الهدف من الزواج عند التقاء قلبين هو زيادة النسل وإنجاب أبناء وتكوين الأسرة، لكن في بعض الأحيان يظهر ما يكدر على الزوجين معيشتهما عندما لا يتحقق هذا الحلم ولا يكونوا غير قادرين على الإنجاب، فتبدأ مسيرة البحث بين الأطباء لتحقيق حلم الإنجاب.
ومن أحد الطرق المستخدمة لتحقيق ذلك هي عمليات الحقن المجهري التي تنجح تارة وتفشل تارة، فما هي عمليات الحقن المجهري، وما سبب الفشل المتكرر لها، سنتعرف على ذلك من خلال المقال التالي.
عملية الحقن المجهري
عرف استشاري أمراض الذكورة وعقم الرجال “د. ياسين الفقي” عملية الحقن المجهري أنها عبارة عن سحب البويضات من الزوجة بعد تنشيطها لاستخراج أكبر عدد ممكن من البويضات، وأخذ الحيوانات المنوية من الزوج وحقن البويضات بالحيوان المنوي مباشرة مما ينتج عن هذا الحقن جنين يتم حقنه في رحم السيدة في محاولة لحدوث الحمل المرجو من عملية الحقن المجهري.
ويلجأ الزوجين للحمل المجهري عند وجود صعوبة في الحمل بطريقة طبيعية ويكون ذلك غالبًا بعد الزواج بسنة إذا كانت الزوجين يعيشون مع بعضهما البعض وتتم العلاقة الزوجية بينهما بشكل طبيعي، ونحن كأطباء نلجأ للحقن المجهري في حال وجود مشكلة لدى الزوج أو الزوجة تمنع الحمل بشكل طبيعي.
هل عمر الزوج أو الزوجة له علاقة بنجاح الحقن المجهري؟
كلما كان عمر الزوج والزوجة صغيرًا كلما زادت فرصة نجاح عملية الحقن المجهري، حيث يُفضل أن تتراوح أعمارهم بين الـ ٣٠ وَ ٣٥ عامًا، فبعد سن الـ ٣٥ تقل نسب نجاح هذه العملية عند الزوجة من ١٠ – ٢٠ ٪، ويرجع ذلك إلى أن خصوبة الزوج والزوجة تقل مع ازدياد العمر، فالسرعة في خطوات العلاج في هذه الحالات أمر ضروري جدًا.
التجهيزات المطلوبة لعملية الحقن المجهري
يجب دائمًا وضع الضوابط التي تعمل على نجاح عملية الحقن المجهري، وأغلب حالات الفشل في عمليات الحقن المجهري تكون بسبب عدم الاهتمام المهمة بالنسبة للزوج، فوجود الحيوانات المنوية داخل السائل المنوي ليس شرط لنجاح عملية الحقن المجهري.
فبعض الحيوانات المنوية تحتاج للعلاج لكي يتحقق النجاح في عملية الحقن، فمشاكل تأخر الإنجاب أصبحت موجودة لوجود مشاكل عند الزوج بنسبة ٦٠٪ نتيجة التطور العلمي الذي اكتشف حالات جديدة وأصبحت لها فحوصات مختصة مثل فحص تكاسل المادة الوراثية وهو عبارة عن فحص داخل رأس الحيوان المنوي للتأكد من وجود الحمض النووي داخله، لأن هذا الحمض النووي هو الذي يتحد داخل البويضة لتكوين الجنين، ووجود تكسر في هذا الجزء أو أي عيب سينتج عنه جنين ضعيف لا يمكن انتاج حمل منه.
وغالبًا ما تكون مشاكل الزوج سهلة العلاج بمجرد اكتشافها، ويفضل عمل الفحوصات في معامل الخصوبة لأن تحاليل معمل الخصوبة تقوم بتوضيح نسبة التشوهات بشكل سليم وتوضيح مكانها الصحيح في الحيوان المنوي حسبما ورد على لسان ” د. الفقي” في ذلك.
قد يُفيدك قراءة: هل الولادة الطبيعية أفضل أم القيصرية ؟ .. معلومات تهم كل حامل
علاج مشاكل الحيوان المنوي عند الزوج
علاج مشاكل الحيوان المنوي يكون سهل ويكون ناجح بنسبة كبيرة، ولكن من الأفضل التوجه لعلاج هذه المشاكل قبل التوجه لعمليات الحقن المجهري، فتحديد سبب المشكلة هو الخطة الأولى والأهم للعلاج، ومن أهم أسباب مشاكل السائل المنوي هي:
- دوالي الخصيتين.
- الخلل الهرموني.
- التدخين.
- الالتهابات المزمنة.
- القلق والتوتر الشديدين.
- الوجبات السريعة فهي قد تسبب خلل هرموني عند الرجل أو السيدة بشكل كبير.
- طبيعة وظيفة الرجل كالعمل في درجات حرارة عالية أو في نسب التلوث العالية كمصانع الحديد والصلب وما إلى ذلك.
ويجب التنويه هنا أنه من المفترض التوجه للمختص لعلاج المشكلة، فيجب على الزوجة العلاج عند أخصائي النسا والرجل يجب أن يفحصه أخصائي الذكورة، فالتعامل مع هرمونات الرجل مختلف تمامًا عن هرمونات السيدة، وتحديد المشكلة بشكل صحيح هو الخطوة الأولى لنجاح عملية الحقن المجهري، وبعض الحالات عند علاج المشاكل لا يحتاجون إلى الحقن المجهري.
متى يكون التدخل الجراحي في مثل هذه الحالات؟
أنهى “د. ياسين الفقي” حديثه أنه هناك بعض الحالات تستلزم التدخل الجراحي مثل حالات الدوالي المتقدمة التي تسبب ضعف في السائل المنوي، فالتأخر في الانجاب نتيجة ضعف السائل المنوي قد يكون بسبب وجود الدوالي التي يكتشفها الطبيب المختص بالفحص السريري ويتأكد بأن الدوالي هي المشكلة لعدم القدرة على الانجاب.