المراهقة هي مرحلة تحقيق الذات، والجسد يكون محط انتباه الأقران، من هنا يبدأ البحث عن الجمال ولو بالعمليات الجراحية، فالتجميل بالنسبة للمراهقين هل هو حاجه أم فراغ عاطفي؟! وما الذي يجعل المراهق يصل إلى هذه المرحلة دون أن يعترض الأهل طريقهم ويُرجعونهم إلى الطريق الصحيح‼ وهل من الممكن أن البحث خلف لقمة العيش تجعلنا في عالم آخر بعيد عن الأبناء؟ كل هذا سيوضح في هذا المقال.
العلاقة بين فترة المراهقة وهذا النوع من العمليات
ذكر المستشار الأسري والتربوي – د. خليل الزيود، فترة المراهقة هي الفترة الذات، وحب الظهور والتمركز حول من أكون؟ وهذا التمركز يتمثل في الجسد، لأنه هو محطّ التغيرات التي تحدث في الجسد في هذه الفترة، فيصبح الجسد محط اهتمام المراهق.
وهنا يبدأ في البحث عن رغبته في خطف عيون الآخرين، سواء من الأقران أو الأخوات أو الأقارب أو غيرهم، فالبحث خلف حُب الجسد والذات هي البوابة للعبور نحو عمليات التجميل.
كيف يتقبل الآباء خضوع أبنائهم لعمليات التجميل
نظرا لانشغال الأهل وترك أولادهم للمدارس والإعلام ووسائل التوصل الاجتماعي، ووجود ثقافات خاطئة في المجتمع تدعى بـ (ثقافة التسمين)، فكان الأب هنا دوره بيولوجي فقط وليس تربوي، وهو الذي سعى لذلك دون وعي منه، وغير ذلك تساهله وموافقته على مثل هذه العمليات دون إبداء أي اعتراض من جانبه.
وأيضًا عدم معرفته بأي تفاصيل عن شخصية ابنه/ابنته مثل (ماذا يحب، ماذا يكره، ماذا يستهويه)، فهم بذلك من ساقوا بالأبناء لذلك من خلال تخليهم عن دورهم الذي خُلقوا من أجله.
كيف نفرق بين العمليات المهمة والعمليات المؤذية لأبنائنا؟
- الطبيب هو من يقرر هل الحالة تستدعي عملية تجميليه أم لا.
- سؤال للمراهق وللأهالي؛ لماذا تريدون إجراء هذه العملية؟
وبسُؤال د. خليل، كيف نستطيع تنمية الوعي بعدم اللجوء إلى أي عملية جراحية تجميلية، وكيف يمكن ضبط النفس في مثل هذا الأمر؟
- يجب أن يعي الأهل أنهم يسيرون في الطريق الخطأ أثناء تربية أبنائهم.
- تجنب مقارنة الآباء أبنائهم بأقاربهم أو بأي شخص.
- عدم السماح للآخرين بأن يتنمروا على الأبناء
- ملأ كل الفراغات العاطفية داخل الأبناء والتقرب منهم وملامستهم بين الحين والآخر، لكي يشعروا بالاطمئنان والحب من الآباء، والدخول في نقاشات مع الأبناء مهما بلغت تلك النقاشات، فلا يوجد أهم من تربية الأبناء تربية سوية صحيحة.
واقرأ أيضًا هنا
- نصائح للتعامل مع المراهق بشكل صحيح
- سلوك التقمص عند المراهقين ومتى يصبح خطراً
- كيفية التعامل مع سن المراهقة للشباب
ويجب أن يبحث الآباء عن مفاتيح أبنائهم، أي من الأشخاص المقربين إلى الأبناء هل هو صديق أو أحد الأقارب أو شيخ، وعند إيجاده يجب التحدث معه وطلب منه أن يكون حلقة وصل بينه وبين الأبناء، ثم الاعتذار للأبناء بكل صراحة عن التقصير في حقهم في وقت سابق، والعزم على إصلاح كل شيء حدث، والذهاب لأحد الأخصائيين النفسيين أو التربويين للمساعدة على السير في الطريق الصحيح.