في كل رمضان تغزى الهواتف النقالة لملايين المشتركين برسائل إعلانية خادعة كاذبة تعدهم بالربح الوفير والثراء الكبير.
يمارس بحق المشترك تغرير واضح فاضح مع سبق الإصرار والترصد، و لا يكتشف اللعبة إلا بعد أن يقع في الفخ.. يرسل الرسالة فيدخل في دوامة الرسائل التفاعلية إلى أن يمل ويتوقف، ليكتشف أنه أرسل عشر رسائل- مثلا- كلفتها تزيد عن المئة ريال، أو يتصل على أحد الأرقام فـ«تجرجره» إحداهن في «دهاليز الحلم» ليسلب أضعاف ما سلب في الرسائل!
قبل سنوات كانت هيئة الاتصالات تستبق شهر رمضان بإعلانات تحذيرية لتجار الرسائل الإعلانية وتتوعدهم بأقسى العقوبات، ورغم ذلك لم تنجح في وقف السيل الإعلاني الرمضاني أو حتى التقليل من تدفقه، وربما كان هذا «الفشل» هو الذي دفع بالهيئة للتوقف لا يعقل أن يكون دور هيئة الاتصالات مقتصرا على التوفيق بين الشركات المشغلة للهاتف النقال لاستمرار «حالة السلم» بينها لئلا تنشب حرب أسعار يستفيد منها المستهلك، رغم أن «الحرب المزعومة» إن دقت طبولها لن تعجز الميزانيات الضخمة للشركات الثلاث عن تمويلها لسنوات، وقبل أن تصل تأثيراتها إلى مستوى الجودة الذي يشغل بال الهيئة وتتخذه ذريعة «لدفع عجلة السلام الاتصالاتيَّة»، سيكون «أطراف الحرب» قد توصلوا لهدنة مرضية من تلقاء أنفسهم دون تدخل أحد!
المستهلك فاقد الأمل أصلا في أن يكون على رأس أولويات الهيئة الموقرة من جهة التخفيف عن كاهله من أرقام الفواتير الضخمة، بما فيها من رسوم ثابتة ليس لها مبرر، وأخطاء ليس على مرتكبها رقيب، ولا على مكررها حسيب، لكنه لم يفقد الأمل بعد في أن تلتفت الهيئة قليلا إلى ظاهرة الغزو الإعلاني الرمضاني، الذي لن يكلفها شيئا، لأن «الغزاة» في رمضان وغير رمضان مزودو خدمة متعاقدون مع المشغلين، يكفي الضرب على أحدهم بـ«يد من نظام» ليتوقف البقية!
بقلم: ناصر المرشدي