لا شك أن مرحلة الدراسة في الثانوية العامة من أهم مراحل الدراسة إن لم تكن أهمها على الإطلاق، ومن ثم فإن جميع الطلبة والطالبات وأولياء الأمور أيضًا يبحثون عن كل ما يمكن أن يزيد من تركيزهم أثناء المذاكرة وتركيزهم أيضا اثناء الشرح ليتمكنوا من استيعاب وحفظ كل محتويات المقرر الدراسي من ثم يتمكنوا من اجتياز الامتحان بأعلى الدرجات، ليصبح لدبيهم فرصة اختيار مجال الدراسة الجامعية الذي يرغبون
وحتى لا يقعون ضحية لنظام التنسيق الذي يفرض عليهم في كثير من الأحيان السير في طريق لم يفكروا فيه ولا يتمنونه يومًا.
هنا سنخصص ذلك المقال للحديث عن عدد من العوامل أو النصائح التي يمكن أن تعزز قدرة الطلاب على التركيز وزيادة التحصيل الدراسي.
نصائح رائعة لزيادة التركيز
عكس التركيز تشتت الانتباه وزيغ العقل، وانشغاله بعدة أمور تتجاذبه في اتجاهات مختلف فيقل تركيزه على الهدف الأصلي في تلك المرحلة، وقد تكون العوامل المسئولة عن تشتيت الذهن وسرحانه خارجية أو داخلية أو نفسية أو غيره، وهنا سنوضح العوامل التي تقلل من التشتيت وتزيد التركيز، ولعل من أهم تلك العوامل ما يلي:
اختر مكانا مناسبًا للمذاكرة: يجب أن تختار المكان المناسب الذي تشعر فيه بالراحة والهدوء، ولكن ابتعد عن غرفة النوم أو الأماكن الطبيعية المفتوحة، فبينما تجلب غرف النوم الكسل والخمول والنوم، تغري المناطق المفتوحة والمساحات الخضراء الجميلة بالتأمل والشرود.
ابتعد عن المؤثرات الخارجية التي تشتت انتباهك: حاول أن تجعل مكان المذاكرة واحدًا ثابتًا لا يتغير ليحدث لك ما يعرف بالارتباط الشرطي فيرتبط وجودك بالمكان بمشاعر المذاكرة ويتهيأ عقلك للدراسة كلما تواجدت فيه، وليكن ها المكان منعزلًا مغلقًا خاليًا من وسائل التسلية مثل التليفزيون أو الحاسب ألي، وأن يكون بعيدًا عن صخب الأطفال ومناقشات وشجارات الكبار أيضًا، فضلًا عن أهمية تجنب اصطحاب أجهزة الاتصال المختلفة مثل الهاتف أو التابلت أو غيره، لأن هذه الأشياء تغري بقطع المذاكرة أكثر من مرة والاسترسال في الأحاديث الجانبية مع الأصدقاء على مواقع التواصل أومن خلال الهاتف.
حدد وقت ثابت للمذاكرة: اجعل ساعات المذاكرة ثابته لكي يتهيأ عقلك ونفسيتك تمامًا للدخول في جو المذاكرة، ويجب أن تحرص على الالتزام بالمذاكرة في هذا الوقت وعدم شغله بأي أنشطة أخرى.
خذ قسطا كافيًا من النوم: السهر المتواصل وحرمان الجسم من الراحة بغرض المذاكرة هو أكبر خدعة يقع فيها الطلبة، فالواحد منهم يواصل اليل بالنهار ويقضي ساعات طويلة في المذاكرة التي تختلط بمقاومة النوم والاستعانة بالمنبهات، فضلًا عن خلوها من أدنى درجات التركيز والانتباه.
ذاكر منفردًا: المذاكرة الجماعية لها مميزات ولها عيوب وعلى رأس تلك العيوب أنها تشتت التركيز وتهدر الكثير من الوقت، فإذا كنت تذاكر على سبيل المراجعة ولديك متسع من الوقت فيمكن أن تذاكر مع زميل دراسة متفوق وجاد، أما المذاكرة الأولي أو التي تسبق الامتحان فلا يفضل فيها أبدًا التجمعات، بل الانفراد والانعزال تمامًا.
احضر مذكرة جانبية للمراجعة ولتدوين الملاحظات: من أهم العوامل التي تزيد التركيز التدوين، وهناك طريقة رائعة للتذكير والتدوين وهي أن تحضر مذكرة خارجية وتدون كل جملة أو معلومة تذاكرها في صيغة سؤال، ويمكن أن تضع كل صيغ الاسئلة المحتملة حول المعلمة الواحدة، حتى يصبح لديك مذكرة جامعة وشاملة لكافة الأسئلة الواردة بالمنهج، ويمكنك مراجعة تلك المذكرة واختبار تحصيلك بقراءة كل سؤال والإجابة عنه وما يستعصي عليك إجابته يمكنك تحديده والرجوع إليه ومذاكرته أكثر من مرة حتى يثبت في ذهنك.
تخلص من المشاعر السلبية وجدد طاقتك قبل الشروع في المذاكرة: يجب أن تبدأ مذاكرتك وأنت هادئ تمامًا وعقلك خال من الصراعات أو القلق أو الغضب، لذا فيمكنك أخذ حمام فاتر والتنفس بعمق وتجديد طاقتك بالدعاء أو ذكر الله ثم البدء في المذاكرة.
انتبه لطعامك واختره بعناية: تجنب تماما الوجبات الدهنية أو الثقيلة قبل المذاكرة لأنها تسبب الخمول والكسل وتمنع التركيز، بينما يوصي بالإكثار من شرب المياه والعصائر الطبيعية غير المبالغ في تحليتها، وتجنب المنبهات أو الإفراط فيها.
أخيرًا: ليعلم الآباء والأمهات أن البيئة الأسرية الأكثر هدوءا واستقرارًا، الخالية من المنازعات والمشاجرات، والتي يسودها الحب والمودة والإيجابية هي البيئة الأنسب والأفضل لتعزيز تركز أبنائنا، فاحرصوا على توفيرها قدر الإمكان.