على إيقاع سحرها جمعت قلوب ناظريها وحلقت بهم نحو واقع أشبه بالخيال، هنا صافح جمال الغرب وفنونه أمجاد الشرق وروائع بنيانه فكانت إسبانيا بلاد الأحلام التي خبأت بين جفنيها أساطير حضارة بأكملها تعاقبت على مر الزمان ومازالت على قيد الذاكرة والعمران، فإن كنت ترغب في التعرف على أبرز معالمها فما عليك سوى أن تبحر معنا في هذه الرحالة الفريدة.
من العاصمة مدريد يتبدى للزائر وجه إسبانيا النابض بالحياة حيث تتجلى فيها أهم الأجواء والمعالم التاريخية العريقة.
أروع المتاحف الحضارية في مدريد
تُعرف مدريد بأنها مدينة المتاحف الحضارية وأبرزها متحف رينا صوفيا الذي يُعتبر موطناً لأعمال أشهر الفنانين الإسبان على مر الزمن وأُسس امتداداً لمتحف برادو الذي يقف في صدارة المعالم التي تتباهى بها مدريد وهي تلتقي في شهرتها مع متحف الفنان ” سولا “، وهنا لا تفوت تأمل افناء الجميل المزدان بتصاميم الطراز الأندلسي والذي يمثل فرصة للفنانين لإبراز إبداعاتهم، وقبل أن تغادر المدينة يمكنك التقاط أنفاسك في حديقة روتيرو التي أُنشأت أواخر القرن التاسع عشر على الطراز القوضي وتُعد من أكثر الوجهات السياحية الشعبية في مدريد.
من عراقة العاصمة مدريد إلى سحر برشلونة، هذه المدينة التي تمزح بلحن متناغم ما بين الفن، الجمال، وعمق التاريخ، كما تربك هذه المدينة خيالك حتى تظن أنها عدة مدن اجتمعت على قلب واحد وتحلق بك نحو الماضي دون أن تبعدك عن الحاضر، فإن كنت من مشجي نادي برشلونة ابدأ جولتك بالمتحف الخاص به والذي يعرض العديد من الأفلام والصور والجوائز الخاصة ببطولات هذا النادي ولاعبيه.
إلى جانب ذلك، يمكنك التطلع في هذه المدينة الساحرة إلى المباني المعمارية البديعة التي صممها الفنان المعماري ” أنطوني جاودي ” ويُعد أبرزها مبنى كازاميلا الذي يبهرك بغرابة تصميمه الحجري المتعرج وسطحه المليء بالمنحوتات العجيبة وهو يقابل في الغرابة مبنى ” كازابل ” المذهل في تصميمه الغريب والذي أراده المصمم نموذجاً لا مألوفاً من الخارج والداخل، بينما تعتبر حديقة ” جويل ” تحفة فنية تسدل حلماً أخضر يبهر الناظرين تكتنفها تشكيلات صخرية منحوتة بهندسة مدروسة وملفتة.
روائع الحضارة الأندلسية
إلى عبق الأندلس الموشح بروح الحضارة الإسلامية يأخذك الحنين إلى عجائب قصورها المذهلة أبرزها قصر الحمراء درة غرناطة وأيقونة الفن الأنيق الذي فيه شموخ في جنوب إسبانيا ليعزف لحن تاريخ عامر بالأمجاد تتجلى سمات العمارة الإسلامية في أبنية القصر متمثلة في استخدام النقوش والعناصر الزخرفية الرقيق وكتابة الآيات القرآنية ومنها ” لا غالب إلا الله ” المحفورة في كل ركن وزاوية.
بهذه التفاصيل يعيدك قصر الحمراء إذا ما تجولت في ساحاته وحديقته إلى ألف سنة مضت كأنك تقرأ للتو صفحات حضارة مازالت تنبض بالحياة.
أما في قرطبة جوهرة الأندلس فيعتبر قصرها محط أنظار السياح والذي يرجع تشييده للعصور الوسطى وجعله الخلفاء الأمويون في الأندلس مقراً لهم في فترة حكمهم.
يقع القصر بالقرب من نهر الوادي الكبير ومحيط به حدائق غناء رائعة الجمال تحتضنها الزهور بأنواعها والعديد من النوافير الرائعة والجميلة.
أما عن الأعجوبة الأندلسية المغايرة فعنوانها الجمال وترويها مدينة ” سيتي نيل دي جاس ” القابعة في محافظة القادسية الأندلسية جنوب إسبانيا وتتميز هذه المدينة البيضاء الخجولة المتخفية ببيوتها المشيدة تحت الصخور العملاقة ليمتزج فيها سحر الطبيعة بالتصاميم المعمارية الحديثة حيث فضل أهل البلدة ملء بيوتهم بهذا الشكل ليتمتع بدرجة الحرارة المنخفضة بطريقة طبيعية وهو ما جعلها بلدة سياحية جذابة.