علم الفراسة (Physiognomy) المقصود به الاستدلال على الشخصيات عن طريق مظهرهم الخارجي، وهو علم اشتهر به العرب قديمًا، فما هو هذا العلم وكيف للشخص أن يتعلم هذا العلم ويفهم الشخصيات من حوله، كل ذلك سنتعرف عليه في مقالنا الآتي.
تعريف علم الفراسة
الإنسان خُلق بصفات معينة كالجسد والتكوين الذي يعيش به باقي حياته كما قال “م. يزن حسين” في بداية حديثه، وهذا الجسد له حق علينا أن ندرسه ونعرف لماذا خُلقنا بهذه الهيئة، فخلق الله سبحانه وتعالى مزج بين عدة عناصر، ودراسة هذه العناصر تساعدنا إلى حد ما لمعرفة أنفسنا أكثر، فالشخص الرومانسي يختلف عن الشخص العاطفي والقيادي، فنحن نحتاج إلى التفرس بلغتنا.
فالفراسة قد تكون حسية من داخل الشخص، فبعض الأشخاص لديهم حس قوي، وقد تستخدم الأجهزة الأمنية والمخابرات علم الفراسة لمعرفة ما إذا كان الشخص لديه معلومة أو لا أو أنه متوتر أو قلق من شيء ما، وهناك فراسة أخرى لها علاقة بالتجريب والخطأ حيث يتم دراسة طبيعة شخصية الناس الطويلين أو قصيري القامة.
فهناك فراسة علمية منهجية وهناك فراسة حدثيه بالإحساس والحدث، ويوجد فراسة دلالية، فبعض العرب يقولون أن المرأة التي تتميز بالعيون الواسعة تكون حنونة وعطوفة، بينما التي تمتاز بعيون صغيرة او متوسطة تكون غيورة وهذه الصفات يمكن أن تصنف بأنها علم فراسة أُستخدم قديمًا بالتجربة والخطأ.
كيف يمكن معرفة الشخص الذي يتحلى بالفراسة؟
تم وضع قواعد لتدريب الناس على الفراسة منذ عام ٢٠٠٥، حيث نقوم بدراسة شكل الوجه ومقارنته بحجم العين وشكل الأنف وأيضًا نوعية جلد اليد إذا كان رطب أو جاف أم هو دافئ وهكذا، فمثلًا رقة ماء العين تدل على المشاعر، أما النظرة الحادة فتعني أن هذه الشخصية حدية وصارمة في أخذ القرارات وهذا يعني أنه هذا الشخص مع العلم سيكون مدير أو قيادي ناجح.
ويجب العلم أن هناك صفات أصيلة في الشخص منذ الخِلقة وهناك صفات أخرى تكون مكتسبة مع الخبرة والعمر، فالفراسة الحقيقية والحتمية بأصولها وجذورها هي فطرة من الله سبحانه وتعالى يخًلق الإنسان بها.
كيف يتم تنمية الفراسة لدى الشخص؟
بالممارسة ودراسة لغة الجسد والعلوم الاستدلالية وعلوم الإنسان وعلم النفس والاجتماع وكذلك الفقه والفلسفة وكثرة التعامل مع الناس والسفر واختراق المجتمعات كلها أمور تعمل على تنمية الفراسة لدى الإنسان.
بالإضافة إلى البرامج التدريبية التي تنمي هذا العلم، وتعلم هذا العلم يجعل المتعلم قادرًا على اكتشاف نفسه واكتشاف طاقات داخلهم لا يكونوا على علم بها.
ويُفيد هذا العلم كثيرًا في الكثير من المجالات العملية، فمثلا باكتساب هذا العلم يمكننا توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب، وتحديد طبيعة العمل المناسبة من طبيعة الشخص ونظرة عينيه وشكله.
تقرأ هنا كذلك عن علم الجينوم
متى تكون الأحكام على الأشخاص خاطئة؟
أنهى ” م. يزن حسين” حديثه أن الحكم خاطئ إذا كانت الأحكام على صفة الشخص أي الجزم بأن هذا الشخص كذاب أو لئيم أو ما شابه، فالإنسان لا يحركه فقط تكوينه الخَلقي فليس من الصحيح الحكم على المعتقدات الدينية أو المظلة الفكرية لكن يكون الحكم من خلال التربية والتنشئة الثقافية، فكل هذه المعاني تجتمع تحت علم الفراسة.
فالفراسة تعني معرفة سلوك الإنسان عن طريق المحيط الذي ينشأ فيه الشخص مع مكنونات الشخص الداخلية وطريقة تعامله مع مجتمعاته الخارجية، فالفراسة لا تعني إصدار أحكام على الشخص ولكن تعني التوقع بعقلانية الشخص مثلًا أكثر وهذا يجعل قدرة التخطيط لديه أعلى، ولكن شخص آخر عاطفي أكثر فيمكن وضعه بالميدان العملي، فهذا ليس إصدار أحكام ولكنه توجيه لخبراتنا وطاقتنا بشكل صحيح.