علامات تأخر النطق عند الأطفال
تقول اخصائية النطق والتواصل “نسيبة سلام”: أنه توجد عدة علامات تدل على أن الطفل يعاني من مشكلة تأخر في الكلام، أو التواصل، ومن أبرز هذه العلامات:
- أن يلاحظ الأهل وجود مشكلة في النطق، أو في التواصل لدى طفلهم بشكل واضح منذ البداية، وهذه الحالة لا تستدعي التأخير بأي شكل.
- أن يكون الطفل لديه مشاكل حسية؛ فلا يستطيع الاستجابة للمثيرات السمعية على سبيل المثال، وفي هذه الحالة أيضاً لا يجب أن يتأخر الأهل في زيارة الطبيب المختص، لتشخيص وعلاج الطفل في أسرع وقت.
- أو أن تبدأ مشكلة تأخر النطق في الظهور بعد أن أصبح الطفل يتكلم بشكل طبيعي، فأصبح هناك تباطؤ في عملية تطور النطق والتواصل، أو تراجع في النطق لديه.
وبشكل عام لابد للأهل من متابعة الطفل بشكل مستمر في سنواته الأولى، ففي أول خمس سنوات من عمر الطفل لابد من ملاحظة:
- اللغة الاستيعابية: بمعني مدى فهم الطفل للكلام.
- اللغة الإنتاجية: والتي تتضمن الكلام والنطق لدى الطفل.
- مهارات اللعب، ومهارات التواصل.
وعادةً خلال الفترة الأولى من حياة الطفل (من ٦ شهور إلى سنة)، أول ما يتطور عند الطفل هي مهارات التواصل؛ حيث يظهر على الطفل السعادة والسرور في حالة وجود الأم على سبيل المثال، ويضحك، ويتفاعل، ويتابع الأم، والأب، وحركتهما من حوله؛ لذلك فغياب هذه المهارات خلال تلك الفترة يعتبر علامة تحذيرية، ومن أبرز العلامات التحذيرية أيضاً خلال تلك الفترة، هي عدم بدأ الطفل في تطوير إنتاج الأصوات، أو الرطانة كما يُطلق عليها، وبداية من عمر السنة يتعرف الطفل على أسمه.
وعند بلوغ الطفل عمر السنتين، إذا لم يقوم الطفل بتطوير بعض الكلمات الواضحة، وإذا لم يفهم الأوامر التي توجه إليه، وإذا لم يبدأ في اللعب بطريقة وظيفية؛ أي إذا لم يفهم الطريقة الصحيحة للعب بالسيارة، وبالدمية، فتعتبر كل تلك الأشياء علامات تحذيرية.
وتؤكد “نسيبة” على أن الطفل في عمر الثلاث سنوات لابد من أن يقوم بتكوين جمل؛ لذلك فإذا لم يستطع تكوين جملة من كلمتين، أو ثلاث كلمات على الأقل، فتعتبر تلك علامة تحذيرية أيضاً.
وبعد مرور الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل يكون هناك تطور هائل في جميع مهارات الطفل بشكل عام.
علاج مشكلة تأخر النطق والتواصل لدى الطفل
يجب استخدام الروتين اليومي في الدرجة الأولى لعلاج مشاكل النطق والتواصل؛ حيث لا يتطلب الروتين اليومي تخصيص وقت من قبل الأهل لتعليم الطفل، حيث يحدث بشكل تلقائي، لذلك فيُنصح بكل تأكيد على البدء في خلق روتين يومي محبب لتعليم الطفل الأشياء المختلفة حوله، كما أن الروتين يشكل عامل مهم في تنمية مهارات الطفل، وهو التكرار؛ حيث يعمل التكرار على زيادة النمو العصبي في الدماغ، مما يزيد من فرصة التعلم، والتطور في مهارات الطفل، ويجب استغلال أحداث اليوم لتسمية ما يراه الطفل سواء أكانت الخضار أو الفواكه التي يراها في المتجر، أو الخطوات التي تقوم بها الأم أثناء الطبخ أو ترتيب المنزل، أو أغراض المنزل، والأصوات التي يسمعها في الخارج، كما يجب توجيه الأسئلة الدائمة للطفل مع مراعاة جعله يشعر بأن إجابته مفهومة حتى لو لم تكن معقولة.
وتوضح “سلام” طرق أخرى لعلاج مشاكل النطق، منها: قراءة القصص للطفل، وينصح بالبدء بقراءة القصص والكتب وهم أطفال رضّع، إذ تتوفر العديد من القصص المصوّرة للأطفال والتي تسمح لهم برؤية الصور عندما ينطق الأهل أسماءها، كما ويمكن قراءة القصص التي تحتوي على صور، يمكن للطفل لمسها والشعور بها، فذلك يساعد الطفل على تذكر الأشكال ومحاولة نطق الاسم الذي نطقه الأهل أثناء القراءة، ويمكن الانتقال بعد ذلك إلى غناء أغاني الأطفال، ويجب التنويه على أهمية اختيار القصص التي تناسب حالة الطفل؛ فلا يُعقل قراءة قصص تحتوي على جمل طويلة، لطفل مازال يفهم الجمل البسيطة فقط.
- ويجدر بالقول أنّه من الضروري تجنب التحدث مع الطفل بلغة الأطفال واستخدام اللغة الصحيحة.
- القيام بالعديد من الأمور التي تؤدّي إلى لفت انتباه الطفل للأصوات المختلفة كصوت الجرس الخاص بالباب، وترك الطفل يقوم بتجربته لأكثر من مرّة، ويمكن لفت انتباهه من خلال إحضار له الألعاب التي تصدر منها أصوات مختلفة كصوت الحيوانات وغيرها من الأصوات.
- مشاركة الطفل عند قيامه باللعب، والعمل على إصدار بعض الأصوات من قبل فم الشخص الذي يقوم بملاعبة الطفل.
- عند الحديث مع الطفل يجب أن يتم إدخال بعض المقاطع الصوتية البسيطة والسهلة للكلام كقول “توت”.
- القيام باستخدام بعض الإشارات عند الحديث مع الطفل، كالقيام بحركات معينة بواسطة اليد، ويكون ذلك عند القيام بتحذيره في حالة ارتكابه لأيّ خطأ بأول كلمة لا مع القيام بإشارة تدلّ على ذلك وتكون باليد.
- تعليم الطفل اسمه وكيفية النطق به، ومناداته به بشكل مستمر، ومناداة من حوله من الأشخاص بأسمائهم.
- المواظبة على الحديث معه عند القيام بأي أمر يتعلق به.
- تعليم الطفل الألوان المختلفة ويكون ذلك من خلال العديد من الوسائل المتبعة في ذلك كالكرات الملوّنة.
وأخيراً، فتؤكد “نسيبة” على أهمية العلاقة بين الطفل والأهل، فهي تعتبر المصدر الأساسي والرئيسي لتعزيز مهارات الطفل على كافة المستويات، ويمكن ذلك من خلال الروتين اليومي، والذي يجب أن يتضمن قضاء أكبر وقت ممكن مع الطفل، وبأن نركز على ان يكون هذا الوقت بجودة عالية، ويكون الطفل محور اهتمامنا، وأن نخلق لغة حوار مع الطفل سواء كان الطفل ناطق، أو غير ناطق، وحتى لو لم يكن الطفل يفهم ما يُقال، ويمكن أن ينشأ هذا الحوار تبعاً لاهتمامات الطفل، والأنشطة اليومية التي يقوم بها.