كيف نفكر وقت الشدائد؟ عند وقوع حادث مروري مثلا؟ أو في حالات الإغماء؟ اندلاع حريق؟ استنجاد غريق؟ وغيرها من الأحداث التي قد نتعرض لها.. هل نقف صارخين، مذهولين، عاجزين؟!
مثار حديثي هنا هو عن سرعة البديهة التي يجب أن نتحلى بها للتصرف وإنقاذ الموقف، العالم إدوارد ديبونو عالج هذا الموضوع عندما وضع برنامج يدعى «الكورت» في عام 1970 أي قبل أكثر من 40 عاما وهو برنامج يعلم طرق التفكير وأساسياته، ومن مسلماته أن التفكير مهارة يمكن تنميتها وليس هبة توجد للبعض دون الآخر.
هذا البرنامج يتكون من ستة أجزاء في كل جزء عدة دروس، الأول يعلم توسعة مجال الفهم والإدراك، والثاني يساعد على تنظيم الأفكار والتخطيط، والثالث يطور أسلوب المناقشة والحوار، أما الرابع عن الإبداع الذي نعتقد أنه موهبة لا يملكها الكثير، لكن «الإبداع» في الكورت يتم تدريسه وتطويره وتنميته ليصبح من يتعلمه مبدعا ومنجزا.
ثم نأتي للجزء الخامس الذي يتطرق إلى العواطف ويعلم كيفية التعامل مع المشاعر والمواقف التي نتعرض لها، وأخيرا الجزء السادس وهو الشامل لكل الأجزاء السابقة لأنه جزء العمل والتطبيق.. أتساءل ماذا لو تم إدخال هذا البرنامج في مدارسنا؟ فهو مناسب للجميع ولن يقف اختلاف الصفوف معضلة أمام تطبيقه، ومن الفوائد أيضا أنه سيخرجنا من روتين الدراسة التي تعتمد على التلقين والتوجيه المباشر، فهو يجعل الطالب محور الاهتمام بالحصة بينما المعلم موجه ومرشد.
ولا يهدف برنامج الكورت للتحصيل العلمي والمذاكرة لأجل الاختبار بل يعتمد على التطبيق والعمل الجماعي في حل المشكلة وابتكار حلول لها.. لذلك قد يكون الطالب الأقل تحصيلا للدرجات من أكثر الطلاب تميزا في حصة الكورت. وقد يؤثر هذا التميز فيه فيصبح طالبا ناجحا في التحصيل العلمي أيضا، كذلك يعزز هذا البرنامج احترام الذات ويزيد الثقة بالنفس.
لقد تم تطبيقه في مدارس أكثر من 30 دولة حول العالم من بينها أمريكا وبريطانيا واستفاد منه أكثر من سبعة ملايين طالب. فلماذا لا نحظى بفرصة دخوله إلى مدارسنا للاستفادة والتعلم؟
بقلم: بشاير آل زايد