هو: عمر بن عبد العزيز الأموي القرشي (61هـ – 101هـ)، ويُلقب بخامس الخلفاء الراشدين، وجده لأمه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
ولد عام 61هـ بالمدينة المنورة، استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى دمشق عاصمة الدولة الأموية، وزوجه ابنته فاطمة، وعينه أميرًا على إمارة صغيرة بالقرب من حلب تسمى دير سمعان، وظل واليا عليها حتى سنة 86هـ ، ولما ولي الوليد بن عبد الملك الخلافة جعل عمر بن عبد العزيز واليا على الحجاز كلها، فأنشأ مجلس الشورى من العلماء، وأعاد بناء المسجد النبوي في مدة ولايته.
وهكذا يتضح لنا أنه قبل أن يولى عمر بن عبد العزيز الخلافة تمرس بالإدارة واليا وحاكما، واقترب من صانعي القرار، ورأى عن كثب كيف تُدار الدولة، وطريقة اختيار الأعوان والمساعدين فلما تولى الخلافة كان لديه من عناصر الخبرة والتجربة ما أعانه على تحمل المسئولية ومباشرة مهام الدولة، وحرص على المال العام، وحافظ على الجهد والوقت ودقق في اختيار الولاة، وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله.
اشتهرت خلافة عمر بن عبد العزيز (رحمة الله) بأنها الفترة التي عم فيها العدل والرخاء أرجاء البلاد الإسلامية لدرجة أن الواحد من الناس كان يخرج الزكاة من أمواله فيبحث عن الفقراء فلا يجد من في حاجة إليها، وقد قرئ كتاب عمر بن عبد العزيز في مسجد الكوفة: “من كانت عليه أمانة لا يقدر على أدائها فأعطوه من مال الله، ومن تزوج امرأة لم يقدر أن يسوق إليها صداقها فأعطوه من مال الله، وكتب إلى ولاته: “كل من هلك وعليه دين ولم يكن دينه في خرقة، فاقض دينه من بيت مال المسلمين”. وعرف عنه شدة اتباعه للسنة النبوية المشرفة وكان شديد المحاسبة لنفسه ورعًا تقيا.
اهتم بالنواحي الاقتصادية كإصلاح كثير من الأراضي الزراعية، وإقراض المزارعين، وحفر الآبار، وشق الترع، وتوحيد المكاييل والموازين في جميع أنحاء الدولة الأموية، واهتم بالناحية العلمية، فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم وأمر بتدوين الحديث النبوي وجمعه، وفي عهده تحسنت أحوال المسلمين.
توفي الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز سنة 101هـ، ودفن في منطقة دير سمعان بالشام، وكانت خلافته فترة قصيرة جدا، فلم تستمر مدة خلافته سوى عامين وخمسة أشهر ويرى البعض أن عمر بن عبد العزيز (رحمة الله) هو المجدد الأول للأمة مصداقا لحديث رسول الله ﷺ : “إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا”.