لا يزال موقعا فيس بوك وتويتر، يجنيان العديد من المستخدمين العرب والسعوديين كل يوم. ولترى العجب، أن البعض يبدأ التسجيل بعقلية (المنتديات)، إما باسم مستعار (وللعلم فقط.. لم تنقرض هذه الفئة حتى الآن)، أو اسمه الصريح مع (العقلية الجمعية)، فهو مع جماعة المعلقين، يشارك في التعليق على معظم الموجود، انطلاقا من أول ردين، فإن كانوا بالتأييد فهو يؤيد وإن عارضوا عارض، أو يستبدل جملة (جزاك الله خيرا والموضوع رائع جدا) الشهيرة في المنتديات إلى الضغط على زر (أعجبني).
في تويتر أو (أبوعصفورة زرقا) يختلف الوضع قليلا، فالمسألة (إعادة ارسال Retweet)، أحيانا كثيرة لا يقوم حتى بفتح الرابط الموجود في التويتة، وإنما قرأ جملتين ووجد رابطا، فـ(شد الهمة) ونشر!، ويبدأ في متابعة العديد من المستخدمين كأنه يجمع الطوابع، بغض النظر عن ميولهم واهتماماتهم، فالمهم لديه هو أن يحظى بأكبر عدد، ليستجدي بعد ذلك أن يتابعوه ليصل إلى رقم قياسي! والمضحك فينا بالرغم من نبذنا للعنصرية، إلا أننا نستبدلها بعنصرية تقنية، بنو (ماك) ضد بني (ويندوز)، وعشيرة (فيس بوك) ضد عشيرة (تويتر)، وغيرها كثير تجده في ثنايا النقاشات والتهكمات، فالمهم البحث عن (مرجع) نفتخر به أكثر عصرية و(كوول)!
الملاحظ في جيل الشباب -وأعني به جيل العشرينات العمرية- أنهم أكثر حدة في الطرح، وأكثر تحيزا وانجرافا للدفاع عما يؤمنون به أو يقولونه، ليس هناك تابو معين بالنسبة لهم، ولا أحد منزها عن النقد والتهكم أو حتى الشتيمة!
جميل أن يكون هناك حرية، ولكن ما يحدث حاليا يجعل الغلبة تقريبا لصالح رؤية تيار واحد، وهذا التيار لا تستطيع تصنيفه بأنه ديني أو تغريبي، بل هو تيار أقرب لليساري، لا يرضون بأنصاف الحلول، ولا يعجبهم الكثير كذلك، هم يساهمون بلا وعي في قمع الأصوات المخالفة لهم، أو ذات الطرح المختلف عنهم، سواء كانوا من فئة عمرية أكبر أو مثلهم.
رفقا بالآراء وكونوا أكثر تقبلا ونقاشا، من صالح الجميع، ولصالح الوطن!
بقلم: نايف أبو صيدة