«الثقافة العربية وطنا، والدوحة عاصمة» كان هذا شعار عاصمة الثقافة العربية الدوحة.
المناسبة الثقافية السنوية العربية التي لا يعلم عنها الكثيرون من العرب للأسف الشديد، بدأت فكرتها في عام 1996م عندما تقدمت بها المجموعة العربية لمنظمة اليونسكو في رغبة منها في تأسيس نهج ثقافي عربي حديث، وإيمانا منها بالحاجة العربية الثقافية التي غابت وغيبت لأعوام طوال.
وهذا الذي لم يحدث، فحينما احتضنت العواصم العربية هذا المشروع على مدى 14 عاما كانت كفيلة بإنتاج خمسة مشاريع ثقافية كحد أدنى، لكنها صبت كل الجهود على حفلات الافتتاح، وصياغة شعارات لغوية جذابة تدغدغ مشاعر المتعطشين ثقافيا من العرب، إضافة إلى أسابيع ثقافية متناثرة بين معارض تشكيلية وأمسيات شعرية وعروض فلكلورية وتراثية، وبعض المقالات الخجولة التي يذكر فيها أصحابها بأن عاصمتهم ما زالت تحمل عاتق هذا المشروع «الصوري».
كل ذلك جعل منها ظاهرة ثقافية محلية لا تتعدى حدود العاصمة العربية ومناسبة اجتماعية يلتقي فيها بعض المحسوبين على ما تبقى من الثقافة العربية للبكاء على الأطلال، متناسين بذلك دورهم الغائب.
قد يبرر البعض أن عدم نجاح العواصم العربية الثقافية يعود إلى العجز الاقتصادي وشح الدعم المادي للجانب الثقافي في العالم العربي وهذا صحيح، فميزانية وزارة الثقافة هي الأقل أمام بقية الوزارات الأخرى، من هنا تأتي أهمية العمل الجماعي بأن تكون العاصمة العربية المستضيفة معملا ثقافيا مؤقتا لمشروع عربي مشترك تستكمله عاصمة عربية من بعدها لإنتاج دراسات أيدلوجية وأبحاث علمية وترجمات ومؤلفات تحت رعاية ودعم مؤسسات فكرية ومرافق علمية ووزارات ثقافية، إضافة إلى التركيز في خلق الوعي والرؤى وتوسيع الآفاق للإبداع وتحرير الفكر من جميع الموروثات الثقافية السلبية.
عواصم عربية ثقافية تحمل فكرا لا شعارا، لديها مثقفون لا أشباه مثقفين، تخلق مشروعا ثقافيا متكاملا، وليس حفلا شعبيا راقصا. هذا أبسط ما نريده، وإلا فليتوقف مشروع العاصمة العربية الثقافية وتكون دوحة قطر آخر المحطات.
بقلم: ملوك الشيخ