منذ لحظة ولادة الطفل تبدأ الأسئلة حول شكله، وحول درجة التشابه بينه وبين والديه؛ حيث شئنا أم أبينا فإن لشكل الطفل أهمية بالغة.
كيف ينعكس الشكل الخارجي للطفل على حياته؟
تصور الأهل عن شكل الطفل يكون التصور الأجمل عموماً على أي حال مهما كان شكل الطفل، ولكن المشكلة تبدأ حينما يبدأ الطفل في الاحتكاك بالمجتمعات الصغيرة سواء بالحضانة أو بالمدرسة؛ حيث يبدأ الطفل في ملاحظة الاختلافات بينه وبين الأطفال ومن ثم يبدأ في المقارنة، أما إذا لم يبدأ الطفل في المقارنة فلن يكون هناك مشاكل أبداً.
وننتقل إلى أبرز العيوب الخلقية التي تتطلب عمليات تجميلية وكذلك أبرز عمليات التجميل التي تتم للأطفال، فإن التشوه الخلفي الأولي والذي يعتبر الأكثر حدوثاً عند الأطفال هو تشوه الشفة الارنبية وفتحة سقف الحلق، ومن ثم تأتي الوحمات الصبغية في الوجه، وانسدال الجفن وبروز الأذنين.
وبالتالي فأكثر العمليات التجميلية التي يخضع لها الأطفال هي عملية الشفة الارنبية وفتحة سقف الحلق، والتي غالباً ما تكون مرتبطة بمشاكل وظيفية كبيرة ومشاكل تجميلية كذلك.
وحتى تتم عملية الرضاعة بشكل طبيعي، يتم ترميم الشفة الارنبية عند بلوغ المولود عمر الثلاثة أشهر تقريباً، وعمليات ترميم سقف الحلق تتم غالباً عند عمر تسعة أشهر.
متى يلجأ الطفل إلى عمليات التجميل؟
الجزء الطبي للموضوع هو الأهم؛ حيث أن دور الاستشارة النفسية يقتصر على جعل الطفل متقبلاً لشكله ولصورته حتى يبلغ الطفل العمر المناسب لإجراء العمليات الجراحية التجميلية.
وعن العمليات الجراحية غير الضرورية حيث يكون التشوه الخلقي غير مؤثراً في الحالة الوظيفية للعضو كحالة بروز الأذنين مثلاً، هذه العمليات تتم حتى لا يواجه الأطفال إحراجاً في المدرسة، لذلك يتم إجراء هذه العمليات قبل التحاق الطفل بالمدرسة بدءًا من عمر ست سنوات تقريباً لتجميل وترميم وتصحيح شكل الأذن، والتي أحياناً تكون ظاهرة من ناحية واحدة أو من ناحيتين بالوجه.
جدير بالذكر أن هناك مخاطر يجب الانتباه ها، فالمخاطر تتمثل في عدم انتقاء الحالة الصحيحة؛ حيث لابد وأن يكون الطفل له وزن مناسب، وكذلك لابد وأن تكون فحوصات الدم سليمة؛ حيث أن الطفل يكون وزنه ما بين ٤-٥ كيلو جرام وبالتالي فإن أي فقد في الدم يكون حساساً جداً، ذلك بالإضافة إلى أهمية وجود اخصائي تخدير خاص بالأطفال.
وللعلم، فإن أسباب فشل العمليات الجراحية التجميلية عديدة؛ فقد يكون السبب هو عدم انتقاء الحالة الصحية، أو عدم اختيار الوقت المناسب لإجراء هذه العملية، أو حتى عدم وجود اخصائي متخصص في هذا النوع من العمليات الجراحية التجميلية؛ حيث لابد من التوجه لاختصاص جراحة الوجه والفكين وكذلك اخصائي التجميل، ومن ثم يتم تحديد حالة الطفل ويتم اختيار التخصص المطلوب “Subspecialties”، حيث يتم إجراء تدريب خاص لإجراء هذه العمليات.
هل يجب أن يكون قرار إجراء عملية تجميلية بيد الطفل أم الأهل؟
المشكلة الحقيقية تكمن في التنمر، فإذا كان الطفل في عمر ٦-٧ سنوات، وعلى دراية بهذا التشوه الخلقي، فمن الأفضل أن يتخذ الطفل قرار إجراء عملية جراحية لتجميل هذا التشوه بنفسه بمساعدة المستشار النفسي؛ حيث لا يفضل بأي شكل من الأشكال أن يتخذ الأهل القرار بعد عمر معين مثلاً بدلاً منه.
ولكن دور الأهل يكون في مواجهة التنمر مع الطفل من خلال الابتعاد عنه؛ حيث يعتبر التنمر سبباً رئيسياً للانتحار عند المراهقين، كما لا يفضل للأهل أن يخبروا طفلهم بأن شكله لطيف مادام يرى أن شكله لا يعجبه أو مادام يشعر الطفل بأنه غير مقبول اجتماعياً، فلابد وأن يكون الكلام واقعياً بالنسبة للصورة التي يراها الطفل حول شكله وصورته.