لماذا يصعب علاج مرض عُشبة أمبروسيا؟
أوضح “د. رالف هارتمان” (أخصائي في الحساسية) أن عُشبة أمبروسيا تؤدي إلى أعراضٍ حادة لدى المصابين وتظل لفترة طويلة وقد تستمر لأشهرٍ أحياناً، مما يعني معاناة أطول للمصابين. إذاً آلام حادة لفترة طويلة، ولكن هل يمكن علاج حساسية أمبروسيا بشكلٍ مختلف عن علاج حساسية شجر الباتيولا مثلاً؟
أكد “د. رالف هارتمان” أن مبدأ العلاج واحد، فهناك تشابه نسبي في أنواع الحساسيات المختلفة ولكن الأُسس مستقلة عن الحساسيات.
هناك الكثير من المرضى يُعانون من الحساسية، لكن نلاحظ أن الكثير من الكبار وحتى المتقدمين في العمر والذين لم يسبق لهم أن عانوا من آلام بدأوا فجأة بالمعاناة من حساسية حبوب اللقاح، فهل هذا طبيعي؟ وما السبب في ذلك؟
أوضح “د. هارتمان” أن الأطباء يلمسون زيادة الحالات في القطاعات المختلفة، فمختص الحساسية يلحظ زيادة حساسية حبوب اللقاح، كما أن طبيب الأنف والأذن والحنجرة يشاهد ذلك في عيادته، حتى أن مختص الرئة يلمس الزيادة في حالات ربو الحساسية، وكذلك طبيب الجلدية يكتشف انتشار التهاب الجلد العصبي. وعلى الرغم من وجود الأعراض الثلاثة منذ بداية تشكلها إلا أنها تنتشر بشكلٍ متأخر.
كيف يمكن علاج ذلك؟
أضاف “د. رالف هارتمان” (عبر شاشة دويتشه فيله) أنه يمكن علاج الأعراض الأولية في عيادة طبيب الجلدية حيث نجد تحسناً كبيراً لدى المصابين في السنوات القليلة الماضية، بدايةً من قطرة العينين وبخاخ الأنف والتي تحسن أداؤها بشكلٍ كبير في علاج الأعراض.
لكن هذه الأدوية لا تسبب الإجهاد. أليس كذلك؟
أوضح “د. رالف هارتمان” أن حبوب الحساسية أشتهر عنها أنها تؤدي إلى الشعور بالتعب، ولكن الأمر مختلفٌ تماماً في الأدوية الجديدة خاصةً من الجيل الثالث والتي لا تؤدي إلى التعب، وذلك لأنها تضم أنواعاً مختلفة، ويمكن تقديم الحل الأمثل لكل مريض، ولكننا نخشى من الأدوية القديمة لأنها تحد من عملية التفاعل دون أن يشعر الشخص كما يقوم بكبس الفرامل بتأخير نصف ثانية مما يؤدي لوقوع الحادث.
هناك الآن فرصةٌ لعلاج أعراض الحساسية، وكذلك الحساسية نفسها من خلال علاج الخلل المناعي بحيث يعتاد جهاز المناعة على الحساسية. فماذا عن ذلك؟
أوضح “د. هارتمان” أن هذا هو الاستخدام الآن، ويمكن القول بأننا نعمل على تمرين جهاز المناعة ليتعامل مع هذه المواد والحد من رد فعل المناعة المفرطة للحساسية.
ولأي نوع من المرضى يمكن إعطاء هذا العلاج؟
أضاف “د. رالف هارتمان” أنه يجب قبل ذلك فحص المريض بشكلٍ جيد، ولذا لابد من تحديد العلاج للحساسية الموجودة، وفي حال إعطاء العلاج السليم فسيتم العمل على علاجها بشكلٍ جيد ولفترةٍ زمنيةٍ طويلة، وهذا سيعطي فرصةً جيدةً للعلاج. ولكننا لا ننصح بهذه الطريقة في علاج الجهاز المناعي بشكلٍ عام.
