يعتبر ضعف السمع أحد الاضطرابات التي تصيب الجنسين، وتختلف أسباب الإصابة من شخص لآخر، كما تختلف حدة ضعف السمع من شخص إلى آخر.
العلاقة بين الكلام والسمع
يقول “جمال قسومة” استشاري جراحة الأنف، والأذن، والحنجرة، وزراعة القوقعة. إذا تطور الكلام بشكل جيد، يجب أن يكون السمع جيد، وهنا نعلم أن السمع والكلام يرتبط كل منهما الآخر بشكل مباشر.
لذلك من أهم أسباب تأخر النطق، هو نقص السمع، ويجب علينا التحري المبكر لإصابة نقص السمع، لتجنب الإصابة يتأخر النطق، وهنا ينقص تواصل الطفل مع المجتمع.
أسباب، ودرجات ضعف السمع
أسباب ضعف السمع هناك أسباب وراثية، وأسباب مكتسبة، الأسباب الوراثية لها علاقة بالجينات، ولقد أجرى الدكتور دراسة في سوريا على ٢٢٥ مريض الذي عمل لهم زرع قوقعة، فإن الثلث بالضبط كانت منهم الإصابة وراثية، تعني أن أكثر من شخص بالعائلة مصاب بهذا المرض، والثلث الآخر أقارب (أولاد العم، أو أولاد الخال) وهنا أيضا إصابة وراثية أصبح الثلثين إلى الآن وراثية، أم الثلث الأخير لا يوجد به أي قرابة.
وأن احتمالية ضعف السمع الأكبر، والأكثر حدوثا بسبب الوارثة، وزواج الأقارب.
وكان لدى الدكتور مريض (الزوج والزوجة) أَصِحَّاء، لكن الزوج لديه أختين مريضة بالصمم، والزوجة لديها أخين مريض بالصمم، أنتج عن هذا حدوث ٣ أطفال صُم، ولكن الوالدين لا يوجد بهم شيء، لكن تصادفت الجينات مع بعضها البعض.
ويوجد نسبة واحد إلى اثنين بالألف من الولادات الجديدة تأتي بصمم غير معروف السبب إلى الآن، وهنا نعرف أن الثلث الأخير من ضعف السمع لا يعرفه الأطباء إلى الآن.
ويتابع “د. جمال” والأسباب المكتسبة في ضعف السمع هو التهاب السحايا، ويؤدي هذا إلى صمم، والحل هنا زرع قوقعة في أقرب وقت للمريض؛ لأن إذا تأخر المريض في عمل العملية يحدث ضمور بالقوقعة، وهنا لا يمكن عمل العملية للمريض.
أو إصابة الأم بالحصبة الألمانية خلال الثلث الأول من الحمل، ويمكن أن يؤدي إلى إصابة الطفل، أو استعمال أدوية سامة للحمل، أو إذا أصاب الطفل بتشوهات بالرأس، والجمجمة مثل: ضمور في شكل الأذن؛ ويؤدي هذا إلى نقص السمع لديه.
هناك أربع درجات لضعف السمع:
• خفيف.
• متوسط.
• شديد.
• عميق.
فالخفيف تعرفه عن طريق الكلام المهموس لا يمكن للطفل أن يسمعه، لكن يسمع الكلام الذي يحكى بطريقة عادية، وشدته الفيزيائية (٣٠ ديسيبل)، لذلك يرفع صوت التليفزيون الطفل لكي يسمع، وهكذا، ومن أهم أسبابها هي السائل الذي في الأذن أو ما يسميها العوام (أكياس الماء) ضعيفة لدى الطفل.
• المتوسط: أن الكلام المحكي لا يمكن سمعه بشكل جيد لدى المريض.
• الشديد: أن تعلي صوتك بطريقة كبيرة، والمريض لا يعرف أن يسمعك، أو يفهمك.
• العميق: يصل إلى لو صوت طائرة لا يستطيع أن يسمعها.
أما علاج هذا الأشياء حسب الدرجة (خفيف- متوسط- متوسط إلى شديد) الحل بالمعينة السمعية.
أم الشديد إلى العميق: العلاج هو زراعة القوقعة.
آليات الكشف المبكر، ومدى تطورها، والعمر المناسب لبدء عملية الكشف المبكر
هناك نوعين من (المسح السمعي، والمسح الشامل وتكون لجميع الولادات).
المسح السمعي: يكون عن طريق اختيار البث القوقعي، يبين إن كان في نقص في السمع أم لا.
وإن كان في نقص للسمع، يتحول الطفل الرضيع إلى قسم السماعيات الأنف، والأذن، والحنجرة لكي نتعرف ما مدى نقص السمع لديه.
أما المسح الشامل يكون مسح شمعي للأطفال عالي الخطورة، والمسح السمعي يكون لأسباب الآتية: إذا ولد الطفل ويكون أقل من ١٥٠٠ جرام، أو وُلِدَ ولادة مبكرة، أو نقص في الأكسجين لديه، أو إذا صار لديه صفرة في جسده، وارتفع أكثر من ٢٠ ملي جرام، يجب المسح السمعي له، أو إذا استعمل أدوية سامة للحمل، أو كان لديه تشوه للجمجمة، هذه الأمور عالية الخطورة، ويجب إجراء مسح سمعي في الوقت الباكر للطفل، ووضع الحل، والعلاج المناسب.
