ما هو مرض مويا مويا
بدأ الدكتور نضال الخصاونة “استشاري جراحة المخ والأعصاب للأطفال” حديثه بتعريف مرض مويا مويا وقال أنه أحد الأمراض التي تصيب جميع الأعمار، وهو عبارة عن نوع من التضيق أو شبه تلف داخل الشرايين، وهو يصيب الشرايين التي تكون داخل الجمجمة وبالذات في المنطقة الأمامية والوسطى من الدماغ، وهذا يؤدي لمجموعة من الأعراض، ففي سن الأطفال عادة تأتي على شكل جلطات دماغية حيث يشعر الطفل بصداع شديد ويتبعه نوع من الضعف في بعض أماكن الجسم كأطراف الجسم، ولكن مع تقدم العمر يمكن أن تكون أحد أعراضه نزيف الدماغ. وأضاف “د. نضال” أن السبب الرئيسي لتشكل المرض غير معروف ولكنه يكثر في مناطق شرق أسيا، وهم من وصفوه بهذا الاسم (مويا مويا) وتعني نفخة الدخان، بحيث عند عمل قسطرة تظهر الشرايين المصابة كأنها دخان ملون.
علاج مرض مويا مويا
وعن علاج هذا المرض قال “د. الخصاونة” أن الأدوية لا تعمل على حل المشكلة في كل الحالات، فلابد من إعادة تزويد الجمجمة بشرايين سليمة، ومن فضل الله سبحانه وتعالى أنه غالباً تكون الشرايين خارج الدماغ سليمة فيكون الهدف الرئيسي هو التوصيل بين الشرايين الموجودة داخل الدماغ وخارجه، وهذا يكون بالوصل المباشر أي يتم وصل الريان الخارجي بالداخلي وعادة نحن نستخدم الشريان الصدغي وهذا في السن الكبير لا مشكلة منه لكن عند الأطفال يتم زراعة الشريان على سطح الدماغ، والجزء الأصعب في مثل هذه العملية أننا بحاجة لإخراج الشريان سليم حيث لا يتأذى، و يتم حصاده من فروة الرأس ومن الأنسجة وتحريره كلياً لمسافة حوالي 10 سم حتى نستطيع زراعته على الدماغ مباشرة، ونعمل إعادة تروية للدماغ من جديد.
وفي هذه العملية لهذا الطفل تم تشخيص الطفل إكلينيكياً، وتشخيصه بالأشعة، ومن ثم أخذنا قرار التدخل الجراحي بناءً على رأي ثلاث فرق من أطباء الأطفال، وفي حالة هذا الطفل جاء يشتكي من حالة ضعف في الجهة اليمنى من الجسم، ومن ثم تم تشخيصه اكلينيكياً بأن هناك مشكلة في الشرايين، وتم عمل القسطرة، وبعد ذلك تمت مناقشة الحالة بين الثلاث فرق وتم اجراء التدخل الجراحي ، و كانت صعوبة العملية لهذا الطفل أن انفصال الشريان إلى شريانين جاء مبكراً، وبالتالي لم يعطينا مساحة كافية لتحريره.
وأضاف ” الدكتور نضال الخصاونة ” أنه بعد إجراء هذه العملية لا يمكن شفاء المشاكل التي حدثت بسبب المرض قبل العملية، ولكن مع المعالجة الفيزيائية يمكن تحسن الحالة، وكذلك إعادة تروية الجمجمة لا تتم في اللحظة التي يزرع فيها الشريان إنما تأخذ وقتاً من 6 شهور لسنة حتى تنمو الشرايين الجديدة التي تغذي الدماغ وترويه.
وأنهى ” د. نضال” حديثه بأن هذه العملية من هذا النوع تُعد أول تجربة لنا في التدخل الجراحي لهذه الحالة، فهي ليست بالوفرة الموجودة في دول أخرى فالأعداد الموجودة لهذه الحالات في الأردن ليست كثيرة، ولا يوجد سبب أساسي للإصابة بهذا المرض إلا أن يكون وراثياً، أو أن يكون له علاقة بالمنطقة الجغرافية التي يولد ويعيش فيها المريض.