تعتبر الأحلام مرحلة من مراحل تفاعل الدماغ البشري مع الأحداث وقد تعكس في بعض الأحيان واقع أو أماني يتمناها الحليمون كما أن الأحلام لا يمكن لها أن تتم دون دورة نوم سليمة.
التفسير العلمي لترابط الأحلام
قال “د. أحمد الأمين” استشاري في الطب النفسي. يُعرف النوم بأنه حالة دورية من فقدان الوعي الفسيولوجي كما أنه وظيفة حيوية دورية متكررة خلال 24 ساعة وله دور في ترميم وظائف الجسم لكي تُؤدى بسرعة وطبيعية من حيث إفراز الهرمونات وعمل العقل وتحقيق التوزان العقلي والجسدي معاً، كما أن اضطراب النوم يؤدي إلى مشاكل معروفة ومضاعفات معروفة طبياً مثل اضطرابات في المزاج والحالة النفسية واضطراب التركيز والذاكرة بجانب مشاكل ضعف المناعة وقد يؤدي اضطراب النوم إلى بعض الأمراض الجسدية الأخرى مثل مرض السكري والشرايين والقلب وقد يتعرض الشخص إلى الإصابة بالسرطانات كما أنه عند النوم يكون النائم في حالة شبه شلل للعضلات الهيكلية وهناك المراكز التي تتحكم في النوم عند الإنسان وهي مرتبطة بضوء الشمس ودورانها حول محورها بجانب تعاقب الليل والنهار كما أن النوم الصحي يقوم بضبط الحالة النفسية والجسدية للإنسان.
كيف تفسر رؤية أفكارنا اللاواعية في أحلامنا؟
تعتبر الأحلام ظاهرة معقدة وغير مفهومة تماماً بالنسبة لنا كما أن هناك نظريات عديدة لتفسير الأحلام لكن منذ البدء كان الإنسان يدهش لهذه الظاهرة التي تشكل له لغزاً كبيراً حتى الشعوب البدائية كانت تحاول أن تفهم الأحلام وكان تفسيرهم لها أنها شيء يأتي من عالم آخر أو أنها سبب تدخل الشياطين أو الآلهة وهذا ما حدث في الحضارات الأولى عند الإغريق والمصرين القدامى والبابليون بالإضافة إلى أن أياً من تلك الحضارات السابق ذكرها كان لديها إله مقدس للأحلام ومع تطور أتت نظريات مختلفة لعل أولها ما كتب عنه أرتميدورس الذي كتب عن الأحلام وحاول أن يفسرها وعزاها إلى تدخل الآلهة وأنها كاشفة للغيب والمستقبل، ولكن هناك بعض المسلمين بعد ذلك الذين فسروا الأحلام على أنها رؤيا قد تكون صادقة أو أن جزء منها من حديث الشخص أو الأماني الشخصية المستقبلية التي قد تتحقق في الأحلام، لذلك اصبح هنالك لدينا بعض علماء المسلمين مثل ابن سيرين الذي ألَّف كثيراً في الأحلام.
متى يتم تفسير الحلم إيجابياً وسلبياً؟
من الناحية العلمية فإننا عندما نقوم بتفسيرها بعيداً عن الأفكار الشائعة عن تقديس الحلم فلدينا أرسطو الذي اختلف مع أفلاطون الذي يرى أن الأحلام تأتي من العالم المتعالي بينما يرى أرسطو أن الأحلام ناتجة عن الظاهر الحسي أثناء الضغوطات اليومية في الحياة أو نتيجة تعرض الإنسان إلى بعض الآلام وبعض اللذات التي تنعكس عليه في أحلامه أثناء النوم، لذلك فإن الحلم من وجهة نظر أرسطو هو تجسيد للأماني وما سيحدث في المستقبل سواء كان سلباً أو إيجاباً وإن كان ذلك متشابه ما سيحدث في المستقبل فقد يكون فقط من باب المصادفة.
لماذا يرى البعض ما يحدث له في حلمه في الواقع؟
هناك تفسير علمي وعدة نظريات في هذا الأمر حيث لا يعرف أحد بالضبط ما يحدث للإنسان حينئذ وإنما ما يحدث طبقاً لأحد التفسيرات هو تداخل الذاكرة واختلاف في الأشياء فيشعر الإنسان أنه قد رأى هذا الشيء من قبل، ولكن على الجانب الآخر قد يكون ذلك من باب المصادفة نتيجة لتفكير الإنسان الزائد عن حده فيه.
أما بالنسبة للعصر الحديث فتعد نظرية التحليل النفسي هي أشهر نظرية في تفسير الأحلام على أنها نشاط من اللاشعور عند الإنسان خاصة للتجارب المؤلمة التي تم كبتها وإبعادها عن الوعي ولا يفكر فيها الإنسان في يومه الطبيعي أو في يقظته ومن ثم يتم تسرب للأمنيات المكبوتة والأحلام المرادة أثناء نوم الإنسان لعدة أسباب منها أعراف المجتمع أو الخوف من العقوبة ومن ثم يراها الإنسان في أحلامه في صورة مقنعة، لذلك تعتبر لغة الأحلام بالنسبة لفرويد هي اللغة الأساسية للإنسان التي تتطلب ضرورة معرفة رموزها حتى يتم التعرف عليها وتحليلها بطريقة صحيحة.