غياب بعض الموظفين عن أعمالهم قبل إجازة عيد الأضحى أو بعدها، يبدو أنه يشغل هيئة الرقابة والتحقيق. هذا الغياب الذي قد ينفذه بعض الموظفين لا شك أنه سيعطل الكثير من مصالح المراجعين، لكن العطلة التي يشتكي منها المراجع في الأساس هي في تأخر إنهاء معاملاته، وغياب الموظف الذي تحاول الهيئة التشديد عليه قبل الإجازة هو جزئية بسيطة في سلسلة هذا التأخر، والمراجع لن ينشغل بهذا اليوم إن كانت معاملته ستنتهي بسرعة.
حرص بعض الموظفين على الغياب هذه الأيام ناجم عن ثقافة وظيفية قديمة، فحتى لو كان الموظف على كرسي عمله في آخر يوم عمل، فإن المراجع لن تنهى أشغاله، السبب راجع إلى أن الثقافة الوظيفية لدينا كرست لعقود أن آخر أيام العمل لا إنجاز فيها، مثلما كرست أنه في شهر رمضان تسير المعاملات ببطء شديد، حتى يصل الأمر إلى أن ينتهي الشهر الكريم وبعده العيد قبل أن يستعيد الموظف لياقته الوظيفية، وكأنه الصائم الوحيد، فيما أن جموع المراجعين هم من الصائمين الذين يشق عليهم ترك أعمالهم ومتابعة معاملاتهم.
أما فيما يخص العمل بعد العيد، فالموظفون والمراجعون يعلمون أن أول يوم عمل سيكون يوم معايدة، ومن يراجع الأخبار التي تنشرها الجهات الحكومية بعد العيد يدرك ذلك، فالمعايدة لا تشمل إنهاء إجراءات المراجعين، بل يقال لهم أن يأتوا غدا، وهذا الغد مستمر في حياة المراجع، بينما الأسابيع والأشهر تتوالى.
هيئة الرقابة والتحقيق يجدر بها البحث في وسائل ترفع من إنتاجية الموظف، وتضمن إنهاء المعاملات والمراجعات في أسرع وقت، وأسرع وقت يكون حقيقيا لأنه حسب الوضع الحالي فإن الجهات والموظفين يعدون الوقت الطويل الذي تستغرقه المعاملة وقتا سريعا، كما أنه حري بالهيئة البحث عن وسائل إلكترونية مثل تلك المعمول بها في أرجاء مختلفة من العالم، التي من شأنها أن توضح مواطن التأخير، كما أنها تعري المقصر، ومن ضمن هذا التقصير التغيب عن العمل.
بقلم: منيف الصفوقي