ما الذي يحدث داخل مختبر تجارب الحساسية (مثل: اختبار الوخز) بالتحديد؟
أوضح “د. رالف هارتمان” أنه يتم الاختبار عن طريق حقن المادة في جلد المصاب (مثل: لقاح حساسية الباتيولا أو لقاح حساسية القطط … وغيرهم)، وذلك لتحديد ردة فعل الجهاز المناعي من خلال قراءة ما يظهر على الجلد من أعراض.
المادة التي يتم حقنها تكون مخففة بشكلٍ كبير مما يعني أنها لن تؤثر على المريض أبداً. أليس كذلك؟
أكد “د. هارتمان” أنه لا يحدث للمريض أي شيء، ولكن يجب معرفة أنه يتم حقن مادة اختبار يمكن أن تتسبب في الإصابة بالربو فيجب أخذ ذلك بعين الاعتبار، لذلك يتعين إجراء الاختبار تحت شروط أمانٍ مشددة.
عندما تكون نتيجة الاختبار إيجابية يمكن مشاهدة المنطقة التي تفاعلت مع المادة عندما ينخدش الجلد أو تتشكل البقع. هل هذا صحيح؟
أكد “هارتمان” أن هذا صحيح، وهذا يدل على أن جهاز المناعة تفاعل مع المادة. ولكن على سبيل المثال بالنسبة لحساسية الباتيولا فإذا قال المريض أنه لم يعاني من آلام في شهري أبريل أو مايو، فهذا يعني أن لديه تحسساً ولكنه لم يصل إلى درجة الحساسية بعد.
هل هذا يعني أن من المحتمل أن تصبح اليد كلها حمراء ومع هذا نجد أن المريض لم يشعر بالألم ولا يعاني من الحساسية، وهنا يكون المريض محقاً وليس الاختبار؟
أوضح “د. رالف هارتمان” أن هذا صحيح، ولكن التشخيص بالأساس يعتمد على الاستشارة بحيث يتم طرح أسئلةٍ كثيرةٍ لمعرفة الحالات الحرجة وحالات التحسن، وجمع ذلك مع نتائج الاختبار واستكمالها بإجراء فحوصات إختبارية، فكل هذا يُشكل نتيجة التشخيص. فليس من السهل القول أننا سنأخذ عينة من الدم ونصل إلى معرفة نتيجة نوع الحساسية، فالأمر معقد.
إذا فإن إجراء الاختبارات والفحوصات يُعد عملاً من أجل التحري بامتياز لمعرفة الأسباب؟
أكد “د. هارتمان” أن هذا صحيح، وهذا يجعل العمل في مجال الحساسية مشوقاً لإجراء هذه البحوث لمعرفة الحقيقة.
إذا أردت تجنب الإصابة بالحساسية أو عندما أريد حماية طفلي من الإصابة بالحساسية رغم أنني أعاني منها. فهل هناك فرصةً لتربية الطفل بطريقةٍ تجنبه الإصابة بالحساسية؟
أضح “هارتمان” أن في بعض الأحيان نلاحظ أن الأخوة لديهم مناعة، مما يعني أن إرضاع الطفل له تأثيرٌ إيجابي، فإرضاعه أربعة إلى ستة أشهر على الأقل مهم جداً، وتربية الحيوانات تلعب دوراً في الإصابة بالحساسية، إضافةً إلى أهمية تجنب السكن بعيداً عن الزحام. ولكن كل هذا أحياناً يكون من الصعب تحقيقه.
هل قد يكون أحد الأسباب لزيادة الحساسية هو أن العالم أصبح أكثر تحضراً؟
أوضح “د. هارتمان” أن لهذا علاقة بالأمر، ولكن لا نجزم بذلك. فمن الصعب الجزم بأن القضية لها علاقة بحماية البيئة.
هناك الكثير من الناس الذين يعانون من حساسية الربيع يشربون شاي الزهور ويأكلون العسل. فهل من الأفضل لهؤلاء الأشخاص التخلي عن هذه الأشياء؟
أوضح “د. رالف هارتمان” أن المواد المسببة للمرض موجودة في هذه الأشياء ولكنها قليلة جداً، ومن يعاني من حساسية ضد شيءٍ معينٍ في العسل مثلاً فسيجد كميةً قليلةً من موجودة في ملعقة العسل المضافة إلى الشاي الساخن، فهذه الكمية لا تؤثر أو يكون تأثيرها ضئيلٌ جداً.