الابتعاث الخارجي من أجل الدراسة كشف الكثير من العيوب التي مردها إلى التنشئة، فالابتعاث خطوة نحو مستقبل قائم على طلاب درسوا في أهم جامعات العالم، ونهلوا من مختلف العلوم من مصادرها الأصلية، لكن كل ذلك لا يعني أن جميع من ذهبوا للدراسة يستحقون الفرصة التي أعطيت لهم، ولا شك أن المشكلات التي تسبب بها الطلاب السعوديون في الخارج نسبتها متدنية إلى عدد الطلاب، ومع ذلك فإن هذه المشكلات تجعلنا نفكر من جديد في الطريقة التي ننشئ بها هؤلاء الطلاب.
طالبة سعودية قبل أيام زج بها في السجن، السبب أنها «تبصق» – بالعامي «تتفل» – بسبب ودون سبب على العالم، بصقت على أساتذتها، وعلى العاملين في المتجر، ولم توفر المتسوقين أيضا، ثم قالت إنه رد فعل على ازدراء الأمريكيين للمسلمين! هذه العقلية المشحونة تجاه الآخر من الذي وقف وراءها، ونماها إلى الدرجة التي وصلت إليها، إضافة لماذا لم ترحلها السلطات السعودية هناك على الفور؟ لماذا تم انتظار أن تتحول المسألة إلى قضية في المحاكم؟
نحن في المملكة لسنا في حاجة إلى من يبصق على الناس ليساعدنا في النهوض، فهذه الباصقة في حاجة إلى علاج نفسي في المقام الأول، ثم علاج معرفي، أما زرع ازدراء الإسلام في عقل هذه المبتعثة فهو تأكيد على أن هناك من لا يزال يمارس هذا الدور، وما البصق إلا وسيلة عنف في درجة متدنية، ومن غير المقبول اعتبار أن البصق في هذه الحالة تعبير ذاتي.
المبتعثة التي بررت أفعالها بأنها رد على ازدراء الإسلام ازدرت بدورها كل من حولها من بشر لم تعرفهم، ومن الطبيعي لو سارت أمورها ونالت شهادتها ثم عادت فإن تعبير البصق سيستمر معها، وسيكون هناك الكثير من المبررات له.
بقلم: منيف الصفوقي
وهنا تقرأ: بتجربة «أبو دية».. هل نجد مخترعين سعوديين في القمة؟
وأيضًا لدينا: مقال عن القمع.. الذي لم يعد حلا!