يُعد النمو الطبيعي البدني والعقلي للطفل الشغل الشاغل للأبوين وذلك لأن التطور يعني سلامة الطفل وسلامة حالته الصحية في المقام الأول ، لذلك في حال ملاحظة أعراض صعوبة أو تأخر في نمو الطفل يجب زيارة الطبيب على الفور، بل إننا لا نبالغ حين نقول أنه يستوجب على الأهل زيارة طفلهم لطبيب الأطفال بشكل دوري في أول سبع سنوات من عمرهم سواء كان هذا الطفل يعاني من تأخر في النمو أم لا يعاني منه.
ما هو تعريف الطفولة المبكرة؟
يرى الدكتور إبراهيم الجناحي ” أخصائي الأمراض السريرية للأطفال في مؤسسة سدرة الطبية ” أن النمو الطبيعي عند الأطفال من أساسيات بناء الجسم والعقل الطبيعي لديهم، وحين نتحدث عن النمو نذكر النمو البدني والتطور في تكوين هذا الكائن البشري.
يعتمد النمو البدني على وزن الطفل وطوله بصفة عامة، وهناك 4 مسارات تطورية خاصة بتطور الطفل يتم متابعتها من جانب الأطباء هي:
- تطور الحركة العامة للطفل كالجلوس والمشي والحركة والركض وغير ذلك.
- التطور الحركي الدقيق مثل مسك القلم ومسك الأشياء الأخرى الدقيقة في اليدين.
- مسار النطق.
- مسار التطور الاجتماعي أو social interaction، وهذا هو الفرق بين النمو وبين التطور.
ما هي علامات النمو الطبيعي عند الأطفال؟
يرى بعض الأمهات صعوبة في تحديد مدى تطور طفلهم طبيعياً من حيث النمو سواء من ناحية الطول أو القصر أو القوة أو الضعف الجثماني إلخ إلخ..، لذلك هناك نوع من المنحنيات الطبيعية التي نشرتها منظمة الصحة العالمية فيما يخص علامات النمو الطبيعي والتي تتطور مع العمر في وجود مساحة من الوقت وهي:
- على سبيل المثال، عندما نلاحظ وزن الطفل وطوله في لحظة معينة وفي مكان معين وعمر معين فإن هذا الوزن حين يُرسم في منحنى معين يكون إما داخل هذا المنحنى أو خارجه.
- إذا كان هذا الوزن أو الطول خارج المنحنى من الأسفل فإن ذلك يعني أن الطفل لديه وزن أو طول أقل من الطبيعي، وإذا كان أعلى من المنحنى فإن طوله أو وزنه يكون أيضاً أكثر من الطبيعي.
- أما النقطة الثانية، فإننا نقوم بمتابعة الطفل نفسه ونعتبره المرجع الرئيسي لنمو نفسه، ومن ثم نتابع مراحل نموه خلال سنوات عمره، ونقوم بمتابعة هذه المراحل عادةً في أول أسبوعين من ولادة الطفل ثم بعد شهرين وأربعة وستة أشهر وهكذا. حتى يصل الطفل إلى عمر 18 سنة، طبقاً لما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية في أن الطفل يظل طفلاً حتى عمر 18 سنة.
ما هي أبرز اضطرابات النمو عند الأطفال؟
يمكن أن تكون اضطرابات النمو عند الأطفال إما:
- اضطرابات زيادة وزن.
- اضطرابات نقصان وزن.
- اضطرابات زيادة طول.
- اضطرابات قلة طول.أما عن الاضطرابات التي تؤدي إلى زيادة في الوزن فعادةً ما تكون مرتبطة بالأنظمة الغذائية للطفل مع مراعاة أن السُّمنة تبدأ في فترة الطفولة المبكرة حيث أن العادات الغذائية يكتسبها الطفل حسب ما تقوم الأم بإطعامه لأنه يعتاد على طريقة معينة للأكل مما قد يؤدي به إلى السُّمنة وزيادة الوزن في عمر الطفولة ويستمر عليه بعد ذلك أما عن الأهم من ذلك والأكثر شيوعاً وتخوفاً من الأمهات فيتمثل في عدم نمو الطفل من الأساس ولا تشعر الأم بزيادة وزنه ولا يتناول الطعام، وهنا يجب علينا التأكد من التغذية الصحيحة للطفل بناءً على عمره من حيث وقت إدخال الحليب والسيريلاك وبعض الأطعمة الأخرى كالبطاطس والفواكه واللحوم وغيرها من الأطعمة إليه، وهذا ما يُرشد إليه الأطباء الأمهات حسب عمر الطفل.
مضيفاً: على سبيل المثال، يجب علينا إدخال الأطعمة للطفل بعد عمر 6 أشهر وقبل هذا العمر لا يُنصح بإدخال أي أطعمة غير حليب الأم، وهذا يضمن إن شاء الله تعالى النمو الطبيعي والسليم للطفل فيما بعد.
يمكننا تحديد نمو الطفل من عدمه من خلال ملاحظة وزنه حيث أن الطفل قليل النمو يُلاحظ عليه من وزنه كما أن الطفل في العادة يزيد وزنه الضعف مرتين، الأولى على عمر الولادة أو في عمر 5 أو 6 أشهر تقريباً بحيث أنه إذا كان وزن الطفل وقت الولادة 3 كيلوا فعلى عمر الستة أشهر لابد من أن يكون 6 كيلوا تقريباً.
أما المرة الثانية فهي على عمر السنة التي يكون فيها وزنه 3 أضعاف وزنه وقت الولادة حيث يكون 9 كيلوا تقريباً عند هذا العمر.
كيف يمكننا ملاحظة حالات تطور الطفل؟
إن التطور البدني يُعد أمراً مهماً لملاحظته لأن التطور البدني بشكل خاص ينم عن تطور الذهن والمخ، لذلك هناك 4 مسارات يقوم بها الطفل والتي تعبر عن تطوره بصورة طبيعية أهمها هو التطور الحركي العام الذي فيه ينقلب الطفل من ظهره إلى بطنه أو العكس على عمر 4 أشهر تقريباً، ويمكن أن يتأخر هذا النوع من التطور لعمر 6 أشهر وهو الأمر الذي لا يستدعي منا القلق بعكس الطفل الذي لا يُقلب من الأساس ولا يجلس ولا يتحرك ولا يقف حتى عمر السنة، وهذا ما يشير إلى وجود مشكلة عضلية أو عصبية أو هزال أو وجود مشكلة في مخ الطفل.
وختاماً، بغض النطر عن وجود مشكلة ما في نمو الطفل من عدمه فإنه يستوجب علينا مراجعة طبيب الأطفال بشكل منتظم للكشف عن حالة الطفل من بعد الولادة أي من عمر الأسبوعين ثم الشهرين و4 و 6 و8 أشهر ثم سنة ثم سنة ونصف ثم سنتين ثم كل سنة لابد للطفل أن يرى الطبيب للكشف عنه حتى يصل إلى عمر 6 أو 7 سنوات وبعدها يزور الطفل طبيب الأطفال حسب حالته الصحية، وعادةً ما تكون تلك الزيارات مرتبطة بشكل أساسي بالتطعيمات الرئيسية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية والتي تُعد ضرورية للحماية من أمراض خطيرة كانت تؤدي إلى وفيات عديدة من قبل للرضع والأطفال بشكل عام في العالم أجمع.