله ﷻ في كتابه العزيز (وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ). — من الآية 43 من سورة النساء.
والتيمم يكون بضربة واحدة على الصعيد الطاهر الطيب ويمسح به الوجه واليدان، أما الصعيد الطاهر فهو كل ما صعد على وجه الأرض شرط أن يكون طاهرا، مثل التراب والرمال والحجر والنبات والشجر وغير ذلك مما هو موجود على وجه الأرض.
فرائض الوضوء وسننه
السؤال: ما كيفية الوضوء؟ ولماذا نزيد فيه عما ورد في الآية الكريمة؟
الجواب: كيفية الوضوء معروفة في كتب الفقه وهي وفق ما جاء في قوله ﷻ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) — من الآية رقم 6 من سورة المائدة. هذه هي فرائض الوضوء، وقد أضاف إليها بعض الفقهاء فرائض أخذت من سياق النص وهي الترتيب، والنية التي هي فرض في كل عبادة، والتعميم بالماء للعضو، حيث إنه إذا لم يعمم العضو بالماء لا يكون قد تم غسله. وقال بعض الفقهاء أيضا بفرض الموالاة في الأداء ولم يقل بهذا الأحناف.
أما ما زاد على ذلك فهو سنن كالمضمضة والاستنشاق ومسح الأذنين وتخليل الأصابع، وهو مأخوذ من فعل رسول الله ﷺ.
هل عملي حلال؟
السؤال: اعمل محاسبة في شركة أعتقد أن صاحبها ماله حرام. فما الحكم في عملي؟ وهل اختلاط المال الحلال بالحرام جائز؟
الجواب: ما دامت هذه السيدة تعمل بشرف وتؤدي واجبها بإخلاص ولا تمد يدها إلى شيء حرمه الله ﷻ ولا تجد عملا آخر يتناسب مع كفاءتها سوي هذا العمل، فعملها صحيح ولا شيء فيه. والذي يفعل الشر هو الذي يتحمل المسئولية، وصاحب العمل الذي يختلط ماله الحرام بالحلال هو المسؤول.
أما هي فما دامت لا تجد عملا آخر يتناسب مع إمكاناتها فهي ليست مسئولة عن أخطأ غيرها. وتعتبر أن مرتبها إنما هو من الجزء الحلال من مال ذلك الرجل فإن وجدت عملا آخر فهو أفضل لها، وإن لم تجد فلا شيء عليها في هذه الايام التي أصبح الحصول فيها على عمل شيء فيه مشقة.
الصلاة في الزوايا
السؤال: هل الصلاة في المساجد الموجودة أسفل المنازل حلال؟
الجواب: نعم الصلاة فيها صحيحة، إلا أننا لا نميل إلى المساجد الصغيرة الموجودة تحت البيوت والتي يطلق عليها في بعض الأحيان الزوايا وإنما من الأفضل أن يكون سقف المسجد لا تظله سوي السماء.
أما صلاة الجمعة فيجب أن تكون في المساجد الجامعة أو على الأقل في المساجد التي جري العرف على اعتبارها مساجد، أما هذه الزوايا الصغيرة التي تحت البيوت فهي لا تعد مسجدا جامعا.
هل هذا الحديث صحيح؟
السؤال: هل هناك حديث شريف معناه أن أكثر الناس اتباعا للمسيخ الدجال هم اليهود والنساء؟
الجواب: لم أسمع بهذا الحديث.
إسقاط الصلاة
السؤال: توفي ابني ولم يكن مواظبا على الصلاة. فهل أستطيع أن أصلي نيابة عنه وأهب ثوابها إليه؟
الجواب: الوسيلة هي الدعاء لهذا الابن والتصدق على روحه، وأن يقرأ القرآن ويهب ثواب ما قرأه لهذا الابن المتوفي، ولكني لا أذكر حديثا نبويا شريفا بين فيه الرسول ﷺ أن صلاة إنسان عن إنسان آخر واجبة. ومع كل هذا، فمن الناحية العقلية لو أن إنسانا صلي ركعتين لله ﷻ وقال: اللهم إني وهبت ثواب ما صليته لفلان فأنا لا أري بأسا في هذا. فالثواب يصل للمتوفي ويجوز أن يسقط ما عليه من صلوات فائتة فلا حرج على فضل الله. كل ما علينا أن نقدم العمل الصالح ثم نترك النتائج لله ﷻ، ولا شك في أن الصلاة من العمل الصالح.