وراء كل رجل عظيم امرأة، هذا ما يقال إذا استطاع الرجل أن يحقق نجاحاً كبيراً في مجاله، لكن إذا استطاعت المرأة ذات النجاح في عملها فقد تختلف ردود فعل الزوج من رجل إلى آخر، وقد يرفض بعض الأزواج هذه الفكرة من الأساس ويقومون بوضع العراقيل لزوجاتهم بينما يفضل آخرون الوقوف بجوار المرأة الناجحة حتى تستطيع أن تستمر في طريقها إلى أن يكتمل.
متى يغار الرجل من زوجته؟
ذكر الدكتور عمرو يسري ” استشاري الطب النفسي ” أن مشكلة الزوجات حين يتقدمون ويتطورون في عملهم تكمن في تهديد إحساس أو شعور الرجل بالقيادة ولذلك يجب أن نراجع فكرة ارتباط أو زواج الرجل من هذه المرأة الناجحة في الأساس.
تكمن هذه الفكرة في تكوين كائنين في وحدة واحدة ومن ثم فإن نجاح أحدهما يساوي نجاح الآخر بالتبعية، لذلك فإن العلاقات الصحية بين الزوجين حين يتم الاتفاق بينهما قبل الزواج على أن السيدة هي امرأة عاملة تستدعي ضرورة دعم الرجل لها بشكل أو بآخر حتى تتقدم في هذا العمل ومن ثم يشعر الرجل بالنجاح بالتبعية حين يتحقق ذلك النجاح من قبل زوجته وبالتوازي مع عمل واجتهاد الرجل في عمله – وفق ما يراه الاستشاري.
تحدث الكارثة المحققة حين يرى الرجل زوجته الناجحة عملياً ومهنياً وفي نفس الوقت تظل مخلصة له ودون أن تكون مقصرة في واجباتها تجاه بيتها ولا تجاه زوجها مما يجعله يشعر بأنها قد حققت نجاحاً أعلى منه ومن ثم يشعر بالتهديد لأنها تنال مكانة اجتماعية عليا بين الناس على عكس ما يراه هو في نفسه من ضعف هذه المكانة المجتمعية وهنا تظهر نقاط ضعف الرجل متمثلة في قلة الثقة بالنفس وعدم الشعور بملء مركزه الاجتماعي مما يدفعه إلى استخدام القهر الزوجي تجاه زوجته وقد يصل به الأمر أن يطلب من زوجته المكوث في منزلها دون عمل.
على الجانب الآخر، حين تستطيع المرأة العاملة تحقيق نجاحات قوية على الأرض يصعب عليها التراجع عن هذه المكانة التي اكتسبتها من هذا العمل ومن ثم تدخل في صراع شرس بينها وبين زوجها وأولادها في بعض الأحيان.
أردف ” يسري “: ترتبط الغيرة عند الرجال عادةً بالإحساس بالثقة والتحقيق ويحاول دوماً أن يرفع ممن حوله ويرى أن ذلك التوحد مع الزوجة هو نجاح له في حد ذاته بتبعية الأسرة والمركب التي تسير بهما بشكل عام كما أن أولادهما يصير لديهم قدرة على فهم الحياة بشكل أوسع ويساعد الزوجين على حسن التربية وفهم الأفكار المعاصرة لأولادهم.
من هو الرجل الأكثر تأثيراً في غيرته من زوجته؟
يجدر الإشارة إلى أن الرجل المتسلط الذي يحاول دوماً أن ينتقد ويقلل من قيمة زوجته المجتمعية نتيجة غيرته من نجاحها المهني هو في حد ذاته رجل ضعيف وليس قوي كما يراه البعض لأن الرجل القوي هو ذاك الرجل الذي يتمتع بالثقة والإحساس بالأمان في ظل نجاح زوجته لأنه يشعر بالإحساس بالواجب والمسئولية الملقاة على عاتقه تجاه زوجته التي تتطلب منه مداومة الدعم النفسي والمادي والمعنوي لها في بعض الأحيان.
بالإضافة إلى ذلك، جرت العادة الطبيعية أن الرجل هو الأقوى عضلياً مقارنة بالمرأة والطفل ولكن الرجل الذي يفرض بعضلاته القوة على المرأة فإن له ما شاء الله من الضعف والعجز ما يجعله ضعيف إنسانياً ونفسياً لأن الرجل القوي هو ما يستطيع أن يحس بزوجته ويُقدِّر عملها وكينونتها في هذه الحياة كما أنه يشعر دوماً بمشاعر وأحاسيس الطرف الآخر، لذلك يمكننا القول بأن الرجل الطيب هو الرجل القوي الذي يدعم من حوله.
يمكننا القول كذلك بأن السيدة العاملة والناجحة لأعلى مستوى مهما كانت غنية اجتماعياً ومادياً فإنها تنتظر أن ترى نفسها كذلك في عين زوجها الذي قد يبخل عليها ببعض الكلمات البسيطة التي تقوي من عزيمتها وتجبر بخاطرها، وفي حالة نظر الرجل لها بنظرة الدونية فإنها تشعر بالفشل الحاد، ويبقى الشرط الأساسي لنجاح هذه العلاقة بين الرجل وزوجته أن يكون هنالك اتفاق مسبق بينهما فيما يخص عمل المرأة بعد زواجها حتى لا يحدث صدام ويُفضل أن يكون هناك نموذج لعمل المرأة قبل الزواج لترى وجهة النظر الحقيقية تجاه فكرة عملها من الأساس.
كيف يمكن للمرأة تعويض شعور الضعف والنقص عند الزوج؟
يجدر الإشارة إلى أن المرأة خُلقت multi-tasking إن جاز التعبير، أي أنها يمكن أن تقوم ببعض الأعمال في نفس الوقت مع مراعاة أن الرجل لديه قدرات مختلفة وقوية ولكنه يركز في عمل واحد وينهمك فيه بشكل كبير عكس المرأة العاملة التي تباشر عملها ولكنها في نفس الوقت تتابع عملية الطهو والغسيل داخل منزلها وقد ترتب كذلك كيفية رجوع أولادها من المدرسة، وهذا ما تفعله دائماً الزوجة الذكية التي تحاول أن تملأ الرجل وتشعره بكينونته في الحياة لأن إحساس الرجل في الأساس كما يقول بعض الفلاسفة هو إحساس قائم على إحساس طفولي ومن ثم يجب على المرأة أن تدعمه في ذلك الشعور الذي يشعر به طيلة الوقت حتى وإن كان يرى الكثير من المهانة والذلة في عمله التي يحتملها لأجل بقاء أسرته وأولاده وزوجته.