إنقاص الوزن وخسارة الدهون والوصول إلى الرقم المثالي على جهاز الميزان، هي أهداف وطموحات الملايين من الناس حول العالم، حيث يعلمون ما تُكنّهُ لهم الأوزان الثقيلة من أمراض ومن تقييد للحركة. السعي وراء تلك الطموحات المشروعة يأتي بعدّة طُرق، منها الحميات الغذائية ومنها العمليات التي تعمل على إنقاص الوزن مثل تدبيس المعدة وبالون المعدة، ثم تكميش المعدة، وحديثنا الآن عن هذا الأخير.
ما هي الأسباب التي قد تدفعنا إلى عملية تكميش المعدة؟
يقول استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتور “محمد رشيد”: أن زيادة الوزن تعتبر أزمة حقيقية لما تسببه من مشاكل بضغط الدم والتنفس والقلب والمفاصل، كما أنها سبباً أساسياً للإصابة بمرض السكري، لذلك فلابد من الحفاظ على وزن الجسم المثالي؛ حيث أن كتلة الجسم تتراوح بين ٢٢-٢٤، وتبعاً للطول والوزن يمكن حساب وزن الجسم المثالي والحفاظ عليه كذلك.
ولابد من معرفة إذا ما كان وزن الشخص يعتبر زائداً أم لا قبل القيام بأي عملية جراحية لتخفيض الوزن، وذلك بمعرفة كتلة الجسم “Body mass index”، والتي إذا ما كانت بين ٢٤-٣٤ فذلك مؤشر واضح على أن هذا الشخص لا يحتاج إلى القيام بأي عملية جراحية؛ وذلك لأن العمليات الجراحية التي تتم لتخفيض الوزن مثل تحويل المسار أو قص المعدة تعمل على تخفيض الوزن بشكل هائل، فمثلاً إذا كان الشخص وزنه ٩٠ كجم، فإنه يفقد تقريباً ٣٠-٤٠ كجم والذي قد يؤدي إلى الوفاة، ولكن يمكن أن يقوم بعمل تصغير لحجم المعدة باستخدام المنظار أو باستخدام بالون المعدة.
كما يؤكد الدكتور، على أن الطبيب لا يكون المسؤول الوحيد عن إنقاص الوزن، فإذا كان الطبيب مسؤولاً عن ٨٠٪، فإن الشخص نفسه مسؤول عن ٢٠٪ من عملية إنقاص الوزن؛ فإذا استمر الشخص في تناول كميات كبيرة من الطعام فقد يؤدي ذلك إلى فك الخيط ورجوع المعدة إلى حجمها مرة أخرى.
ويؤكد “د. محمد” أن الطرق التي يتبعها لإنقاص الوزن مثل تصغير المعدة لا تتم إلا للأشخاص الذين كتلتهم أجسامهم تتراوح بين ٢٦-٣٥، ولكن إذا كانت كتلة الجسم “BMI” أكبر من ذلك فغالباً ما يحتاج إلى تدخل جراحي لإنقاص الوزن.
ماذا عن تقنية تكميش المعدة باستخدام المنظار؟
ويُردف “رشيد” أن فكرة تكميش المعدة باستخدام المنظار تتم بدون تدخل جراحي إطلاقاً، ولكن عن طريق إدخال المنظار عن طريق الفم “Orally”، ومن ثم يقوم بعمل خياطة لأجزاء بالمعدة باستخدام خيط طبي معين وإبرة حتى تصل إلى الحجم المطلوب، وتتم هذه العملية خلال ساعة أو ساعة ونصف بالكثير.
كما أن هناك استخدامات أخرى للمنظار؛ فقد يساهم في حالات وجود ثقب في المريء، أو في المعدة، أو حتى في حالة وجود ثقب بالقولون. لذلك فإن المنظار يقوم بعمل خياطة لأي جزء من الجهاز الهضمي قد ثُقِب أثناء أي عملية جراحية كإزالة جزء لحمي مثلاً.
ذلك بالإضافة إلى استخدام تلك التقنية في الحالات التي قد تكون فتحة تحويل المسار التي قام بها لإنقاص الوزن كبيرة نوعاً ما مما يجعل الشخص يأكل ولا يشعر بالشبع وبالتالي يُزيد من كمية الطعام التي يتناولها وبالتالي يبدأ في الزيادة في الوزن، ففي مثل هذه الحالة يمكن استخدام تقنية المنظار لتصغير تلك الفتحة إلى الحجم اللازم بدلاً من القيام بعملية جراحية أخرى قد تؤدي إلى مضاعفات طبية كحدوث التصاقات مثلاً.