دائماً ما تعطي أجسامنا مؤشراً إذا كان هناك خلل في أيا من وظائف الجسم، أو أشياء أخرى، فيمكن للشخص أن يعاني من بعض الأعراض التي تدل على وجود مشاكل بالكلى، ولا يعرف أن هذه الأعراض هي السبب في حدوث أمراض الكلى.
وفي هذا المقال سنتعرف على أعراض مشاكل الكلى، وإذا شعر الشخص بأحد هذه الأعراض يجب عليه عمل الفحوصات اللازمة ومتابعة الطبيب، حتى لا تتفاقم مشاكل الكلى، كما نتعرف على التغذية الصحية للوقاية من أمراض الكلى.
وظيفة الكلى
تقول “د. رند الديسي” أخصائية التغذية: في بعض الحالات تظهر العديد من العلامات على الجسم، على أن الشخص يشعر بالتعب والإرهاق، ولكن لا يستطيع ربط هذه العلامات بوجود مشاكل في أعضاء الجسم.
تساعد الكلى على التخلص من السموم الموجودة بالجسم، وتتخلص من هذه السموم عن طريق فلترة الدم، فالكلى تقوم بالتخلص من السموم بالجسم، وإخراجها خارج الجسم عن طريق البول.
وهناك كثير من الحالات تعاني من مشاكل في وظائف الكلى، وتؤدي هذه المشاكل إلى عدم قدرة الشخص على فلترة السوائل بالطريقة الصحيحة، وكذلك لا يستطيف فلترة الدم بالطريقة الصحيحة أيضاً.
وبالتالي تخزن السموم بالجسم بدلاً من خروجها، وتسبب الكثير من المشاكل في الجسم.
علامات تدل على وجود مشاكل في الكلى
هناك عدة مؤشرات تدل على وجود مشاكل بالكلى ومنها:
- زيادة عدد مرات التبول في اليوم الواحد: حيث يوجد عدد معين لمرات التبول في اليوم الواحد، علماً بأن لا نغير نسب السوائل التي نستهلكها.
يمكن للشخص معرفة مقدار السوائل التي يحتاجها الجسم يومياً، عن طريق عملية حسابية بسيطة، وهي وزن الجسم في ٣٠، وتكون نتيجة هذه المعادلة كمية السوائل التي يحتاجها الجسم يومياً بالمليلترات، فمثلاً إذا كان وزن الشخص ٧٠ كيلو، نضرب ال٧٠ في ٣٠، فلكل كيلو جرام من وزن الشخص يحتاج إلى ٣٠ ملي جرام، فتكون النتيجة ٢١٠٠، أي ٢،١ لتر، وهذه العملية تسهل على الأشخاص معرفة كمية السوائل التي يحتاجونها مع أوزان أجسامهم.
وفي حال تناول النسب الطبيعية من السوائل يومياً، ودائماً ما تكون نسب السوائل متشابة، فالشخص الذي يحتاج إلى ٢ لتر يومياً، فهو يحتاج من ٨ إلى ١٠ أكواب، ويمكن لفترة معينة يقل فيها البول عند الشخص، فأصبحت كمية البول أقل وليس عدد المرات فقط، وكل ذلك مقروناً بإحتباس السوائل.
- احتباس السوائل: تؤدي احتباس السوائل إلى حدوث مشاكلى بالكلى فتصبح غير قادرة على التخلص من السموم عن طريق البول، ويؤدي ذلك إلى احتباس السوائل والسموم بالجسم، بل وتؤدي إلى تراكم السوائل في بعض المناطق وخاصة الأرجل والقدمين بسبب الجاذبية.
ويجب عدم الاستهانة بإحتباس السوائل، لأن هذا الإحتباس يكون مقروناً مع مشاكل أخرى، لذلك يجب علينا استشارة الطبيب وفحص الكلى وإنزيمات الكبد، ومعرفة سبب احتباس السوائل.
فالجسم الصحي والطبيعي لا يحبس السوائل نهائياً، فإذا كان استهلاك الشخص للماء صحيح، وكذلك الكلى تعمل بالطريقة الصحيحة، وعدم إحتواء الطعام على أملاح كثيرة ومبالغة، فلا يحبس الجسم السوائل.
ويمكن أن تنتفخ الأرجل والقدمين في حالة الطقس الحار، ولكنها حالة مؤقتة وغير مستمر، فإذا شعر الشخص بإنتفاخ القدمين خلال النهار، يزول هذا الإنتفاخ مع الراحة، وفي خلال ساعة أو ساعتين.
وبعض السيدات تعاني من مشكلة في ارتداء الخواتم في أصابعها، أي ترتدي الخاتم اليوم وغذا لا يدخل الخاتم في أصابعها، وهنا تكمن المشكلة، فيجب علينا الوعي، واستشارة الطبيب.
كما يمكن أن يستيقظ الشخص ويرى يديه منتفختين، وكل هذه الأمور طبيعية، تزول خلال ساعة أو ساعتين بالكثير، لذلك ننصح بإستهلاك كوب إلى كوبين من الماء في الصباح وعلى معدة فارغة، والإبتعاد عن الأملاح، وكل ذلك طبيعي، ولكن إذا استمر فتكون هناك مشكلة.
ويستمر احتباس السوائل لدرجة تعيق الحركة في بعض الحالات عند النساء والرجال، وتحدث مشكلة بالكاحل، ويضطر الشخص إلى تغيير مقاس الأخذية التي يرتديها، بسبب احتباس السوائل.
- ضيق التنفس: إذا شعر الشخص بضيق تنفس غير مبرر، وغير واضح السبب، فيمكن في هذه الحالة ربط ضيق التنفس بحدوث مشاكل بالكلى، لأن الكلى تعمل على إنتاج الإريثروبويتين Erythropoietin، الذي يعد أساسياً في إنتاج خلايا الدم الحمراء.
