يطلق لقب الزهراء على السيدة فاطمة بنت رسول الله ﷺ، وزوجة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وقد ورد إطلاق لقب الزهراء على السيدة فاطمة على لسان عدد من علماء المسلمين، ولعلهم قد أرادوا بمعنى الزهراء مدحها بما يُطلق على المرأة المشرقة البيضاء المستنيرة الوجه، واستنادهم في إطلاق هذا اللقب عليها؛ مشابهتها لأبيها، ﷺ فيروى عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أنّه قال: (كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَزْهَرَ اللَّوْنِ)، ويُراد بالرجل الأزهر الرجل الأبيض المستنير الوجه.
البتول
أما تلقيبها ب: فاطمة البتول، فهو لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا وشرفًا وعفافًا ودينا وحسبا؛ أو لانقطاعها للعبادة والعمل الصالح؛ لأن لفظة تبتل معناها الانقطاع، ومنه قوله تعالى: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)، أي: انْقَطِعْ إلى الله وتَفَرَّغ لعبادته إذا فَرَغْتَ مِن أشغالك.
وهذا اللقب يطلق أيضًا على السيدة مريم أم المسيح (عليه السلام)، يقول تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا)، ويقول تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ).
أم أبيها
ومن ألقابها أيضًا (أم أبيها)، لقبت بذلك بسبب حب الرسول الكريم ﷺ لها، وقد كانت من أكثر الناس اهتمامًا به ورعاية له، وعطفا وحنانا عليه، وتُعدّ فاطمة من أفضل نساء العالمين، ودليل ذلك قول الرسول ﷺ: «حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِينَ: مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ».
كان سَمْتُهَا (رضي الله عنها) أكثر شبها برسول الله ﷺ، ودليل ذلك قول السيدة عائشة (رضي الله عنها): ما رأيتُ أحدًا كان أشبه سمتاً وهَدْيًا برسول الله ﷺ من فاطمة )، كما أنها من المبشرات بالجنة، ودليل ذلك قول الرسول ﷺ: «إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلِ الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلَّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَأَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ سَيْدًا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ».