إذا وقعت عينك داخل منزل أحد من الجيران دون إرادتك، فلا تشعر بضيق، فلقد وقع الأمر دون قصد منك فلا يعد ذلك تلصصًا.
أتعلم لما أمرنا الله –عز وجل– بغض البصر؟ لكثرة الفتن التي يتعرض لها عباد الله في الدنيا التي هي فتن شبهات، وفتن شهوات.
ومن أعظم تلك الشهوات الفتنة بالنساء، وبوابة الوقوع في ذلك هو إطلاق البصر، لذا حرم ديننا النظر لغير المحارم من النساء. وإذا نظر الرجل دون قصد منه، فما حكم ذلك؟
حديث غض البصر
عن جرير بن عبد الله –رضي الله عنه– قال: سألت رسول الله ﷺ عن نظرة الفجاءة؟ فأمرني أن أصرف بصري.
- معنى الفجاءة: تعني النظر بغير قصد.
- أصرف بصري: جاءت بمعنى أن أبعد بصري عن كل ما هو حرام.
من هو جرير بن عبد الله؟
هو صحابي جليل، اسمه جرير بن عبد الله البجلي أبو عمرو، وقد أسلم في سنة عشرة من الهجرة.
وصفه النبي بأنه خير أهل اليمن، فقال «إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن»، وبعثه النبي إلى ذي الخلصة، وهو صنم لدوس فهدمها.
ودعا له ﷺ حين بعثه وقال «اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً».
كان من أغض الناس طرفا، وكان سيدا في قومه، وشارك في فتح القادسية، وكان له عظيم الأثر، توفي في سنة 51 هجرية.
ومن هنا فإن حكم النظرة الأولى لما حرم الله دون قصد لا يعد حراما، فلا إثم فيها، ولكن يجب غض البصر سريعاً، وعدم الاستمرار في النظر.
مساوئ إطلاق البصر
انتشار الفاحشة، وضياع الأمان، وتعرض النساء للأذى.
كما أن غض البصر يشمل غضه عن النظرة للمرأة التي ليست محرمة عبر التلفاز أو الإنترنت أو الجوال أو الصحف، وكذلك يعظم الإثم بالنظر إذا كان عن طريق التجسس، واختلاس النظر على الجيران.
عافانا الله، ويستثني من التحريم ما تدعو إليه الحاجة كنظر الرجل للمرأة عند إرادة خطوبتها، ونظر الطبيب إلى المرأة عندما تدعو الحاجة لذلك.
غض البصر: هو دلالة على طهارة النفس ونبل الخلق، وأمانتك وحسن تعاملك.
تطبيقات سلوكية
- تعلمنا أن نتذكر دائماً أن الله يرانا فنتجنب النظر إلى الحرام.
- كما أننا يجب أن نجاهد أنفسنا ونستعين بالله على غض البصر عما تحرم رؤيته.
الخلاصة
إن الله أمرنا بغض البصر لكثرة الفتن التي يتعرض لها عباد الله في الدنيا التي هي فتن شبهات وفتن شهوات، ومن مساوئ إطلاق البصر: انتشار الفاحشة، وضياع الأمان، وتعرض النساء للأذى.
وعرفنا أن حكم النظرة الأولى لما حرم الله دون قصد لا يعد حراماً، كما تعرفنا على راوي الحديث هو صحابي جليل اسمه جرير بن عبد الله البجلي أبو عمرو.