وفي بعض الحالات التي تعاني من مشاكل بالكلى، يحدث خلل في إنتاج الإريثروبويتين، وبالتالي لا ينتج كمية كافية من خلايا الدم الحمراء، وبالتالي لا ينقل الأكسجين بالطريقة الصحية، لذلك يشعر الشخص بضيق التنفس الدائم، وننصح في هذه الحالات بعمل فحوصات للكلى.
- التعب الدائم: فالتعب المستمر هو علامة من علامات وجود مشاكل بالكلى، حتى في حالة نوم الشخص لمدة ١٠ ساعات أو ٩ ساعات، وعندما يستيقظ يشعر بالتعب والإرهاق.
فهولاء الأشخاص يمكن أن يكون لديهم مشاكل بالكلى، والسبب الرئيسي يعود إلى تراكم السموم بالجسم، وهذه السموم تجعل الشخص يشعر بالتعب الدائم، فالتواصل بين المعدة والدماغ لا يتم بطريقة صحيحة، فيؤثر على الدماغ والتركيز، وحدوث زغللة في العين وعدم وضوح الرّؤية.
- الغثيان.
- الشعور بعدم الراحة في الجهاز الهضمي.
واقرأ هنا أيضًا أسباب مرض الهربس
التغذية الصحية للحفاظ على الكلى
تابعت “د.الديسي” من المؤسف أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الكلى أو مرضى الغسيل الكلوي، تكون الأغذية التي يتناولونها تكون محدودة جداً.
فنجد بعض الأشخاص يشعرون بهذه الأعراض ولا يتابعون مع طبيب، أو الأشخاص الذين لا يشربون كميات كافية من السوائل، بحجة أنهم لا يحبون شرب السوائل، فهؤلاء الأشخاص من يدفعون أنفسهم إلى الفشل الكلوي، والضرر بالكلى، فحماية الكلى من أبسط الأمور، ولكن في حالة حدوث ضرر بالكلى والوصول إلى مرحلة غسيل الكلى.
وبالتالي تصبح الأغذية محدودة جداً، ووجود صعوبة في تناول الغذاء والمشروبات، بل وكل شيء، لذلك ننصح دائما بالوقاية من كل هذه المشاكل بالكلى، من خلال الوقاية بالتغذية الصحيحة، وهنا يأتي دور التغذية العلاجية، ومن سبل الوقاية من مشاكل الكلى اتباع ما يلي:
- استهلاك السوائل بشكل كافي يومياً.
- الابتعاد عن الأغذية التي تسبب ترسبات بالكلى.
- التقليل من ناول القهوة: بحد أقصى تكون من فنجانين إلى ٣ فناجين، وكل فنجان لابد أن يكون مقروناً مع كوب من الماء، وخاصة القهوة التركية، لأنها تحتوي على الكثير من الترسبات التي تؤذي الكلى.
- الابتعاد عن الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من الأوكساليت: وخاصة إذا شعر الشخص بأي أوجاع في الكلى، ومن هذه الأغذية السبانخ، والخضروات الورقية الداكنة، حيث يصعب على الكلى هضمهم، وإذا هضمتهم تنج هذه الأوكساليت، فتؤدي إلى حصى الكلى.
- التركيز على الفيتامينات والمعادن: لأن الكلى تحتاج هذه الفيتامينات على شكل يومي ومتجدد، وخاصة فيتامين C الذي يعزز من إنتاج الإريثروبويتين.
- الإبتعاد عن تناول الأملاح، والمعلبات: فكل هذه الأغذية ترهق الكلى، وتتطلب عملها بشكل دئم.
تناول الأغذية التي تساعد على تنظيف الجسم ومنها:
١. الزنجبيل: لأنه يساعد على تنقية الجسم والتخلص من السموم.
ويفضل غلي الزنجبيل وليس نقعه، حتى يتم تفعيل الزيوت الموجودة به، فيجب غلي مقدار ملعقة شاي لمدة ٣ دقائق، ويمكن إضافة عصير الليمون، أو ملعقة عسل، كما أن الزنجبيل يخفض ضغط الدم، إلا إذا كان الشخص لدية حساسية من الزنجبيل، ففي هذه الحالة يرفع الزنجبيل ضغط الدم لهذا الشخص.
٢. الكركم مع الفلفل الأسود: فتكمن فائدة الكركم في المواد الفعالة الموجودة به وهي مادة الكركمين، ويشترط أن يكون طازجاً وليس بودرة، أو العيدان المجففة.
فالكركم المقصود هو الكركم الطازج الشبيه بالزنجبيل، ويكون لونه أخضر، ويتوافر في السوبر ماركت، أو أسواق الخضار، وأفضل طريقة ااستهلاكه هي بشر كمية قليلة منه حوالي ملعقة صغيرة، وغليها بالماء لتفعيل المواد الموجودة بها.
وإضافة الفلفل الأسود تعتبر أساسية، لأنه يعزز إمتصاص الكركمين بأجسامنا، لأن الجسم غير قادر على امتصاص الكركم بدون وجود الفلف الأسود.
كما يمكن إضافة زيت الزيتون أو زيت جوز الهند إلى مشروب الكركم، ليعزز من إمتصاصه.
وإذا كان من الصعب تناول هذه المشروبات، فيمكن استخدام حبوب الكركم الموجودة بالصيدليات، وتناول حبة في اليوم، أو يتواجد على شكل بخاخ.
٣. عصير التوت البري: له دور فعال في علاج مشاكل الكلى، وخاصة للأشخاص الذين يعانون من التهابات المسالك البولية، والتي تؤدي إلى حدوث مشاكل بالكلى.