«لص محترم ينتزع جوالا من أذن صاحبه»، و «لص، غير محترم، يقتلع حقيبة من كتف صاحبتها»، ولا أظنكم لم تقرؤوا شيئا قريبا من العنوانين السابقين في الفترة القريبة الماضية، أما أنا فسأكتفي بتقديم اقتراح لمدير التحرير لتخصيص صفحة تعنى بمثل هذه الحوادث التي سنكون موعودين بأن تتطور لتصبح ملحقا أسبوعيا منتظما، إن لم يكن الجزاء الرادع حاضرا لوأد مثل هذه الممارسات!
أقول ما سبق بعدما قرأت في يومين فقط ثلاثة أخبار في مناطق مختلفة، كان القاسم المشترك في أغلب تلك الأخبار الكلمات التالية «لص، جوال، انتزع، حقيبة، أذن، كتف، دموع، ذهول، حسبي الله ونعم الوكيل، سجلت ضد مجهول»!
أما السيناريو، فواحد في أغلب المشاهد، حيث يبدأ بأحدهم الذي يرتكب خطأ جسيما عندما يظن أن المستوى الأمني متساو في كل الأماكن هنا؛ فيخرج جواله في مكان عام ليجري إحدى المكالمات الهاتفية التي سيتكفل اللص بإنهائها في اللحظة التي يراها مناسبة، عندما تصبح يده أسرع، فتنتزع الجوال من أذن صاحبه الذي يحتم عليه الموقف اختيار أحد الحلين التاليين: إما أن يختبر قدراته اللياقية في مطاردة اللص واستعادة جواله مرة أخرى، وهو الحل الذي غالبا ما يقودنا إلى النتائج التالية: إما العودة بخفي حنين بسبب عدم تكافؤ القدرات اللياقية بين الطرفين، وإما الذهاب إلى العناية الفائقة كما حدث في مدينة الرياض الأسبوع المنصرم؛ لتصبح الخسائر بعد ذلك أكثر من مجرد جوال.
أما الحل الآخر فهو أن يستعيذ الضحيةُ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يتحسس موقع أُذنه للتأكد من عدم مغادرتها لموقعها الأصلي، ثم الذهاب إلى إحدى المكتبات العامة لشراء أحد الكتب المعنية بالإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.
الآن فقط فهمت لماذا يصر صاحبي على عدم استبدال جواله الأثري – الذي يعمل معه لأجل العِشرة وتقديرا لما بينهما من عيش وملح ليس إلا – بجوال جديد.
بقلم: ماجد بن رائف