ما المقصود بعملية ربط عنق الرحم طبياً ؟
يشرح “د. هلال ابو غوش” استشاري جراحة أمراض نسائية وتوليد وعقم. عملية ربط عنق الرحم هي عبارة عن وضع غرزة على الجزء السفلي من الرحم (عنق الرحم) الداخل في المهبل، ويتم ذلك في الأسبوع الـ ١٢ إلى الأسبوع الـ ١٤ من عمر الحمل، إذا قرر الطبيب ذلك مسبقاً ويمكن حدوث عمليات طارئة، و يلجأ إلي عملية ربط عنق الرحم عندما يكون هناك تاريخ مرضي لهؤلاء السيدات الحوامل، حيث يتكرر عندهن الولادات المبكرة أو الإجهاضات في الفترة الثانية من الحمل وهي ما بين (٤ أشهر إلى ٦ أشهر) بين (١٢ أسبوعاً إلى ٢٤ أسبوعاً). إذا تكرر حدوث الولادات المبكرة أو نزول السائل الأمينوسي من الأغشية المحيطة بالجنين، أو إجهاضات في هذه الفترة من الحمل ٣ مرات أو أكثر، هؤلاء يحتاجون في هذه الحالات إلى عملية ربط عنق الرحم. في بعض السيدات يُكتشف أن لديهم قصر في عنق الرحم عن طريق جهاز الأشعة فوق الصوتية، ويُكتشف ذلك عادة ما بين الأسبوع الـ ١٦ إلى الأسبوع الـ ٢٤ من فترة عمر الحمل، ويكون القصر أقل من ٢٥ ملليمتر، يعكس ذلك وجود ولادة مبكرة أو إجهاض.
ما الضمان الذي تقدمة عملية ربط عنق الرحم للحمل ؟
يوضح “د. ابو غوش” تصل نسبة نجاح العملية إلى ٨٥ إلى ٩٠٪، وحمى الولادة المبكرة والإجهاضات، ذلك في حالة التشخيص الصحيح، والدوافع التي تترتب عليها القيام بهذه العملية. في بعض الأحيان تكون الشروط غير متوفرة أو غير كافية مثل وجود إلتهابات في الأجهزة التناسلية، أو خروج للأغشية المخاطية المحيطة بالجنين، خروج السائل الأمينوسي (إنفتاحه المبكر). إذا أجريت العملية دون توافر الشروط تقل نسبة نجاح العملية، أما في حالة توفر الشروط المناسبة تزيد فرصة نجاح العملية وتصل النسبة من ٨٥ إلى ٩٠٪.
ما نتائج عملية ربط عنق الرحم ؟
يقول “د. ابو غوش” هذه العملية قديمة قدم نشأة الطب، بسبب تكرار الإجهاضات قديماً، فالإجهاضات في الفترة الأولى من الحمل لا تحتاج إلى ربط عنق الرحم، الإجهاضات أو الولادة المبكرة التي تحدث، هي التي دفعت إلى فكرة عمل دعم لعنق الرحم، لأن عنق الرحم به توسع تلقائي، نتيجة قصر عنق الرحم، يمكن أن يكون هذا القصر خلقي أو ناشئاً عن تعرض لتروما من ولادات سابقة، أو تعرض لعمليات جراحية لعنق الرحم، يؤدي ذلك إلى إجراء هذه العملية. يكون إجراء هذه العملية في يوم واحد، ويمكن أن تبقى في المستشفى لمدة ٣ ساعات وبعض المرضى تظل في المستشفى لليوم الثاني وهي عملية بسيطة تقوم على التخدير العام أو التخدير النصفي لتخفيف الأوجاع الناشئة أثناء العملية. عادة تزول الآلام بعد ساعتين أو ثلاثة من إجراء العملية، وتكون الآلام عبارة عن شد بسيط أو تقلصات داخل الرحم في فترة ما بعد العملية، يمكن أن تستمر لمدة ٢٤ ساعة، ويمكن تفاديها بإعطاء المريضة الأدوية اللازمة لتخفيف التقلصات الرحمية وقلة الشعور بالآلام. يجب مراجعة الطبيب قبل إجراء هذه العملية لأن بعض المرضى تعاني من الإلتهابات المهبلية، لذلك يجب علاجها أولاً قبل إجراء العملية، وكذلك يجب عدم ممارسة الجماع في هذه الفترة وكذلك بعد العملية بأسبوعين، ويجب أيضاً متابعة حالة الجنين في الأسبوع الأول من الحمل. نزول السائل الأمنوسي يعبر عن فشل العملية، لذلك يجب على الحامل مراقبة نزول الإفرازات فإذا زادت على شكل سائل وكثير قد يكونن تعرضن لإنفتاح الأغشية المخاطية للجنين.
هل تتسبب هذه العملية في حدوث الولادة القيصرية ؟
وتابع “د. ابو غوش” ليس شرطاً خضوع المرأة لعملية ربط عنق الرحم إلى حدوث الولادة القيصرية، فإذا كانت هناك دوافع لإجراء العملية القيصرية ستتم. لكن في الأساس ليس بحاجة إلى إجراء عملية قيصرية. مع بلوغ الحمل فترته النهائية (أكثر من ٣٧ أسبوعاً) في النصف الثاني من الشهر التاسع، نضطر إلى إزالة الغرزة من عنق الرحم، لإعطاء الفرصة للولادة الطبيعية، بعض السيدات نضطر لإجراء قيصرية لهم، وأثناء العملية القيصرية تزال الغرزة. هناك بديل لهذه العملية وهو استخدام هرمون البروجسترون بأشكاله المختلفة وهي (حقن، تحاميل، حبوب)، حيث يساعد في الاستقرار، ويفضل استخدام إبر البروجسترون بديل لعملية ربط عنق الرحم.