يواجه الجنين داخل رحم أمه أثناء فترة الحمل مشاكل صحية عديدة تستدعي التدخل الطبي والجراحي في بعض الأحيان، ومن هذه المشاكل فقر الدم والحاجة لحقن دواء داخل الرحم.
الحالات التي تستدعي التدخل الطبي للجنين داخل الرحم
قال “د. مؤيد يونس” رئيس قسم أمراض النساء في مؤسسة حمد الطبية. يمكن تحديد فقر الدم عند الجنين في رحم أمه عن طريق بعض الفحوصات التي يمكن إجراءها أثناء فترة الحمل حيث يمكننا الشك في تعرض الجنين لفقر الدم إذا كانت الأم تعاني من فقر دم مزمن بالإضافة إلى علامات معينة تظهر على الجنين عند إجراء ULTRA SOUND حيث يمكن ظهور ما يسمى بتورم أنسجة الجنين أو احتباسها بالسوائل الذي يعتبر أحد علامات فقر الدم عند الجنين ومن ثم يمكننا عمل عملية نقل دم للجنين من خلال وحدة متخصصة تحت مسمى وحدة الأم والجنين ويتم ذلك تحت توجيه ultra sound حيث يتم الوصول إلى الوعاء الدموي عند الجنين ويتم الدخول بإبرة لهذا الجنين ومن ثم يمكننا نقل الدم إليه.
وتابع الدكتور “مؤيد يونس” يمكن للجنين داخل رحم أمه التعرض لبعض المشاكل الخطيرة عن فقر الدم مما يضطرنا إلى التدخل جراحياً لهذا الجنين إما عن طريق المنظار أو عن طريق فتح البطن ويعتمد ذلك على نوع المشكلة.
على سبيل المثال، عند اختلاط الدم بين الجنينين في حالة التوأم يمكنهم التعرض للموت داخل رحم الأم مما يستدعي إجراء عملية عن طريق الليزر لهذه الأوعية التي توصل بين هذين الجنينين.
إلى جانب ذلك، يمكن للغشاء الأمنيوسي للجنين أن يكون بمثابة سكين ويقوم بقطع أحد الأطراف أو أحد الأعضاء أو الأصابع الخاصة بالجنين داخل رحم الأم مما يستدعي منا ضرورة التدخل عن طريق المنظار.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المخاطر الأخرى التي يتعرض لها الجنين داخل الرحم مثل فتق الكيس العصبي للجنين ويمكن التدخل عليه جراحياً حتى يمكن التخفيف من هذه المشاكل العصبية التي قد يتعرض لها الطفل عند كبره مثل الشلل لا قدر الله.
أما عن فتح البطن فيتم عن طريق التخدير وتحت إجراءات معينة بحيث يتم علاج المنطقة المصابة عند الطفل بأي مرض فقط دون أن تتأثر الأم وذلك مثلما نراه في فتق الحجاب الحاجز عند الجنين حيث أن هذه الحالة قد تؤثر على الكُلى ومن ثم يجب علينا التدخل جراحياً بحيث يمكننا عمل عملية ترقيع لهذا الفتق ويعود مستوى البطن لمكانه الطبيعي ونقوم كذلك بترميم الخلل الموجود في الحجاب الحاجز.
المشاكل التي تتعرض لها الأم داخل الرحم
في البداية يجب علينا الإشارة إلى أن الأم قد تتعرض إلى بعض المضاعفات حين نقوم بالدخول للحم لإجراء طبي معين حيث يمكن أن تتعرض للنزيف من المشيمة وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى خسارة الجنين.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأم أن تتعرض إلى ثقب في كيس السائل الأمنيوسي وبالتالي فإن ذلك قد يعرضنا للالتهابات والولادات المبكرة، كما يمكن للأم أن تتعرض لتسمم الدم نتيجة بكتيريا أو جرثومة معينة أخذتها من مكان ما بالإضافة إلى إمكانية تعرض الطفل إلى بعض المشاكل عند الولادة مثل فقدان السمع أو النظر نتيجة نزوله قبل وقته مما يستدعي منا ضرورة وضعه بالحاضنة التي قد لا تنقذ الجنين بنسبة 100%.
نسبة نجاح العمليات الجراحية داخل الرحم
يجب علينا العلم أن أغلب هذه الحالات والعمليات الجراحية التي تُجرى داخل الرحم لا تزال قيد التجربة ولا يوجد شيء بنسبة 100% ولكن مع تطور الأجهزة مثل ultra sound وجراحة المناظير الدقيقة أصبحت الأمور فيها في تحسن المستمر.
أما عن نسبة نجاح تلك العمليات فهي تعتمد في الأساس على الحالة حيث على سبيل المثال في التوأم تعتبر مرتفعة بدرجة كبيرة ولكن هناك حالات دقيقة مثل تشوهات القلب والكيس العصبية في نهاية العصص التي لا وجود لضمانات لنسبة نجاح مرتفعة لها.