نوعية الغذاء الذي نتناوله على مدار حياتنا يصنع فارقًا كبيرًا في حالتنا الصحية العامة، ومن ثم فإن العادات الغذائية الصحية تعتبر دعامة وقاية هامة للإنسان من الأمراض ومن المضاعفات السلبية، ومن الجدير بالذكر أن نوعية وطبيعة تلك العادات ترجع إلى البدايات حيث مرحلة الطفولة، فالأم لها اليد الطولى في تأسيس تلك العادات، والنمط الغذائي المتبع في البيت هو ما يألفه الطفل ويعتاده، وبقدر الصعوبة البالغة في تصحيح تلك العادات في الكبر تكون سهولة غرسها في الصغر.
وهنا سوف نستعرض بعض النصائح العملية التي من شأنها أن تساهم في ترسيخ العادات الغذائية الصحية لدى الأطفال، بحيث نرتقي بانتقائهم لما يتناولون.
نصائح عملية لتعليم الأبناء العادات الغذائية الصحية
صححي أنت عاداتك الغذائية: الطفل يألف ما تعود عليه ويشق عليه تغييره أو تقبل غيره، والأمثلة على ذلك كثيرة جدًا فالطفل الذي اعتاد على تناول مشروبات منخفضة السكر، يعتاد على ذلك ويزعجه تناول شيء مبالغ في تحليته، والطفل الذي اعتاد على تناول أطعمة لا تحتوي على مواد حريفة مثل الفلفل الأحمر أو الأسود يرفض الطعام الحار، وهكذا، وهذا يعني أنك تستطيعين التحكم في ذوق أبنائك وعاداتهم الغذائية من خلال تقديم الأطعمة الصحية المفيدة والبعد عن الأطعمة الضارة أو المحفوظة أو غيره.
اجعلي الأطعمة والمشروبات الصحية هي الخيار الوحيد المطروح: حين تذهبين للتسوق ضعي في اعتبارك ان تجلبي كل ما هو صحي، مثل الفواكه الطازجة والألبان والبيض والعسل بأنواعه وغيره من المنتجات الصحية، بحيث لا يجد أطفالك خيارات أخرى، وتخلي تمامًا عن الأطعمة المحفوظة أو المشروبات الغازية أو الحلوى.
نمي وعي ابنائك بمفهوم العادات الغذائية الصحية: بعد مرحلة التعود على أطعمة معينة من المفترض أنها صحية ومفيدة، يبقى دورك في توعية الأبناء بقيمة تلك الأطعمة وأهمية تناول الغذاء الصحي، وتعريف الأبناء بالأثار المترتبة على تناول غذاء صحي والأثار الوخيمة المترتبة على تناول غذاء غير صحي، ويمكن أن تستشهدي بقصص وحكايات ومواقف تعزز معلوماتك.
الغذاء وسيلة وليست غاية: من الرائع أن ينشأ الأبناء على مفهوم أن الغذاء وسيلة لتحقيق القوة وسلامة البدن، فينبغي أن يربط الأطفال بين تناول الطعام والوصول إلى الجسم المثالي السليم الذي يحلمون به، فمثلا يجب أن تعرفي أبنائك على العناصر الغذائية الضرورية لبناء العضلات، والأغذية الضرورية لجمال الشعر والبشرة وغيره، فهذا ينمي وعيهم بما يأكلون ويشربون، وينمي ثقافتهم الغذائية.
استغلال اللعب في توصيل ما تودين توصيله من معلومات غذائية: استخدام اللعب في توصيل معلومة معينة للطفل يجعلها ترسخ في ذهنه، ولا تنسى وتكون أسرع استيعابًا، فمثلا يمكنك تقسيم أطفالك إلى فريق الطعام الصحي وفريق الطعام الغير الصحي، على أن يجتهد الفريق الأول في التعرف على أمثلة الأطعمة الصحية، ويقومون بذكر فوائدها، بينما يجمع الفريق الآخر الأطعمة غير الصحية ويذكرون أضرار كل منها وآثارها السلبية، فهذا يوثق المعلومة عند الأطفال.
الكلمات الإيجابية والأسماء المضحكة
حين تتحدثين عن الفواكه أو الخضروات المفيدة التي ترغبي إعطائها لطفلك كوني مرحة، وتكلمي عنها بإيجابية واذكري حكايات مسلية. وخاصة للأطفال في عمر مبكر.
شاركيهم في إعداد الطعام: من الممتع بالنسبة للأطفال أن تشاركيهم في إعداد الطعام وتستغلي الفرصة في تعريفهم بالعناصر الصحية الداخلة في الطعام، مثلا اخبريهم أن البيض من الأطعمة الصحية وأنه يقوي العظام ويجعلهم أقوياء وأصحاء.
نمي وعيك بالعادات الغذائية السليمة: من الرائع أن تنتبهي أنت لتنمية وعيك بالعادات الغذائية السليمة، واعلمي أن العادات الغذائية السليمة لا تعني فقط نوعية الأطعمة التي نتناولها بل توقيتها وطريقة طهيها أيضًا، وهناك مجموعة من الأساسيات في مسألة العادات السليمة مثل تناول كميات كبيرة كافية من الماء طوال اليوم، والإقلال من الأملاح والسكريات والدهون، كذلك عدم النوم مطلقا بعد الأكل مباشرة، فضلًا عن استبدال الأطعمة المجمدة والمحفوظة لفترة بالأطعمة الطازجة، واستبدال المنتجات الصناعية بالمنتجات الطبيعية مثل العصائر الطازجة فهي أفضل من العصائر الجاهزة بمراحل، ويبقى الأمر الأهم على الإطلاق هو تناول الأطعمة المعدة في البيت والتي تتميز بالنظافة والثقة، وعدم اللجوء إلى الوجبات السريعة إلا في أضيق الحدود.
معرفتك بتلك الأمور تساعدك على تعليم ابنائك، وتوعيتهم بما يجب وما لا يجب، فاجعلي من نفسك القدوة والمعلم!