«صديقة» تقول: أتقدم إليكم بمشكلة صديقتي التي تواجهها.. على لسان صديقتي أبدأ: تعرفت على شاب فأعجبني وأعجبته وأحببنا بعضنا وتعارفنا وتبادلنا الأحاديث، وهو يحبني كثيراً، وقد عرض عليّ موضوع الزواج وهو الآن يقوم بتجهيز نفسه ليتقدم لخطبتي، وبالرغم من تبادل الأحاديث الكثيرة فلم تأت فرصة لطرح موضوع العمر والمواليد، كم عمره وكم عمري..
وفي يوم من الأيام اكتشفت صدفة ودون علمه كم عمره، ووجدت أن فارق السن بيني وبينه كبير، فأنا أكبر منه بست أو سبع سنوات، وطوال فترة التعارف لم يخطر ببالي أنه أصغر مني لأن هيبته وجسمه أوحيا لي أنه أكبر مني سناً، فحتى الآن لم أستطع مصارحته لأنني أحببته كثيراً ولا أريد أن أخسره مع تأكيدي بأنه هو أيضاً سيصدم لسماعه هذا. فماذا أفعل؟
أرجو أن تفيدوني بحل يمكننا تقبله. وجزاكم الله خيراً.
الإجابـة
الأخت الفاضلة.. نشكرك على اهتمامك بصديقتك وحرصك على مساعدتها، وسوف نتوجه بكلماتنا لصديقتك فنقول لها: تحبينه لدرجة أنك لا تستطيعين مواجهته بفارق السن بينكما حتى لا تفقديه، فما الحل في نظرك إذن؟ هل ستنتظرين حتى يفاجأ بهذا الفارق يوم عقد الزواج؟ وهل ستضمنين رد فعله ساعتها؟ أليس من الأفضل لك وله أن يعرف الآن وأن يقرر بناءً على التفكير الهادئ والمنطقي هل سيستمر في مشروع ارتباطكما أم لا؟
العلاقة الزوجية لا بد أن تبنى على الصراحة المتبادلة بين طرفيها في الأمور التي تمس الطرف الآخر، ومنها السن والأمراض المزمنة أو الوراثية وذلك حتى يكون كل طرف على بيّنة من أمره.
ومن المتعارف عليه أنه من الأفضل أن يكون فارق السن لصالح الزوج، ولكن هذا لا ينفي أن لكل قاعدة شواذ، فهناك أمثلة لزيجات ناجحة رغم وجود فارق السن لصالح الزوجة وأوضح مثال على ذلك زواج النبي (صلى الله عليه وسلم) من السيدة خديجة، ولكن هذا الاختيار لابد أن يكون قرارًا مشتركًا وعلى بينة، فاتركي له الفرصة ليختار، فإن جاء اختياره مخيبًا لآمالك فلا تحزني؛ لأن الله سبحانه لا يقدّر لنا إلا الخير، وسوف يرزقك الله بحب أجمل في الفترة القادمة، وإن اختار الارتباط بك فتوكلي على الله، ولكن لا تنسي أن تستخيري، وأن تضعي اعتبارات العقل نصب عينيك، فتدرسي عيوبه جيدًا ومدى قدرتك على تحملها والتعايش معها، أو العمل على تغييرها.
وندعو الله ﷻ أن ييسر لكما الخير كله، ولا تنسي أن تتابعينا بالتطورات.
⇐ هذه أيضًا بعض الاستشارات السابقة:
- ↵ قصة حب جامعية بين شاب ملتزم وفتاة محجبة: جائزة أم حرام؟
- ↵ فتاة تواجه صعوبات بعد فسخ خطوبتها: هل قرارها صائب؟
- ↵ حب ابن العم لابنة عمه: صراع بين المشاعر وواقع مستحيل
⇐ أجابتها: سحر طلعت