ما هو ترميم ما بعد الولادة (التيميتاك)؟
وعن ترميم ما بعد الولادة (التيميتاك) قالت “د. سوزان البخيت” أخصائي جراحة التجميل والترميم والحروق. تعتبر الأمومة أكبر نعمة من الله عز وجل للنساء، لكن مع الأمومة تمر الأنثى بمراحل عدة هي الحمل والولادة والرضاعة. يُصاحب هذه المراحل الكثير من التغيرات الهرمونية والتغيرات في وزن الجسم بزيادته أو فقدانه، ومع تكرار الحمل والولادة تبدأ بعض التغيرات الجسدية للمرأة في التفاقم والإزدياد بالشكل الذي يصعُب معه العودة إلى شكل الجسم الأصلي قبل عمليات الحمل والولادة والرضاعة.
أول وأهم هذه التغيرات الجسدية هي تباعد عضلات جدار البطن (الفتق)، وهنا يأتي دور عمليات تجميل وترميم ما بعد الولادة المنوط بها إصلاح الفتق، وفي نفس الوقت يتم أثناء هذه العمليات الجراحية شد البطن، وقد يُصاحب شد البطن شفط للدهون الزائدة بالجسم، وقد تكون عملية الشفط عملية مستقلة لإزالة تراكمات الدهون العنيدة التي لا تنفع معها الحميات أو التمارين الرياضية.
التغير الجسدي الثاني قد يكون بالثدي، وتأتي معه عمليات تجميل الثدي سواء بالتكبير أو التصغير أو الرفع أو الشد حسب حالة المرأة.
متى يتم البدء في ترميم الجسد بعد الولادة؟
تابعت “د. البخيت” وصل إلى علمنا أنه في بعض الحالات يقوم طبيب التجميل بالدخول مع طبيب الولادة حتى يبدأ عمله فور إنتهاء طبيب الولادة، ونحن ضد هذا التصرف جملة وتفصيلًا، لأنه وللأسف تلجأ بعض النساء إلى هذا الإجراء كنوع من تقليد الموضة، وكنوع من الخروج من غرفة الولادة بجسم جميل وجذاب، إلا أن هذه الطريقة غير مثبتة علميًا وطبيًا.
كذلك فإن الفترة التي تلي الولادة مباشرة غير كافية لعودة جسم المرأة إلى طبيعته، فالرحم مثلًا لم يأخذ وقته لكي يرجع إلى مكانه الأصلي، كذلك العضلات مازالت متباعدة، والهرمونات مازالت مرتفعة.
لذا فهذا الإجراء غير مفيد وغير صحي، وأقصى ما يتم عمله بعد الولادة مباشرة هو إزالة الجلد المترهل، لكن لا يتم ترميم ما بعد الولادة ولا العضلات. لذا وجب الإنتظار، فضلًا عن إذا كانت الولادة الأولى فقد يعود جسم المرأة إلى طبيعته كليًا بدون الحاجة لجراحات ترميم ما بعد الولادة.
والأصح طبيًا أن تنتظر المرأة لمدة عام كامل بعد الولادة قبل البدء في عمليات ترميم ما بعد الولادة.
ويفضل أن تتم عملية شد البطن (التيميتاك) بعد ثلاثة أو أربعة سنوات من الإنجاب وفي حال القرار بالتوقف عن الإنجاب والإكتفاء بعدد الأطفال الموجود. وليس معنى هذا أن العملية تؤثر على الحمل، بل على العكس، لكن الفكرة هي إستمرار النتائج الإيجابية للعملية وعدم خسارتها عند تكرار الحمل وبالتالي ضرورة إعادة إجرائها مرة أخرى.
ما الفرق بين شد البطن وترميم جدار البطن؟
أوضحت “د. البخيت” تتلخص فكرة ترميم ما بعد الولادة في أن عضلات البطن الطولية تكون مشدودة وفي منتصف البطن، وعند الحمل ولإستيعاب وزن الجنين تبدأ عضلات البطن في التباعد ويصبح بينها فتق واسع، وبعد الحمل الأول قد يختفي هذا الفتق وتعود العضلات إلى وضعها الطبيعي بالرياضة والحميات، لكن مع الحمل المتكرر تتباعد هذه العضلات أكثر ويصبح من الصعوبة عودتها إلى مكانها الطبيعي تلقائيًا أو بالرياضة فقط. وأطباء التجميل هم الوحيدون القادرون على ترميم هذا الفتق من خلال عملية ترميم ما بعد الولادة التي يتم فيها تقريب العضلات الطولية من بعضها، وفي خلال ستة أسابيع يحدث تليف للعضلة وبالتالي ثباتها في مكانها الطبيعي.