قد يروق هذا المقال لكثير من النساء وقليل من الرجال، ففي حوار مع إحدى المهتمات بالإرشاد الأسري، تناولنا محورا شائكا، حول السر في انسحاب الرجل الصامت، بعد أن يقدم دفعة باهظة من الحب والعطاء، في سيناريو غير منطقي يجعل الأنثى تأخذ الأمر على محمل شخصي، بالغ الخطورة، فينقلب الرضا إلى تذمر، والإشباع إلى جوع مفاجئ، واتهام، وشك، في محاولة يائسة لتفسير الأمور، ونبذ ثقافة الأبواب المواربة، كأن علاقتهما «وكالة بدون بواب»! فما الذي حدث ويحدث مع هذا المخلوق الغامض العجيب؟
حسب الدكتور «جون جراي» «الرجل مثل الحزام المطاطي عندما ينسحب فإنه يعود بقوة أكبر، وأكثر ثقة، وأقدر على العطاء»، وتلك طبيعة الرجال كأنها عملية شحن، وإعادة استقلالية.
وأيضا يشدد الدكتور «فيل ماكجرو» على الأنثى ويخبرها في كتابه «الحب بذكاء» ولو سماه الحب بدهاء لكان أنسب، عن خوف الرجل من فكرة الالتزام بعهود ووعود مستقبلية، تثقل كاهله كأنه في موعد عاجل مع الديانة، ولا يعني هذا أن كل الرجال تتهرب، وغير جديرة بالانتظار. «وبالمناسبة لست مسؤولة عن النتائج التي يمكن أن تصلها النسوة بعد اعتناق أفكار الكاتب»!
وذاك ربما يفسر تهرب الرجل من فخ البوح بمشاعره، تفاديا لمطالب يعدها وسيلة ضغط وضريبة مجبر على دفعها، ولأنه الفارس المغوار، لن يعجبه أن يصبح عاجزا، وهو اختصار لقصيدة «عيناكِ» التي كتبها الراحل نزار قباني، وتجسد موقفا محبطا، مدادها دم الجبان البارد، وقت التنازل دون نزال! وبالتالي كيف نوازن بين طبيعة الانسحاب عند الرجل ومخاوف الأنثى لحياة أكثر أمنا ورقيا؟ أعتقد أنها في الصراحة والصدق حول ما نستطيع وما لا يمكن أن نعد به، وكذلك تفهم حاجة الرجل الغريزية للرجوع وحيدا خطوة إلى الوراء، يلملم فيها ما تبعثر منه، على أن يطمئن أنثاه بأنه عائد، ويحتاج إلى مساحته الخاصة، لينتهي الجدل ويبقى التقدير صمام أمان، وكذلك يصبح الاحترام سيد الموقف وننتهي من التساؤل المزعج «أنا.. وش سويت لك؟».
بقلم: أمل بنت فهد
هذه الاقتراحات من أجلك أيضًا:
- فهنا تجِد: الوعود مشنقة الحب ورصاصة القصائد الممطرة
- وتتابع هنا: عائلتي سر سعادتي .. كيف يمكن غرس دروس الحب والألفة بين الجميع
- وختامًا؛ مع: كلمات عن الحب والكُره