الآثار الجانبية التي قد تحدث للمريض عند زراعة القوقعة له
يقول “د. جمال” أن الظروف المُثلى لإجراء العملية:
• عمر المريض، وأفضل شيء لعمر المريض وهو عنده سنة، من سنة لخمس سنوات؛ لأنها الفترة الذهبية لتعلم الطفل الكلام، واللغة.
• وفي عمر سنة تكون الفحوص السمعية، والشعاعية مكتملة، ولا يوجد تشوهات في القوقعة.
• يكون لدى الطبيب فريق تأهيل جيد، ومَحَلي له؛ لأنه يعكس مدى نجاح العملية.
هذه هي الأساسيات توجد في بلاد العالم العربي بشكل جيد.
ما أشد أنواع عمليات القوقعة خطورة
تابع “د. جمال” إذا كان لا يوجد تشوهات في أثناء الولادة، والقوقعة طبيعية، والقوقعة تشبه القوقعة التي في البحر (حلزونية) عبارة عن دورتين ونصف.
القوقعة العملية عبارة عن زرع جهاز داخلي، ويوجد جهازين في القوقعة خارجي، وداخلي.
الجهاز الداخلي يتم تدخيله ضمن القوقعة الطبيعية، وآلية الصمم هي أن الأذن الداخلية لا تعمل، والخلايا التي تهتز للصوت لا تهتز، وأن العملية بسيطة جدًا ، تستغرق العملية ساعة إلى ساعة ونصف إذا لم يوجد تشوهات في القوقعة.
ثم يخرج الطفل على بيته ثاني يوم وبعد ٣ أسابيع من إجراء العملية يصل إليه الجهاز الخارجي ليسمع ما يقال، ويكون قد أتم العملية بنجاح بفضل الله.
وعن الآثار الجانبية لما بعد العملية، التي يجب أن تلاحظها الأم على طفلها، ويجب عليها استشارة الطبيب لهذا الأمر قال “د. جمال” مضاعفات العملية اثنين: ١- التهاب الأذن. ٢- العملية تتم فوق العصب الوجهي يمر من خلال الأذن الوسطى، ثم الأذن الداخلية، ثم نضع جهاز مراقبة إذا تم التقريب من العصب يعطي لنا الجهاز إشارة بمقاربة العصب.
وهناك دراسة ألمانية تقول أن نسبة إصابة العصب تكون واحد واثني بالمائة، ولكن بفضل الله إلى الآن نسبة الإصابة في العالم العربي صفر بالمائة.
أما بالنسبة لالتهاب الأذن، صار مع الدكتور جمال حالة واحدة فقط أصاب لها الالتهاب ضمن ٢٧٠حالة أجرها، ويكون هذا نسبة عالمية قليلة جدا بالنسبة لالتهاب الأذن الناتج من عملية القوقعة.
التطور في عملية القوقعة
يتابع الدكتور جمال: العملية كاملة تُجرى تحت المجهر، هناك بحث قدم العملية عن طريق الإنسان الآلي لكن سوف تأخذ ساعات أكثر والطبيعي تتم في ساعة، لكن البحث هذا يكون زمن العملية ٤ ساعات فرفض هذا التطور لعملية القوقعة؛ ليكون النتيجة صفر من المضاعفات للعملية.
ويجب عندما تأتي تقنية جديدة أن تقارنها بما قبلها وترى ما النتيجة الأفضل للمريض، وإن كان القديم أفضل استمر عليه، وهكذا.
الخطورة التي يتعرض لها الطفل أثناء إتمام العملية له في مرحلة متأخرة
أوضح “د. جمال” أن الفترة الذهبية لتعلم الكلام، واللغة هي أول سنة في حياة الطفل، فيجب تركيب السماعة في عمر ٧ شهور؛ لأن الطفل في هذه المرحلة يلحن صوته ويبدأ نطق بعض الحروف مثل حرف (الغين) تسمى (المُكَاغاة) تلحين هذا عن طريق السمع، وهنا يجب وضع السماعة بعمر ٧ شهور، ويجب إجراء العملية بعمر السنة.
وإذا تأخرنا في العملية إلى عمر ٤ سنوات، يؤثر هذا أن يفقد الطفل ٣ سنوات من عمره للسمع الجيد، وتكون هذه الفترة أهم فترة له.
وهناك ما يسمى (تكيف الدماغ مع الوظائف الجديدة) وأن هذا الشيء يقل كلما تقدم العمر، فيجب على الوالدين التشخيص المبكر في عمر ٦ أشهر، من المسح السمعي، والكشف المبكر عليه، وتوضع السماعة بعمر ٧ شهور، وتكون ليلا ونهار، وتتركها فقط بعيد عن أذن الطفل في الحمام، أو النوم، وتكون العملية بعمر السنة؛ لأننا ننقل الطفل من عالم الصُم إلى عالم الأصحاء.
وهناك دراسة دكتور جمال تتبعها يقول: أن ٧٥٪ من الأطفال بعد ٣ سنوات ذهبوا إلى مدارس عادية، وليست مدارس الصم، والبكم.
وننوه إلى شيء يجب على الأهل المتابعة لطفلهم الذي عمل عملية زرع القوقعة، لأن هذه العملية بالأخص تبدأ الاهتمام الجيد بها بعد العملية، وليست مثل باقي العمليات تنتهي بانتهاء العملية. فيجب المتابعة المستمرة على العملية، والاطمئنان على الطفل بصورة مستمرة.