أوضح “د. عمر كمال الدين” (إخصائي علاج الأمراض العصبية) أن السبب المباشر لمرض الصرع هو اضطرابات الدماغ، وهناك عدة أسباب تؤدي إلى حدوث هذا الخلل الوظيفي بالدماغ منها: النزيف الدماغي، الجلطة الدماغية، البؤر والأورام الدماغية. ويلعب العامل الوراثي دوراً أساسياً حيث أنه السبب في ما يقرب من ٢٠٪ من حالات الصرع بشكل عام. ويعتبر مرض الصرع هو من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، والعامل الأكبر الذي يرجع إليه شيوع هذا المرض خاصةً في المناطق العربية الريفية هو زواج الأقارب.
ما هي طرق الوقاية من مرض الصرع؟
أوضح “د. عمر كمال الدين” أن المرضى المصابين يجب عليهم اتباع عدة أمور منها: تنظيم الحياة اليومية، الحصول على قسط كافي من الراحة، تجنب التوتر النفسي وما إلى ذلك. كما يجب على المريض المثابرة على العلاج الذي يصفه الطبيب. وهناك قواعد عامة يجب أن يتبعها مصاب الصرع حتى يتجنب حدوث النوبات وهي: أخذ قسط كافي من النوم، عدم الإفراط في تناول المنبهات، تجنب تناول كميات كبيرة من السكريات والنشويات أو ما يعرف بـ (الحمية الكيتونية).
ما هي أعراض مرض الصرع؟
أوضح “د. عمر كمال الدين” أنه يتوجب على المريض مراجعة الطبيب في حال إذا لاحظ أي نوع من أنواع نوبات الصرع كأن تظهر عليه أعراض مثل: تغير نظرة العينين، تشنج الساعدين، الشهقة المتكررة، ومن الممكن أن يصدر عن المصاب أصوات مختلفة، اشتمام روائح مختلفة، ففي هذه الحالة لابد من مراجعة الطبيب وذلك لإجراء التشخيص المناسب ومعرفة ما السبب الذي أدى إلى هذه النوبة. وهناك نوعان من مرض الصرع هما: (الصرع الكبير – الصرع الصغير)، والصرع الصغير غالباً ما يُصيب الأطفال.
ما خطورة نوبات الصرع؟
أوضح “د. عمر كمال الدين” أنه في حال عدم علاج نوبات الصرع والذي يتمثل في الكثير من حالات الأطفال يؤدي إلى عدم القدرة على التعلم وتاخرهم العقلي كثيراً. أما عن تأثير ذلك على خلايا الدماغ فيمكننا القول بأن نوبة واحدة لا تؤدي إلى موت الخلايا الدماغية، ولكن في بعض الحالات الصعبة التي تعاني من سلسلة متكررة من النوبات فإن هذا قد يؤدي إلى التهاب في الدماغ الذي يؤدي بدوره إلى ورم مما يؤدي إلى موت الخلايا.
متى يتطلب الأمر إجراء عمليات جراحية؟ وما مخاطر مثل هذا النوع من العمليات؟
أوضح “د. عمر كمال الدين” أن هناك قسم من المرض نستطيع فيه بواسطة التشخيص من خلال تخطيط دماغي خاص على قشرة الدماغ تحديد وجود بؤر في الدماغ وتكون هي المسئول الأول عن الخلل الوظيفي، ففي حال إذا كانت هذه البؤر تقع في مناطق بالدماغ يسهُل الوصول إليها دون التعرض للأنسجة السليمة فعندها يُنصح باستئصال هذه البؤر. مخاطر مثل هذا النوع من العمليات تتعلق بموقع هذه البؤر من الدماغ، فكلما كان الوصول إليها أسهل ودون المساس بأية خلايا سليمة كلما قلت المخاطر.
ما علاج مرض الصرع؟
أوضح “د. عمر كمال الدين” أن العلاج المعتاد الآن هو تناول الأدوية، فمن خلال العلاج الدوائي نستطيع فرض سيطرة شبه كاملة على أعراض نوبات الصرع بنسبة تصل إلى ٧٠٪ من الحالات المرضية، يستلزم العلاج الدوائي الانتظام وأخذ الجرعات التي يحددها الطبيب في الأوقات المحددة. ولكن تناول هذه الأدوية بشكل روتيني قد ينتج عنه بعض الآثار الجانبية التي تمنع أحياناً المريض من الرغبة في مواصلة العلاج ومنها: الشعور بالنعاس، والخمول، عدم القدرة على التركيز، عدم الاتزان الحركي، عدم وضوح الرؤية، تغييرات سلوكية بحيث يتحول سلوك المريض إلى سلوك عدائي.
ماذا عن طريقة التحفيز العميق للدماغ؟
أوضح “د. عمر كمال الدين” أن طريقة التحفيز العميق للدماغ لازالت داخل الإطار التجريبي، ولكن بالفعل تم من خلال هذا التحفيز الكهربائي السيطرة على بعض حالات الصرع التي لم يتم السيطرة عليها باستخدام الاستراتيجيات الأخرى.