نعم، هُناك ما يُسمَّى بـ: عيد الطفولة (Children’s Day بالإنجليزيَّة)، فالأطفال أحباب الله وزينة الحياة الدنيا، يمكن رؤية جمال الحياة في لمعة عيونهم وضحكاتهم وشغفهم وبراءتهم، ولما كان الاهتمام بالبذرة يولد شجرة مثمرة نافعة كان لابد من الاهتمام بالأطفال منذ صغرهم لأنهم قادة المستقبل، ومن أبرز الاهتمامات التي خُصصت لهم تحديد يوم يتفاوت من دولة إلى أخرى للاحتفال بهم كل عام حيث يؤثر ذلك على نفسيتهم كثيرًا مما يشعرهم بأنهم جزء مهم في المجتمع.
يوم الطفل
لم تقتصر حكومات الدول الاعتماد على الوالدين للاهتمام بالطفل وإعطائه دور البذرة التي تحتاج إلى رعاية لإنباتها أجيال يقودون العالم فيما بعد:
بدأت فكرة تحديد يوم للطفل للاعتراف بحقوقه في التغذية والملبس والمأوى والتعليم وحرية التعبير عن رأيه عندما قرر الدكتور تشارلز القبطي بالاحتفال بيوم خاص بالطفل لأول مرة على تاريخ الكرة الأرضية وذلك في كنيسة الكونيين بإحدى الولايات المتحدة الأمريكية وتسمى ماساتشوستس (أكبر الولايات سكانًا).
بعد ذلك أوصت الولايات المتحدة عامة بتخصيص يوم ٢٠ فبراير من كل عام يومًا للطفل فقط وذلك كان في مؤتمر موسكو الخاص بالاتحاد النسائي الديمقراطي عام ١٩٥٤.
مظاهر الاحتفال بعيد الطفولة
انتقلت فكرة عيد الطفل إلى كل دول العالم فعلى سبيل المثال تونس تحتفل به يوم ١١ يناير، فلسطين ٥ أبريل، الجزائر وبولندا ١ يونيو، مصر ٢٠ نوفمبر، اليابان ٥ مايو، تركيا ٢٣ أبريل، السويد غرة أكتوبر من كل عام.
تقوم المدارس بالاحتفال بهذا اليوم عن طريق الإذاعة المدرسية والاحتفالات الصغيرة، وكذلك الجامعات في عقد الندوات التي تؤهل الطلاب لكي يكونوا آباء وأمهات قادرين على تربية أطفالهم بشكل سوي وكذلك التعامل مع الأطفال الآخرين.
لم يقتصر تأريخ اليوم فقط على الاحتفال الدولي فقط بل قامت الشبكة العنكبوتية بتخصيص واجهة احتفال إلكترونية على محرك جوجل الرئيسي.
أهداف عيد الطفولة
لم يتم تهميش الطفل على أنه صغير يُرعى من أبويه فقط بل أعطته الدول حقوقًا يجب أن يتحلى بها كونه الخلية الأساسية للمجتمع فأطلقت له يومًا تعبيرًا عن الاعتراف بأهميته:
المساواة
البنود المنصوص عليها ليوم الطفل تشمل جميع الأطفال دون استثناء وتمييز بين النسب والعرق واللون والطبقة الاجتماعية.
حياة طبيعية
للطفل الحق في العيش حياة كريمة خالية من ذل الفقر، وذلك من خلال ما تقدمه حكومات الدول من معونات مختلفة للأسر الغير قادرة لكفالة أطفالهم.
الدعم النفسي
الطفل له العيش في بيئة اجتماعية متوازنة بمعنى أن يعيش مع أشخاص أسوياء قادرون على تربيته بشكل سليم لضمان عدم تعرضه للقهر النفسي.
عدم استغلال الأطفال
وذلك بمنع تشغيل الأطفال قبل سن البلوغ المحدد لهم، فالطفل حق الرفاهية المناسبة لسنه وعدم تحميله فوق قدرته.
الحماية
نظرًا لأن الطفل يفتقر أساليب الحماية والقدرة على الدفاع عن الذات أعطته الدولة كل الحقوق القانونية التي تضمن نموه بشكل سليم وتُعاقب من يخالف ذلك.
الصحة
من حق الطفل التمتع بكافة الأساليب الوقائية التي تضمن صحة أفضل له وذلك من خلال التطعيمات والفحوصات الدورية التي تطلقها وزارة الصحة على حسب سن الطفل لكي تحميه من الأمراض الفيروسية والمعدية، كما يوجد نظام التأمين الصحي للأطفال المرضى الغير قادرين الذي يمكن معالجتهم على نفقة الدولة.
السكن
لخلق قادة مستقبل أقوياء لابد من تأمين وسائل رعايتهم وأهمها السكن الذي ينام فيه الطفل، فأطلقت العديد من الدول دور الرعاية التي تضم الأطفال القاطنين بالشوارع لا مأوى ولا أهل لهم بالإضافة إلى الوحدات السكنية المخفضة التي تقدمها الدولة للأسر الفقيرة التي تعول أطفال.
التعليم
لكل طفل حق في التعليم، ومن أبرز مظاهر السعى لتحقيق ذلك مبادرة مصر الخير في دولة مصر حيث تضم كل الأطفال الغير قادرين لتعليمهم بشكل جيد، وذلك حرصًا من الدولة على تحقيق التنمية الاقتصادية المستقبلية والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بالتعليم.
حرية التعبير
اهتمت الدول بالجانب الإبداعي للطفل وأعطته حرية التعبير في الأمور التي تتطابق مع سنه، وأهم ما يعزز ذلك النشاطات الجماعية في المدارس وترك حرية لكل الطفل الإبداء عن رغبته.
الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة
تهتم الدولة بالأطفال الذين يحتاجون رعاية جسدية وذهنية خاصة من خلال توفير فرص التعليم والتعامل المناسبة لهم على يد المؤهلين لذلك.
حماية هوية الطفل
تلتزم الدول بضرورة الحفاظ على جنسية الطفل الأساسية واسمه وهويته، يمكن استثناء ذلك إذا حدث تدخل شرعي فيُعطى للطفل نسبه كما ينص الدين، وفي حالة مخالفة ذلك تُلزم الدولة برد كرامة الطفل وإعطائه هويته مرة أخرى.
الاهتمام بالأطفال ضحايا الانفصال
لكل طفل منفصل عن أبويه أو أحدهما اهتمامات خاصة من الجانب القانوني من حيث رؤيته وتعامله معهم، بالإضافة إلى حمايته منهم إذا كان الاتصال مهم ليس في صالحه بمعنى أنه يتعرض للعنف معهم أو أن أحد الأبوين غير صالح لرعايته.
الخلاصة: أن عيد الطفولة في حد ذاته ليس مظهرًا روتينيًا للاحتفال فقط بل لتطبيق حقوق الطفل كاملة وبيان أهميته في المجتمع لأنه عضو المجتمع الوحيد المضمون لمستقبل أفضل.